دولي

الإبادة الإسرائيلية لأطفال غزة.. قتل وإعاقة وحرمان من التعليم والعلاج

الإبادة الإسرائيلية لأطفال غزة.. قتل وإعاقة وحرمان من التعليم والعلاج

على مدى أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية، دفّعت إسرائيل بقوة النار الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة ثمنا باهظا من أرواحهم وأجسادهم وطفولتهم على مرأى العالم.

هذه الإبادة لاحقت الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، بدءا بالأجنة داخل أرحام أمهاتهم، مرورا بالخدج بعمر أقل من 9 أشهر داخل الحضانات، وحتى السن الذي حددته اتفاقية حقوق الطفل الأممية على ألا يتجاوز “18 عاما”.

وخلال أشهر الإبادة، قتلت إسرائيل بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، نحو 17 ألفا و861 طفلا.

وقال المكتب الحكومي عبر بيان نشره في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، إن من بين إجمالي الأطفال الضحايا “نحو 214 رضيعا ولدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة”.

بينما قتلت إسرائيل نحو 808 أطفال من بين إجمالي الضحايا وهم بعمر أقل من عام، وفق المصدر نفسه.

وخلال الإبادة، أفادت مصادر طبية بمقتل فلسطينيات حوامل هن وأجنتهن جراء قصف إسرائيلي استهدفهن آنذاك، دون وجود إحصائية لأعدادهن.

** قتل الأطفال الخدج

في 10 نوفمبر/ تشرين 2023، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى “النصر” للأطفال غرب مدينة غزة، وأجبر الطواقم الطبية على المغادرة تحت ترهيب النيران، فيما رفض إجلاء الأطفال الخدج، ما تسبب بوفاة 5 منهم، وفق ما أوردته وزارة الصحة آنذاك.

بعد الانسحاب من حي النصر بغزة، تم العثور على جثث هؤلاء الخدج الخمسة متحللة داخل الحضانات وعلى أسرة المستشفى بعدما فرض عليهم الجيش الإسرائيلي الانقطاع عن العلاج اللازم لبقائهم على قيد الحياة.

** إصابات الأطفال

في ديسمبر/ كانون الأول 2024، أعلن المفوض العام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، وجود “جائحة إعاقة” بقطاع غزة، جراء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل.

وقال في منشور على منصة إكس، إن “غزة تضم الآن أعلى معدل في العالم من مبتوري الأطراف من الأطفال نسبة لعدد السكان، الكثير منهم فقدوا أطرافهم وخضعوا لعمليات جراحية دون تخدير”.

فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان نهاية يناير الماضي، إن الإبادة تسببت بوجود نحو 4 آلاف و500 حالة بتر بينهم ما نسبته 18 بالمئة من فئة الأطفال.

** أطفال مهددون بالموت

قال بيان المكتب الحكومي بغزة في يناير الماضي، إن 3 آلاف و500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.

يأتي ذلك في ظل استمرار تردي الأوضاع الإنسانية في القطاع بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي.

وخلال أشهر الإبادة، لقي عشرات الأطفال مصرعهم جراء سياسة التجويع التي اتبعتها إسرائيل عبر منع دخول المساعدات الغذائية إلى القطاع، وفق مسؤولين بوزارة الصحة.

** 38.495 ألف طفل يعيشون دون والديهم

بحسب بيان المكتب الحكومي بغزة، فإن 38 ألفا و495 طفلا يعيشون دون والديهم أو دون أحدهما، جراء الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

وبحسب تقارير حقوقية سابقة، فإن سبب ابتعاد الأطفال عن ذويهم هو القتل أو الاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي.

وفي فبراير/ شباط 2024، قال مدير اتصالات اليونيسف في الأراضي الفلسطينية جوناثان كريكس بالخصوص، “إن كل طفل من هؤلاء الأطفال لديه قصة مفجعة”.

وتسبب انفصال الأطفال عن ذويهم بتحملهم أعباء ومسؤوليات أكبر من أعمارهم فباتوا مسؤولين عن توفير الطعام والشراب لعائلاتهم ومقومات الحياة الأخرى، حيث انخرط مئات منهم في العمالة.

** حرمان من التعليم

حُرم الأطفال بغزة في سن التعليم المدرسي من حقهم في التعليم على مدى أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

وقال بيان لوزارة التربية والتعليم بغزة في 22 يناير الماضي، إن إسرائيل قتلت خلال الإبادة (من ضمن إجمالي الأطفال القتلى) أكثر من 15 ألف طفل في سن التعليم المدرسي؛ من 6 سنوات وبما لا يتجاوز 18 عاما.

وتابعت في بيان: “هذا العدد المهول من الشهداء يعادل إبادة جماعية لجميع العناصر البشرية (طلبة وعاملين) في أكثر من 30 مدرسة، مما يعكس حجم الجرائم المرتكبة بحق الأطفال والطواقم التعليمية”.

وأوضحت أن إسرائيل أصابت خلال أشهر الإبادة أكثر من 50 ألف طالب وطالبة؛ بعضهم أصيب أكثر من مرة، مما تسبب للعديد منهم بإعاقات دائمة تشمل بتر أطراف وشللا وإصابات في الرأس والأطراف وفقدان حواس.

وأضافت: “في ضوء ذلك تتوقع الوزارة زيادة بأكثر من خمسة أضعاف في أعداد الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارسها”.

وخلال الإبادة في سبتمبر/ أيلول 2024، حذر المفوض العام للأونروا لازاريني، على منصة إكس، من أن تعذر تعليم الأطفال الفلسطينيين في غزة قد يؤدي إلى “ضياع جيل كامل”.

وقال آنذاك إن “غزة صارت مكانا ما عادت فيه المدارس مدارس”.

** مليون طفل بحاجة لدعم نفسي

في 24 يناير الماضي، قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن “مليون طفل بقطاع غزة يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي بسبب الاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار” الناجمة عن الإبادة.

وأضاف فليتشر في جلسة لمجلس الأمن الدولي: “على مدى 15 شهرا في غزة، قُتل الأطفال، وتُركوا للجوع، وماتوا من البرد”.

وأوضح أن الأطفال في غزة يفقدون مدارسهم وتعليمهم، وأن المصابين منهم بأمراض مزمنة يواجهون صعوبة في الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها.

وأردف: “وفقا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، يحتاج مليون طفل إلى الدعم النفسي والاجتماعي بسبب الاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار. تعرض جيل كامل لصدمة نفسية”.

وبدعم أمريكي، شنت إسرائيل حرب إبادة على غزة بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، أسفرت عن أكثر من 160 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وفق معطيات فلسطينية.

وفي 19 يناير الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المقسم إلى ثلاث مراحل، كل منها تستمر 42 يوما، مع شرط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News