وضع بيئي مقلق لقرية تيفرت بسبب “الواد الحار” ومطالب بتدخل عاجل

عاينت جريدة “مدار21” في زيارة لقرية تيفرت بإقليم أزيلال، الوضع البيئي للقرية، من تلوث وروائح كريهة، إضافة إلى الوضعية المزرية للأزقة في ظل غياب قنوات الصرف الصحي، حيث أكدت الساكنة أن معاناتهم تتفاقم يوما بعد يوم دون تحرك من السلطات.
وأفادت إحدى النساء من ساكنة القرية في تصريح للجريدة أن آثار غياب الصرف الصحي تنعكس على حياتهم “كما ترون نحن نعاني من عدم وجود الصرف الصحي (الواد الحار)، وبسبب المياه الملوثة أطفالنا يمرضون بالحكة وبمجموعة من الأمراض الأخرى”.
وأضافت المتحدثة “في فصل الشتاء وتساقط الأمطار لا أحد يستطيع المرور من الأزقة بسبب غياب شبكة الصرف الصحي”.
وأبرزت “تلقينا وعودا بإصلاح الأزقة، لكن لا شيء تغير، كما أن وليداتنا مرضوا بسبب هذا الوضع وعندما نأخذهم للمستشفى يقولون لنا ماعندناش الدواء”.
وشددت المصرّحة ذاتها على ضرورة إصلاح وتهييء الأزقة، كما ناشدت المسؤولين من أجل تعزيز البنية الصحية لكي تتمكن الساكنة من الحصول على الخدمات الصحية بسهولة، ولا تضطر إلى التنقل لمستشفى بني ملال للعلاج.
وفي السياق ذاته، عبر الحسن، من سكان القرية، عن استيائه أيضا من الوضع الذي وصفه بـ”الحكرة”، مضيفا أن “الحالة التي نعيشها بسبب غياب قنوات الصرف الصحي صعبة جدا، المسنات والمسنين لا يستطيعون الخروج والمرور من هنا”.
وأضاف “إذا غادرت المنزل للمسجد قد تصل وقد لا تصل إليه”، مشددا على أن الساكنة طالبت السلطات بإصلاح الأزقة “لكن لحد الآن لم نتلق أي رد، وبسبب هذه الوضعية نشعر وكأننا ما زلنا نعيش في زمن الاستعمار”.
وحذّر الطبيب هشام القرشي من تفشي الأمراض بين ساكنة القرية بسبب مياه الصرف الصحي التي تجري بين منازل القرية.
وقال القرشي في تصريح لجريدة “مدار21” أن مياه “الواد الحار” قد تصيب الأشخاص بأمراض عدة تتمثل أساسا في “مرض اليرقان المعروف بيننا بـ’بوصفير’، كما قد يتعرض لمرض الكوليرا الذي ينتشر عن طريق الماء الملوث، بالإضافة إلى الإصابة بالإسهال”.
واستطرد القرشي” قد تتسبب مياه المجاري في ظهور أمراض جلدية من قبيل الإكزيما واحمرار العينين، وكذا ظهور مشاكل في التنفس وسيلان الأنف”، مشددا على أن “كل هذه الأمراض قد يصاب بها الشخص بمجرد لمس مياه المجاري أو عن طريق تلوث الثياب”.