سياسة

أوجار: تعليق غانا لعلاقاتها مع البوليساريو يأتى بفضل العبقرية الدبلوماسية الملكية

أوجار: تعليق غانا لعلاقاتها مع البوليساريو يأتى بفضل العبقرية الدبلوماسية الملكية

أكد محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن تعليق غانا لعلاقاتها مع ميليشيا البوليساريو يعد ثمرة “العبقرية الدبلوماسية” للملك محمد السادس، مشددا على أن بريطانيا العظمى في مسار الإعلان عن قرار جديد يعترف بمغربية الصحراء لتنضم إلى ركب الدول الكبرى المُقرة بالوحدة الترابية للمملكة والداعمة لمبادرة الحكم الذاتي حلا وحيدا للنزاع المُفتعل.

وقال أوجار، خلال حلوله ضيفا على برنامج “نقطة إلى السطر” بالقناة “الأولى”، إن تعليق غانا لعلاقاتها مع البوليساريو “خبر سار وهدية سياسية في بداية السنة الجديدة، ويأتي ضمن دينامية إيجابية تمكنت العبقرية السياسية للملك من صياغتها وأجرأتها”، مضيفا “تقريبا 46 بلدا أعلنوا سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية، وأغلبها في إفريقيا، ففي السنة الماضية سحبت زامبيا ومالاوي، وأيضا في أمريكا اللاتينية هناك دول كانت متحمّسة للطرح الانفصالي مثل الإكوادور وبنما سحبت اعترافها أيضا”.

وشدد وزير العدل السابق على أن “المبادرة الحضرية للحكم الذاتي المقترحة من المغرب تلقى المزيد من التأييد الدولي، واليوم 112 دولة تؤيد مبادرة الحكم الذاتي، وهذا تقريبا 60 أو 65 بالمئة من مكونات الأمم المتحدة، ودولتان دائمتا العضوية بمجلس الأمن؛ أمريكا وفرنسا، اعترفتا رسميا وصراحة وبلا مواربة بمغربية الصحراء”.

وأشار القيادي بحزب “الحمامة” إلى أن المنتظم الدولي يسير “في نسق الإقرار بمغربية الصحراء والالتفاف الدولي المكثف حول مقترح الحكم الذاتي”، مشيدا بهذا الصدد بـ”حكمة الملك وواقعية الدبلوماسية المغربية وبالجرأة الدبلوماسية التي تعاملت بها الدبلوماسية المغربية في مختلف القارات مع هذه المبادرة”، مؤكدا أن المغرب تعامل بـ”دبلوماسية الوضوح وبناء الشراكات والسعي لإنهاء المشكل بوسائل متحضرة، في وقت نظام الجنرالات في الجزائر يصر على التشبث بالوهم وأن يبقى سجين ثقافة وسياسة الحرب الباردة التي عفا عنها الزمن”.

وعبّر أوجار عن أمله في أن تعلن بريطانيا العظمى عن قرار جديد حول مغربية الصحراء، مسترسلا “اليوم، من بعد واشنطن وباريس، لندن، التي نرتبط معها بعلاقات استراتيجية وسياسية وغيرها، أيضا في هذا المسار للإعلان عن موقف جديد”.

وأبرز في هذا السياق أن “كثيرا من الدول تراجع مواقفها، فالمنطقة الاسكندنافية كانت قلعة للطرح الانفصالي ومناورات الجزائر، واليوم دول كبيرة في هذه المنطقة تساند وبقوة مقترح الحكم الذاتي على غرار الدنمارك وألمانيا وفنلندا”، مؤكدا أننا “نسير والحمدلله في مجهود جبار وقوي، ويجب أن ندعمه داخليا بجبهة داخلية موحدة قوية بما يكرس هذا الوضع الدولي المتميز ببلادنا”.

وشدّد محمد أوجار على أن المغاربة “يجب أن يشعروا بالفخر للانتماء إلى هذا البلد الكبير والعظيم. فأنا كحقوقي عشت بتأثر كيف انتُخبت المملكة المغربية لرئاسة مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وترشحت ضدنا جنوب إفريقيا، وحصلنا على 33 صوتا من 47 في مجلس حقوق الإنسان، وإفريقيا لديها 13 صوتا حصلنا على 10 منها، إذا هذا بلد تحت قيادة ملك عبقري يكتسح المواقع سنة بعد أخرى يوما بعد آخر”.

وذكر المتحدث أن “من المعالم الكبرى للاستراتيجية الدبلوماسية لمحمد السادس هو هذا الانفتاح الصادق والتلقائي على إفريقيا، كامتداد طبيعي لبلادنا، امتدادٌ يجد ترجمته اليوم في مبادرات اقتصادية واستراتيجيات ومشاريع على الأرض وشراكات ثقافية”، مبرزا أن “المغرب أصبح اليوم حاضرا بقوة، لاعبا سياسيا واقتصاديا كبيرا في إفريقيا، وإفريقيا لمست في تدخلات بلادنا الحرص على التعاون جنوب-جنوب وعلى استراتيجيات رابح-رابح، لأن المغرب لا يتوجه نحو إفريقيا بهدف الربح التجاري أو باعتبارات استعمارية أو سياسوية كما تفعل الكثير من البلدان والدول، فتوجهنا نحو إفريقيا نابع من تاريخنا وعمقنا الإفريقي ومن إرادة الملك لبناء تعاون جنوب-جنوب وتعاون رابح-رابح مع إفريقيا”.

وأكد أوجار أن المغرب “نجح في الانفتاح على كل الفضاءات الإفريقية، في فضاءات صداقات تقليدية التي كانت لنا في المجموعة الفرانكفونية، واليوم نحن حاضرون في المجموعتين الناطقتين بالبرتغالية والإنجليزية، وأيضا نخترق مراكز حصّنتها عداوات مجانية لبلدنا تحت تأثير جنوب إفريقيا ومجموعة (SADC)”، لافتا بهذا الصدد أن “زامبيا ومالاوي الآن سحبتا الاعتراف (بالبوليساريو)”.

ودعا الأحزاب والنقابات المغربية ورجال الأعمال وكل الفاعلين إلى أن “يبادروا إلى استراتيجيات موازية؛ التي هي دبلوماسية موازية، لدعم النجاحات المغربية، وأن نبادر حتى لاختراق ما نعتبره فضاءات ومجالات للخصوم، ففي جنوب إفريقيا اليوم وفي الدول التي كانت تعادينا هناك بروز لأصوات تنادي حكوماتها بإعادة النظر في العلاقات مع المغرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News