“البحر البعيد” يُغرق في مشاهد المثلية الجنسية بمهرجان مراكش!

دافع بطل فيلم “البحر البعيد”، أيوب كريطع، الذي يوجد على قائمة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ21، عن الأفكار التي روج لها العمل تحت غطاء الهجرة غير النظامية والميولات التي تعكس موجة ترسيخ المثلية الجنسية في العالم، وأصبحت قضية محورية في المهرجان.
وتتراوح مشاهد فيلم “البحر البعيد” بين المعاناة في طريق الوصول إلى حلم الاستقرار في أوروبا، والنجاة في نهاية المطاف بزواج مختلط من أجل العيش في إطار قانوني.
أبطال الفيلم ينتمون إلى دول مغاربية، يجمعهم حلم الهجرة إلى الخارج، بحثا عن تحقيق الذات والانتصار ضد الفقر والحاجة والبطالة في بلدانهم، يلتقون في مارسيليا في ظروف مشابهة.
ويظهر كريطع (نور) في منتصف الفليم، محاولا قمع رغبة شرطي فرنسي (سيرج) يرغب في سحبه نحو ميولاته الجنسية الشاذة، في مقابل إقامته علاقات متعددة مع العديد من الفتيات.
وفي الفيلم، تأخذ الحانات والملاهي الليلة الكثير من المساحة، لرصد جانب من العلاقات الجنسية المثلية، خاصة وأنها تشكل فضاء خاصا برجال يمارسون الشذوذ الجنسي.
لن يتخلص نور من الشرطي الذي يميل إلى إقامة علاقات مع جنسه، بسهولة، إذ سيجد نفسه في سلسلة مواقف تعقد سير حياته.
ولا يخلو فيلم “البحر البعيد” من اللقطات الحميمية التي تجمع نور مع الفتيات، ولقطات أخرى للشرطي مع أشخاص لديهم ميولات جنسية غير طبيعية.
ويخصص الفليم مساحة للحب والعلاقات الغرامية، الذي سينتصر في نهاية الفليم بزواج نور من زوجة الشرطي الفرنسي الشاذ جنسيا بحسب ما يرصده الفيلم.
وأبعد كريطع تهمة الترويج للأفكار الشاذة عن صناع العمل الذين يحملون جنسية فرنسية بلجيكية، نافيا تدخل الإنتاج الأجنبي في فرض أفكار المجتمع الغربي في المغرب ونقل صورة قاتمة عنه إلى الخارج كما يشاع.
في التفاصيل، يقول كريطع في تصريح لجريدة “مدار21″، إن الفيلم لا يشجع على المثلية الجنسية، لكنه يعد فيلما فرنسيا مغربيا، وبالتالي يعكس التقاء الثقافات.
ويرى بطل الفيلم أن العمل لا يتناول المثلية الجنسية، بل فكرته الأساسية تتجلى في الهجرة غير النظامية التي تجعل الشباب في منفى عن بلدهم، إذ ينصح الجمهور بمتابعة الفليم قبل إصدار حكمه عيله.
وقال إن هذا الفليم عرض في العديد من البلدان في مهرجان “كان” وألمانيا وإسبانيا، ويشارك الآن في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مما يجعله يستحق المشاهدة، مشيرا إلى أنه حان الوقت لتجاوز رسم الحدود في السينما ووضع القيود على القضايا المعالجة فيها.
ويضيف: “يجب متابعة كل أصناف الأفلام في السينما التي يتم الولوج إليها باختيار من الجمهور، مبرزا أن فيلمه ينتمي إلى سينما المؤلف وليس تجاريا أو سطحيا في التناول، وغير موجه للجمهور العريض.
كريطع عد أن تألق الفيلم في التظاهرات الفنية يعكس قدرته وفريق العمل على إيصال أفكار الفليم برؤية إخراجية متمكنة.
وعن تسليط الضوء على الهجرة غير النظامية، خاصة وأن عرض الفليم يأتي بعد أحداث الفنيدق التي أثارت انتباه العالم، أكد أن الفيلم لا يعكس ما وقع مؤخرا في الفنيدق من وقائع محزنة، بل يعرض صدفة، لأن الفليم يحكي عن فترة ما بين 1990 وسنة 2000.
وأضاف كريطع أن الفيلم يحكي بالأساس عن شاب من وجدة يهاجر إلى مرسيليا، ويلتقي بأصدقاء جزائريين يحاولون التأقلم في بلد أجنبي، تاركين حياتهم السابقة خلفهم للبحث عن حياة مجهولة.
وقال إن الفليم لا يقدم صورة قاتمة عن المغرب، بل يعكس واقعا حقيقيا، إذ في كل أسرة مغربية يوجد شخص من العائلة هاجر إلى بلد آخر للبحث عن تحسين أوضاعه في المستقبل بعد فقدانه الشغف في بلده.
وقال إن الفليم لا يتطرق إلى “الزواج بأجنبية من أجل تصحيح وضعية المهاجر قانونيا” بهذا المعنى العام، لأنه وجد في تلك الأجنبية الحب الذي كان يبحث عنه، الذي يعد أقوى من كل شيء “لأن الحب يقودك إلى أن تكون أحسن مما أنت عليه”، يضيف.
وعرض فيلم “البحر البعيد” في قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات، ضمن فعاليات مهرجان مراكش في منافسة تقود في ختامه إلى الظفر بإحدى الجوائز.
وينافس فيلم “البحر البعيد” للمخرج سعيد حميش 14 فيلما من مختلف دول العالم، الذي منح شخصةي البطولة لأيوب كريطع.