إشادة أمريكية بإصلاح مدونة الأسرة: تكرس لريادة للمغرب بالعالم الإسلامي

قال نائب رئيس المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية، إيلان بيرمان، إن إصلاح مدونة الأسرة يكرس المكانة “الريادية” للمغرب في العالم الإسلامي، في مجال النهوض بالمساواة في الحقوق ومواكبة التطورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تشهدها البلاد.
وأوضح الخبير الأمريكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “المغرب كان، ومنذ أمد طويل رائدا في العالم الإسلامي، في ما يتعلق بتحديث عقده الاجتماعي وفتح باب الاجتهاد أمام تأويل حقوق مواطنيه”.
وذكر بيرمان بأن التعديلات الجديدة تندرج في إطار مسار طويل لإصلاح مدونة الأسرة، يروم تعزيز المساواة بين الجنسين داخل الإطار الأسري، في احترام لمقتضيات الدستور والالتزامات الدولية للمغرب.
وأبرز نائب رئيس المركز البحثي، ومقره واشنطن، مدى التزام هذه الجهود الإصلاحية الأخيرة بتقديم صورة شاملة عن المجتمع، مشيدا بالمقاربة التشاركية المعتمدة حتى يعكس الإصلاح الجديد تطلعات واحتياجات كافة مكونات المجتمع المغربي.
وفي السياق ذاته، قال الخبير الأمريكي، صامويل ميلنر، إن مشروع مراجعة مدونة الأسرة يجسد التزام المغرب بإرساء أسس مجتمع “أكثر عدالة وتماسكا”.
وأبرز الباحث بمركز “جورج ميسون” للقانون المتخصص في الشرق الأوسط والقانون الدولي، أن هذا الإصلاح الاستباقي، الذي يتم تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يجسد “نموذجا آخر” لحرص المغرب على المساواة بين الجنسين وحماية حقوق الأطفال، في إطار التماسك الاجتماعي.
وسجل أن المغرب استطاع، بفضل هذه الدينامية التي تولي أهمية خاصة لحقوق الإنسان، أن يكرس مكانته باعتباره “نموذجا متقدما” في محيطه العربي-الإفريقي وخارجه.
وأوضح الخبير الأمريكي أن “المملكة تجدد، من خلال مواءمة مدونة الأسرة مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان في احترام تام للإرث الثقافي الوطني، تأكيد مكانتها باعتبارها نموذجا إقليميا للحكامة” من خلال مقاربة قائمة على احترام الحقوق.
ولاحظ أن المغرب ينخرط في هذا الإصلاح من خلال منظور التطور الثقافي والسوسيو-اقتصادي للمجتمع، مضيفا أن المملكة أثبتت، في مناسبات عدة، إمكانية التوفيق بين متطلبات الحداثة واحترام أسس المجتمع.
من جانب آخر، ذكر المحلل الأمريكي أن مراجعة مدونة الأسرة تظهر كذلك التزام المغرب الثابت بتعزيز الحكامة الشاملة، موضحا أن كافة الفاعلين المعنيين انخرطوا في هذا المجهود الجماعي.
ومن خلال هذا الإصلاح، يضيف المتحدث، تتميز المملكة، مجددا، بصفتها بلدا استطاع أن يوفق بين الأصالة والحداثة، وبين الحقوق والمسؤوليات، وأيضا بين الإرث الثقافي والقيم الكونية.