الناصري: تلقيت عروضا لتسويق أحزاب سياسية وأعتبر نفسي “صوت الشعب”

أكد الممثل والمخرج سعيد الناصري أنه يتلقى العديد من العروض من أجل التسويق لبعض الأحزاب السياسية، وترويج برامجها الانتخابية، لكنه يرفضها حتى لا يفقد حب الجمهور الذي يثق فيه.
وشدد الناصري في تصريح لجريدة “مدار21” على أنه يرفض التسويق للأحزاب لكونه يعتبر أن حزبه هو الشعب المغربي، الذي يشكل صوتا له من خلال أعماله التي يقدمها، مردفا: “أطلق علي الجمهور اسم ولد الشعب لذلك لا يمكنني أن أخون ثقته بي ونظرته إلي وأرفض قطعا الانخراط في أي حزب سياسي كان”.
وارتباطا بالموضوع، اختار الناصري أن يتطرق في فيلمه السينمائي الجديد الذي اختار له عنوان “الشلاهبية” أن يحكي عن بعض المفسدين الذين يحاولون استغلال سذاجة الناس، من خلال موقعهم السياسي، دون أن يؤدوا واجبهم تجاه المواطنين.
وأفاد بأن فيلمه يحكي عن خداع بعض السياسيين، خاصة وأن “الساحة السياسية مؤخرا عرفت وجود بعض هذه النماذج، الذين يقدمون وعودا ولا يفون بها، مما يؤثر على الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للبلاد”.
وقال الناصري إنه حاول “طرح هذه المشاكل التي يعانيها المواطن المغربي وينقلها في مواقع التواصل الاجتماعي، من قبيل غلاء الأسعار وسوء التدبير في قالب كوميدي وفكاهي، وفي الوقت ذاته منح العبر التي تشير إلى أن مصيرهم يكون السجن أو قتل مستقبلهم السياسي”.
وعن اختياره التطرق إلى موضوع “الانتخابات” قبل انطلاق فترة الحملات الخاصة بها في أرض الواقع، قال إنه كان مقصودا منه بغاية “التوعية وإيصال رسالة للمواطن باعتباره متحملا لجزء من المسؤولية من خلال منح صوته”.
وأضاف: “صوت المواطن الذي يُدلي به في صناديق الاقتراع، يعد مهما ويوازي صوت الوزير والمسؤول، لذلك لا يجب أن يباع، لأنه المحدد لمصريه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في البلاد، والمحدد لمصير باقي المواطنين”.
وأكد الناصري أن فكرة الفيلم جديدة، وتعالج بنوع من المبالغة وجانب من الخيال، لبعث رسائل لإنقاذ الإنسانية من الطمع والجشع الذي أعمى بعض المسؤولين الذين يبحثون عن المصالح الخاصة، وفق تعبيره.
وأضاف أن الفيلم يشمل مواضيع اجتماعية أخرى تعكس لعلاقات العائلية وظروف السجناء في الحبس.
ودخل الممثل والمخرج سعيد الناصري بلاطوهات تصوير فيلم سينمائي جديد بمدينة الدار البيضاء، لا يختلف كثيرا عن فيلمه السابق “نايضة”، الذي أثار من خلاله جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي.
واختار الناصري صناعة هذا الفيلم وطرحه تزامنا ودخول الأحزاب السياسية في حملات انتخابية استعدادا لانتخابات 2026.
ولم يبتعد الناصري عن التيمة التي أصبح يشتغل عليها في السنوات الأخيرة، والمواضيع الاجتماعية التي تحمل في طياتها رسائل سياسية بشكل ساخر وتهكمي.
ولم يمض كثيرا عن طرح فيلمه “نايضة” في منصة “يوتيوب” وخلقه الجدل بموضوعه الذي ينتقد فيه بعض السياسيين والمسؤولين الذين ينتهزون الفرص لحجز مقاعد ومناصب دون الالتزام بوعودهم لمواطني المناطق الفقيرة.
فئة عريضة من الجمهور المغربي اعتبرت أن الفليم يعكس معاناة المواطنين الذين ينتمون إلى طبقة اجتماعية هشة مع المنتخبين السياسيين، وتخبطهم بين دروب الحياة دون تمتيعهم بأبسط الحقوق وظروف العيش البسيط، وهي الفئة التي دعمته وطالبته بمزيد من الأفلام.
في المقابل، ناقش ثلة من النقاد والمهتمين بالشأن الفني مضامين الفيلم، مطلقين سهامهم على مخرجه ومنتجه سعيد الناصري، إذ وصفوا جودته بالرديئة وغياب توفره على معايير الفن، من حيث الكتابة التي عدها البعض تقريرية ومستفزة إلى جانب غياب خط درامي يربط حواراتها.
وضمن الانتقادات التي طالته، أن الناصري يلعب على الوتر الحساس للفئات البسيطة التي تتأثر بمواضيع قريبة من معاناتها، ويستغل موقعه لتمرير رسائل متكررة دون لمسة فنية.
ويحمل فيلم “نايضة” طابعا كوميديا، ويعالج قضية اجتماعية تتعلق بتنامي أحياء دور الصفيح في المغرب، في قالب هزلي، وينقل معاناة الشباب المغربي الذي يشكل نواة المجتمع في المستقبل، موجها عبره رسالة للمسؤولين في الدولة، من أجل فتح باب التواصل مع باقي المواطنين لإيجاد حلول فعالة لعدد من المشاكل الواقعية.