ثقافة

صفقات وزارية “تتجاهل” مقاولات النشر الصغرى وتفاقم معضلة غلاء الكتاب

صفقات وزارية “تتجاهل” مقاولات النشر الصغرى وتفاقم معضلة غلاء الكتاب

يسود التذمر زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، بسبب غلاء أسعار الكتب المقترحة، والتي لا تشجع على النهوض بفعل القراءة مغربياً، بينما أكد ناشرون مغاربة أنّهم يبذلون جهوداً كبيرة لاقتراح تخفيضات تناسب جيوب الزوار، بيد أن أوضاعهم الاقتصادية و”تجاهل” بعض الجهات الوزارية لهم لا تسمح لمقاولاتهم بهامش سخاء كبير.

ذلك ما أوضحه مدير دار “القلم العربي” للنشر والتوزيع، أحمد ديبون، وهي دار مغربية ناشئة تشق طريقها وسط أمواج قطاع هائجِ المنافسة، إذ تمكنت من استقطاب عدد لا بأس به من المثقفين والكتاب المغاربة للنشر لديها؛ يبقى أبرزهم عبد الإله رابحي، الذي تُوجت روايته “الرقيم الأخير”، الصادرة عن الدار ذاتها، بجائزة المغرب للكتاب في صنف السرديات والمحكيات، وذلك خلال دورتها قبل الماضية.

وفي هذا الصدد، تتعدد الأسباب في غلاء الكتب، ذلك أن شأنها شأن أي “صناعة ثقافية” تخضع لتكاليف معينة، ولمنطق العرض والطلب التجاري، لا سيما وأن القطاع يُعاني عموماً من تدني معدلات القراءة بالمغرب، ومن منافسة شرسة للدور العربية الكبرى، ما يجعل استمراره في خدمة الكتاب المغربي رهينا بالدعم الحكومي، الذي يتخذ عدة أشكال منها المباشر وغير المباشر.

ومن أشكال هذا الدعم غير المباشرة، والتي تعول عليها دور النشر، صفقات اقتناء الكتب التي تبرمها الوزارات، وفي طليعتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، التي تنفق ملايين الدراهم من أجل إغناء المكتبات المدرسية بأحدث الإصدارات المشتراة من الناشرين.

هذه الصفقات، يؤكد ديبون في تصريح لجريدة “مدار 21″، لا تخضع لأي عدالة في التوزيع، وتستحوذ عليها ثلة قليلة من الدور الكبرى، بعضها من بلدان عربية غنية ولها صناعة نشر متقدمة، ولا تحمل هم الكتاب المغربي والثقافة المغربية، كما أنها في غنى عن هذه المساعدات المالية.

“دور النشر العربية لديها كُتاب من مختلف أنحاء العالم العربي، وتُتَرجم أحدث إصدارات الكتاب الأجانب، أما المغربية، وخاصة الصغرى والمتوسطة، فهي التي تمنح الأولوية للكتاب والكاتب المغربي و”نحن مثلاً نفتح أبواب الدار للطاقات الإبداعية المغربية الشابة في مجالات الأدب والترجمة، ونخرجها إلى حيز الظهور، بعدما تُواجه بالتجاهل وهضم الحقوق من قبل الناشرين الكبار، الذين يفضلون تبني مشاريع الأسماء الوازنة والتقليدية”.

وأضاف: “كما نهتم بأدب الطفل والناشئة الذي لا يزال يشكو من الخصاص بالمغرب رغم أهميته الحاسمة في التربية على القراءة وصحبة الكتاب منذ الطفولة؛ ونوزع بإمكانات ذاتية محدودة لأننا لا نستطيع تحمل العمولات الثقيلة التي تفرضها علينا شركات التوزيع”.

هذه التحديات تتطلب، بحسب المتحدث ذاته، تضافر الجهود ومزيداً من الإنصاف في حق خدم الثقافة المغربية، وإعادة النظر في سُبل دعم هذه الأخيرة حتى تتمكن من إيصال الكتاب المغربي في أفضل حلة واقتراحه بأثمنة مناسبة للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News