مجتمع

دنو توقف الدعم الاستثنائي يُهدِّد بتعميق مأساة منكوبي زلزال الحوز

دنو توقف الدعم الاستثنائي يُهدِّد بتعميق مأساة منكوبي زلزال الحوز

على بعد أيام معدودة من انتهاء المدة التي حددتها الحكومة لفترة تمديد دعم الأسر المتضررة من زلزال الحوز، تترقب ساكنة الأقاليم المتضررة مصير هذا الدعم الاستثنائي الذي سيتوقف نهاية شهر مارس الجاري، خاصة في ظل الصعوبات التي تعيشها جراء التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة التي عَرَّت واقع المأساة الذي يعيشه المنكوبون.

وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، توثق مشاهد المآسي التي تعيشها ساكنة الحوز بعد التساقطات المطرية والثلجية القوية التي عرفها عدد من المرتفعات المغربية، حيث لايزال معظم المنكوبين يعيشون في خيام بلاستيكية وُزِّعت عليهم أياماً بعج الهزة الأرضية العنيفة في شتنبر 2023.

وفي أكتوبر المنصرم، قررت الحكومة تمديد الدعم الاستثنائي الخاص بالأسر المتضررة من زلزال الحوز (2500 درهم) لـ6 أشهر إضافية بعدما كان من المقرر أن يتوقف خلال سنة (من شتنبر 2023 إلى شتنبر 2024)، وهو ما يطالب حقوقيون محليون بإعادة العمل به بحكم استمرار نفس الظروف الموضوعية التي دفعت الحكومة إلى إقرار هذا التمديد.

الحسين المسحت، عضو الائتلاف المدني من أجل الجبل، قال إن “هذا الشهر هو الأخير الذي سيستفيد منه منكوبو زلزال الحوز من الدعم الاستثنائي الذي تم تمديده بـ6 أشهر خلال شهر أكتوبر الماضي”، مبرزاً “أننا نبهنا الحكومة حينما حددت فترة التمديد في أشهر معدودة على أنها لن تكون كافية”.

وتساءل الناشط الحقوقي، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، “كيف لـ6 أشهر من الدعم أن تعيد إحياء الأنشطة الاقتصادية المعيشية لمئات الأسر في ظروف مأساوية لا تخفى على أحد؟”، مسجلا أن “هذا الزلزال لم يحدث أضراراً ماديةً فقط وإنما أحدث تغييرات بنيوية في حياة هؤلاء المتضررين بتوقف أنشطتهم المدرة للدخل”.

وفي علاقة بالمقاطع المصور التي توثق معاناة ساكنة الحوز مع التساقطات المطرية التي تعرفها جهات متفرقة من المغرب، أورد الحسين المسحت أن “هذا الوضع المأساوي ليس جديداً على ساكنة الحوز وإنما سبق أن عاشته في فصل الشتاء الأول بعد الهزة الأرضية العنيفة”، مشددا على أن “إيقاف الدعم في هذه الظروف بمثابة ضربة قاضية لمحاولات عودة المتضررين إلى الحياة الطبيعية”.

واعتبر الحقوقي المهتم بقضايا الساكنة الجبلية أن “عملية إعادة الإعمار أو إعادة الإسكان فيها تأخر كبير مرتبط بتخبط وارتباط الحكومة في تدبير هذا الملف الحساس”، لافتاً إلى أن “الدليل عن هذا الارتباك هو تضارب الأرقام والتصريحات الرسمية بخصوص عدد المستفيدين وتقدم ورش إعادة الإعادة الإعمار”.

وفي هذا الصدد، سجل المتحدث ذاته أن “اقتصار الحكومة على الحديث عن المستفيدين من الشطر الأول من الدعم الخاص بإعادة البناء فيه دهاء ومكر سياسي”، مبرزا أن “هذا الرقم لا يصلح إلا لنفخ المعطيات والأرقام في حين أن المعطى الدال هو عدد المتضررين الذين استطاعوا أن يعودوا إلى مساكنهم”.

وتابع المسحت أن “الإحصائيات تتحدث عن تضرر قرابة 60 ألف منزل من زلزال الثامن من شتنبر 2023 في الأقاليم الستة المعنية”، مسجلا أنه “في المقابل تتحدث آخر المعطيات عن إعادة بناء ألفي منزل فقط وهو رقم لا يمثل أي شيء مقارنة مع حجم الضرر”.

وتساءل الحقوقي ذاته “ما الذي يمنع من الاستفادة من الخبرة الوطنية في قطاع البنيات التحتية لتخليص هؤلاء المواطنين من المعاناة التي يرزحون تحتها منذ ما يقرب السنتين”، مؤكداً “أننا لا نفهم هذه المفارقة بين سرعة تشييد الملاعب والطرقات استعداداً لتنظيم تظاهرات رياضية، وهذا أمر إيجابي، وبين بطء تشييد منازل لأسر معدودة شرَّدهها الزلزال”.

وبناء على هذا الواقع، سجل المصرح نفسه أنه “يتبين أن القرار السياسي هو الذي ينقص في هذه الحالة”، مسجلاً أن “ساكنة الحوز تلمس هذه الثنائية والمفارقة في تدبير أوراش البنية التحتية”.

وعن المطلب الأساسي الذي يرفعه الائتلاف، أورد الفاعل الحقوقي أنه “لابد من التفكير في تمديد هذا الدعم الاستثنائي مرة أخرى إلى أن تستعيد الأنشطة الاقتصادية للمتضررين عافيتها”، مستدركا أنه “في نفس الوقت لا يمكن أن يصبح الدعم بنيوياً ويعتاد عليه منكوبو الزلزال”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “الذي يمنع من خروج ونشر الفظائع والكوارث التي تسبب فيها الزلزال هو كرم وعزة النفس والأخلاق الغالية لساكنة الحوز”، مبرزا أن “أحداثا ووقائع أقل فظاعة في مناطق أخرى أخرجت الناس إلى الشارع وأحدثت الفوضى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News