شكدال: “الوترة” ينقل تراث المغرب ويُعري ظواهر اجتماعية

كشف السيناريست هشام شكدال أن فيلمه “الوترة” ينقل جانبا من التراث المغربي، ويتطرق إلى ظواهر اجتماعية تهم شريحة من المغاربة.
ويرى شكدال أن السينما نافذة على العالم، مما جعله يختار التطرق إلى موضوع ثقافي يتعلق بفن شعبي، لتصدير التراث المغربي إلى العالم، وفق تصريحه لجريدة “مدار21”.
ويقول شكدال الذي أشرف على كتابة سيناريو “الوترة”، إن للعمل شقان، فيه شق ثقافي يهتم بالتراث المغربي، وآخر فني واجتماعي يعالج بعض الظواهر والمشاكل التي يتخبط فيها المجتمع المغربي.
ويقول إن فكرة فيلم “الوترة” جاءت بعد تراكم مجموعة من الأحداث واللقاءات، ليوظف فيه كل المعطيات التي جمعها، كما اختار أن تكون المرأة جزءا من القصة نظرا للأدوار التي تلعبها في حياة الفرد، كما الوترة التي تمنح ألحانا فرحة ومؤلمة.
وعن تجربته مع إدريس الروخ الذي تولى إخراج الفيلم، يقول إنها فرصة مهمة خاصة وأن الروخ له تجربة في السينما العالمية، وبالتالي يمكن أن يساهم في نقل التراث المغربي للعالمية من بوابة السينما.
ويضيف أن “الوترة بكتابة جديدة وأفكار جديدة، تلبي طلبات الجمهور المغربي في العصر الحالي”.
ويحكي الفيلم قصة فنان شعبي هاجر من البادية إلى المدينة سنة 1997 لتحسين أوضاعه الاجتماعية وتحقيق حلم الشهرة عبر موهبته في الغناء والعزف.
وسيحاول “شعيبة” إيجاد نفسه في بيئة جديدة، ويبدأ رحلة كفاحه بالاستناد على أحد أفراد عائلته الذي يستقر في كاريان بمدينة الدار البيضاء، ويعمل بارونا للمخدرات، إذ يتاجر هذا الأخير في جميع الممنوعات.
وسيستغل بارون المخدرات براءة وسذاجة وفن “شعيبة” الذي سيتخلى وسط صخب الحياة عن زوجته وابنه ويقطع الوصل بحياته السابقة، ويصبح مدمنا على المخدرات.
وتتوالى أحداث الفيلم لتنقل المشاهد من سنة 1997 إلى سنة 2023، وترصد توبة بارون المخدرات الذي سيصبح متدينا ومتزوجا من طليقة “شعيبة” الذي تصفعه الحياة من جديد.
وسيعيش “شعيبة” متاهة تنتهي به في الاستقرار بـ”كباريه” تديره إحدى السيدات، الذي يعد وكرا للمخدرات، ما سيجلب عليه العديد من الأزمات والمشاكل.
ويشير مخرج العمل وبطله إدريس الروخ إلى أن الفيلم يناقش إشكالية الهوية الفنية والاجتماعية، عبر “شعيبة” الذي يطمح إلى العيش بكرامة، لكن الحياة ستجرفه إلى حافة الدمار، بفعل تأثير المخدرات والسهرات الليلية.
ويرصد الفيلم تخلي “شعيبة” في نهاية المطاف عن حلمه بعد وقوعه ضحية “استغلال” لدى الغير، رغم أنه فنان أصيل ويعزف “الوترة” بشكل متمكن، وتحقيقه نجاحا في السهرات والأعراس التي كان يحييها، إلا أن السعادة لم تكن حليفته في حياته.
وسيكتشف عدة مفاجآت أخرى ضمن أحداث متسلسلة ومختلفة، ويعيش مع تحولات شخصياته بين سنة 1997 و2023 السلبية والإيجابية، وتذبذبها بين الهامش والرقي.
وجرى تصوير هذا العمل في عدد من المدن المغربية بالدار البيضاء والمحمدية، والمنصورية، وبوزنيقة وبن سليمان.
ويشارك إدريس الروخ في بطولة فيلم “الوترة” إلى جانب إشرافه على إخراجه، بإسناد باقي الأدوار لمجموعة من الممثلين ضمنهم سحر الصديقي، وحميد السرغيني، وطارق البخاري، وإلهام قروي، وكريم بولمال، والشرقي الساروتي.