مجتمع

بعد فوضى سوق “رباط الخير”.. هل بات الغلاء يهدد استقرار الأسواق؟

بعد فوضى سوق “رباط الخير”.. هل بات الغلاء يهدد استقرار الأسواق؟

أسبوعٌ واحدٌ بعد بداية رمضان كان كافياً لانتفاض ساكنة صفرو ضدد الغلاء الفاحش للأسعار، بمنع تجار الخضر والفواكه واللحوم والأسماك عن تسويق منتجاتهم وتسببت في فوضى بسوق “رباط الخير” الأسبوعي احتجاجا على الأثمنة المترفعة، وفق تصريحات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي.

وتسبَّبت الاحتجاجات التي قادها زوار السوق الأسبوعي في فوضى واضطراب داخل أروقته، معلنين منع تجار جميع المواد الأساسية، من خضر وفواكه ولحوم، عن تسويقها بسبب الارتفاع القياسي للأسعار في ثاني أسبوع من شهر رمضان.

وقائع سوق “رباط الخير” بصفرو المقلقة أحالت على وقائع سابقة مشابهة لمشاهد من الفوضى في أسواق الأغنام قبيل عيد الأضحى لسنة 2023، وقبله في سوق الخضر بالقنيطرة، وكلها تقاطعت في سياقها المرتبط بغلاء الأسعار.

الصادق العمري، باحث في علم الاجتماع، قال إنه “من الصعب أن نحكم على هذا السلوك هل هو سلوك طبيعي أم غير طبيعي”، مشيرا إلى أن “الإنسان تحركه نوازع اجتماعية وأن الاحتجاج الذي نشب في سوق صفرو الأسبوعي يأتي في سياق اجتماعي سمته الغلاء وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين”.

وأورد الباحث في علم الاجتماع، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه “من الصعب أن نصنف مثل هذه السلوكات بين الطبيعي وغير الطبيعي بحكم أن منطلق هذه الانتفاضة غير طبيعي بالأساس وهو واقع الغلاء وضعف تنظيم الأسواق”.

وبحكم أن تجار الخضر والفواكه واللحوم في الأسواق هم أيضا مواطنون ولابد من حفظ حقوقهم، اعتبر السوسيولوجي ذاته أن “المواطن لا يفهم أن التاجر هو مجرد وسيط بينه وبينن أسواق الجملة، وأنه لا دور له في الغلاء الذي تشهده الأسواق”، مشددا على أن “(الخضّار) ليس هو صلب المشكل”.

وسجل المتحدث ذاته أن “المواطن لا يعرف أصل المشكل ولا يدرك، في الغالب، طبيعة سلسة الإنتاج والتوزيع التي تسبب هذا الغلاء الفاحش وغير المقبول، بحكم أنه يعتبر أن هذا الأمر غير مطلوب منه”، مستدركا أن “المواطن يؤمن بأن السلاح الذي بيده هو الاحتجاج فقط والمراقبة في يد مؤسسات الدولة”.

وفي هذا الصدد، أكد الصادقي أن “المواطن لا يعرف إلا التاجر الذي يتعامل معه في النهاية ولا يدرك تراتبية سلسلة التوزيع ومنظومة الريع في الأسواق الكبيرة”، مبرزا أن “هذا العامل هو الذي يجعل المستهلك في مواجهة مباشرة مع التاجر في أسواق البيع بالتقسيط”.

وبيَّن المتحدث ذاته أن “إدراك المواطن البسيط بهذه الأمور مرتبط برفع الوعي داخل المجتمع لتفادي العنف والفوضى التي لا تؤدي إلا إلى مزيد الاحتجاج والاحتقان”، لافتاً إلى أن “هذه ليست أول مرة تقع فيها مثل هذه الانتفاضات وإنما وقع ذلك قبل مدة خلال عيد الأضحى لسنة 2023 وفي نفس الظروف التي هي الغلاء”.

ولأن مراقبة الأسواق والأسعار هي مسؤولية مؤسسات الدولية والأجهزة الإدارية المحلية، أوضح المصدر ذاته أن “الفراغ الذي تركته مؤسسات المراقبة هو السبب الرئيسي لهذه الفوضى”، مؤكدا أنه “لو كانت هذه المؤسسات واللجان تقوم بدورها في الرقابة لما وصلت الأسعار إلى هذه المستويات”.

وتساءل المتحدث ذاته “ما الذي كانت الدولة تنتظره من المواطنين جراء هذا الغلاء الفاحش غير الانتفاضة والفوضى؟”، منبها إلى “ضرورة التدخل الفوري والعاجل قبل أن يتحول هذا السلوك الاحتجاجي إلى قاعدة بين المواطنين بالنظر إلى الضغط الذي أصبح يمارسه الغلاء على المواطنين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News