مقاولة مغربية تعيد تدوير قنينات البلاستيك لصناعة أفرشة وثيرة

هل فكرت يوما في النوم على سرير من البلاستيك؟ أو تلحف غطاء كان في حياته السابقة قنينة مياه معدنية؟ لا عليك، فهو مريح تماماً، ذلك على الأقل ما تؤكده مقاولة مغربية مشاركة في المعرض الدولي للنسيج بالدار البيضاء، وناشطة في مجال إعادة تدوير البلاستيك لصناعة الأفرشة انطلاقا منه!
وتعد مقاولة “كازا فيبر” (CASA FIBRE)، الناشئة حديثا أول مقاولة صناعية مغربية في مجال ألياف البوليستر، بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 15000 طن.
وتقدر استثمارات هذه الصناعة بـ120 مليون درهم، مع تشغيل أزيد من 12 ألف شخص، مع تحقيق أرباح بالعملات الصعبة من خلال التصدير، وبالتالي المساهمة في خفض العجز التجاري للمغرب.
وبالإضافة إلى البعد الاقتصادي، تسدي هذه الصناعة خدمات للمجال البيئي؛ بحيث تعمل “كازا فيبر” على جمع حوالي 21000 ألف طن من نفايات القارورات البلاستيكية، مُساهمة بذلك في تقليص البصمة الكربونية وانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، عن طريق إعادة تدوير البلاستيك.
ويبلغ حجم القنينات المعاد تدويرها يوميا من قبل المقاولة مليوني قنينة، مما يخفض البصمة الكربونية بـ200 ألف كيلوغرام يوميا، كما تعمل على إعادة تدوير المياه العادمة المستعملة في عملية الإنتاج.
ويتم منح هذه القنينات البلاستيكية حياة جديدة بعد إعادة تدويرها، فتتحول إلى قماش يستخدم إما في صناعة سرير أو أريكة أو وسادة أو لحاف… بل حتى المنسوجات التي تدخل في صناعة السيارات والتجهيزات المنزلية والبناء.
وأكد مسؤول رواق “كازا فيبر” بمعرض النسيج الدولي بالدار البيضاء لصحيفة “مدار 21” أن أسعار هذه المنسوجات جد تنافسية ولا يوجد فرق كبير بينها وبين نظيراتها التقليدية.
وتعمل “كازا فيبر” كذلك على إجراء عملية يطلق عليها (Effilochage textile)، وهي عملية صناعية تسعى لمنح حياة جديدة لنفايات الأقمشة، بحيث يتم تمرير المنسوجات غير القابلة لإعادة الاستخدام عبر عملية صناعية دقيقة تروم تحويلها إلى ألياف قابلة لإعادة الاستعمال.
ويعتبر تثمين النفايات وإعادة تدويرها رهانا بيئيا واقتصاديا عالميا انخرط فيه المغرب، يروم الحفاظ على الموارد الطبيعية والطاقية، وإحداث فرص مقاولاتية ومناصب شغل مستدامة، بالإضافة إلى الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وبالتالي حماية البيئة.
ووضعت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة إستراتيجية وطنية لتقليص وتثمين النفايات، من خلال عرض توجهات إستراتيجية في أفق سنة 2030. كما سطرت الوزارة أهدافا لاستراتيجيتها، منها الوصول إلى 20 في المئة من نسبة تثمين النفايات المنزلية ونسبة 10 في المئة من التثمين الطاقي للنفايات.
وانطلقت أول أمس الخميس بالدار البيضاء الدورة 21 من معرض النسيج الدولي، المنظم من طرف الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة بدعم الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، بفضاء المعرض الدولي بالدار البيضاء. وتستمر فعالياته إلى غاية 9 نونبر الجاري.