ابن كيران: لا أحب الاصطدام بالصالحين وشكاية التوفيق إلى الله أرعبتني

لم يكتف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، بالرسالة القصيرة التي خرج فيها ليرد على رسالة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إذ عاد مجددا ليقدم توضيحاته بخصوص جدل تصريحات العلمانية، مؤكدا أنه لا يحب أن يصصدم بالصالحين، وأن “شكاية” المسؤول الحكومي الحالي به إلى الله، أرعبته.
وأفاد بن كيران، في كلمة خلال الاجتماع العادي للأمانة العامة للبيجيدي، اليوم السبت، بالمقر المركزي للحزب، أنه لا يحب أن يصطدم بالصالحين وأهل الخير، لافتا إلى أنه وفي حال صدامه مع “المفلْسين” يقول إنه من المحتمل أن تمر القضية بسلام، مسجلا أن صياغة التوفيق لرده على شكل شكاية إلى الله سبحانه وتعالى أرعبته.
وأقر بنكيران أنه استحضر كلمة التوفيق في تصريحاته المثيرة للجدل بخصوص العلمانية، لكنه في نفس الوقت أكد أن الوزير لم يكن المقصود بها، مجددا تأكيده أن بعض الجهات استغلت ما قاله الوزير في البرلمان لإحياء جدل العلمانية، واصفا إياهم بـ”المرتزقة في الصحافة والثقافة”، مسجلا أنه يعرف جدا نوايا المسؤول الحكومي.
وبهذا الصدد، أضاف رئيس الحكومة الأسبق: “أعرف أفكاره وآراءه، وهو من أكبر أنصار ومثبتي فكرة أن المملكة المغربية دولة إسلامية، ويمكن أن يكون هو الأول في ذلك، على الأقل في هذه المرحلة.. الوزير في البرلمان كان يتحدث عن الحرية الفردية وعن التصرف الشخصي وبطبيعة الحال هذا ليس بعيدا عن الحقيقة، لأن الدولة المغربية لا تتدخل في تصرفات المواطنين الشخصية، إلا إذا كانت تقع تحت طائلة القانون بشكل أو بآخر”.
وأورد بن كيران أن “البعض” حاول استغلال رد وزير الأوقاق والشؤون الإسلامية ليروجوا أن هناك نزاع وصراع بينه وبين التوفيق”، متسائلا عن الغاية والهدف من ذلك: “هؤلاء الناس ماذا يريدون منا، واش بغاونا نسكتوا، لن نفعل ولا يمكننا ذلك، لأن هناك مسؤولية كلفنا الله بها، وهي أن نشارك الناس فيما يقولون من باب مرجعيتنا، نرد إلى الصواب ما استطعنا إلى ذلك من سبيل.. حنا غير واحد السياسيين مازال ما تسالات لينا الجرأة”، مجددا احترامه للوزير الأوقاف واصفا إياه بـ”الإنسان المتصوف والعالم وابن أسرة متدينة”.
وقال الأمين العام لحزب “المصباح” إن سلاح المسلم حاليا، وفي وقت يتوفر الغرب على الأسلحة النووية هو الدين “نعتصم به ونتمسك به وندعو إليه وندعو إلى الالتزام به”، مشيرا في نفس الوقت، وفي رد غير مباشر على رسالة وزير الأوقاف، أنه لا يعتبر أن الأحزاب السياسية والديمقراطية والانتخابات علمانية “نعتبرها مسائل عصرية من قبل ما فعله عمر رضي الله عنه لما أخذ بالدواوين عن الفرس والروم”.
وسجل المتحدث أن مفهوم العلمانية حسب ما يفهم هو أن تشرع الدول ما يتصادم مع الدين، مؤكدا أن هناك أمورا من غير المعقول أن تقع في دولة إسلامية، لعل أبرزها ما وقع مؤخرا في مهرجان مراكش للسينما، خاصا بالذكر عرض أفلام تمجد المثلية والشذوذ الجنسي واللواط حسب تعبيره.