“مغرب البيئة” تنتزع تعهد امهيدية بإنهاء ثقافة “تنخيل الشوارع”

بعدما استجاب والي جهة الدار البيضاء ـ سطات، محمد امهيدية، لجزء من المطالب التي ترفعها حركة مغرب البيئة 2050، بتعهده العمل على منع غرس نخل الواشنطونيا بالشوارع واقتلاع الأخرى التي تعيق حركة المرور، شرعت الحركة، منذ أمس الأحد، في مواكبة إعادة تأهيل شوارع العاصمة الاقتصادية، بدءاً بشارع الزرقطوني، مبرزةً أن غاية هذه الحملة هي تغيير ثقافة تنخيل الشوارع وإقرار تهيئة حضرية ومنظرية جديدة لغرس الأشجار بالمجال الحضري.
وبعد دعوته لها، تعهد والي جهة الدار البيضاء سطات، محمد امهيدية، أمام رئيسة الحركة، سليمة بلمقدم، بأنه “على مستوى الدار البيضاء، سيمنع غرس نخل الواشنطونيا وسيأمر باقتلاعه عندما يعيق حركة المشي أو يحول دون غرس شجرة أخرى”.
وعلى مستوى الشوارع في طور إعادة التاهيل، سجلت رئيسة حركة أن “والي الجهة تعهد باعتماد غرس الأشجار فقط وسيتم اختيارها بإشراكنا”، مبرزةً أنه “على مستوى شارع الزرقطوني، سيتم الاحتفاظ بالمحور البيني، تم إلغاء شجرة البلاتان من المشروع”.
سليمة بلمقدم، رئيسة حركة مغرب البيئة 2050، قالت “إننا لا نطالب باقتلاع أشجار النخيل من الشوارع إلا عندما تشكل عائقا على حركة السير أو يحول دون غرس أشجار أخرى”، مبرزة أنه “من غير المعقول أن نتهم على أننا ننادي إلى اقتلاع النخيل من الشوارع بشكل عشوائي ودون تقديم أي بدائل”.
وأضافت بلقدم، في تصريح لجريدة “مدار21” الالكترونية، أنه “منذ بداية هذه الحملة التي تنادي إلى استبدال أشجار النخيل بأشجار آخرى، خاصة في مقتطع الزرقطوني، فقد كانت الفكرة عي التعويض وليس الإزالة”، مبرزة أن “شارع الزرقطوني له طابع استعجالي وبالتالي لن تسمح الظرفية بإنجاح هذا المطلب”.
وتابع الفاعلة البيئية أنه “بعد اقتناعنا بصعوبة استبدال النخيل بأشجار أخرى على مستوى شارع الزرقطوني بالبيضاء، ومنه الانتقال إلى باقي شوارع المدينة وباقي المدن المغربية، دعينا إلى زراعة أشجار بين كل نخلتين بالنظر إلى المسافة الموجودة بينهما”.
وتابع المتحدث ذاتها أن “هناك إصرار من طرف الحركة على عدم اقتصار مجلس المدينة على زراعة النخيل في شوارع البيضاء”، مشددةً على أنه “إذا لم تتفاعل السلكطات المحلية مع مطلب إزالة النخيل فإننا ندعوها إلى التحرك لتنزيل الخيار الثاني بغرس أشجار في المساحات الممكنة بين كل شجرتي نخل”.
ولدى سؤالها عن الغاية من هذه الحملة التي تنادي بتغير غرس النخيل بغرس أشجار أخرى، أجابت رئيسة حركة مغرب البيئة 2050 أن “هدفنا هو تغيير نمط تهيئة المساحات الخضراء على مستوى مدينة الدار البيضاء، بالخصوص على مستوى الشوارع”.
وفي نفس السياق، أشارت المتحدث ذاتها أن “دعواتنا لا تشمل المنتزهات والحدائق”، مسجلةً أنها “شطر آخر يخصه تعامل من نوع آخر وإنما حملتنا تخص الشوارع فقط”.
وأوردت بلمقدم أن “النداء اليوم من أجل إنقاذ شارع الزرقطوني من التنخيل المبالغ فيه ليس إلا بداية مسار سعينا لتحقيق هدفنا الأول الذي هو إعادة النظر في التهيئة الحضرية والمنظرية لغرس الأشجار بالمجال الحضري في المدن المغربية”.
ورحبت الناشطة البيئية ذاتها بـ”تفاعل والي جهة الدار البيضاء ـ سطات، محمد امهيدية، مع مطالب الحركة البيئية”، مشددةً على “أننا نتأسف عن غياب رد فعل المجالس المنتخبة التي تقع على عاتقها هذه المسؤوليات”.
واعتبرت المتحدثة ذاتها أن “إشراك الفاعلين البيئيين هو أمر مهم في بناء تصور منظري مشترك حول شوارع مدننا المغربية والشكل الذي يجب أن تبدو عليه خاصة في ظل استعدادنا لاستقبال عدد من السياح بمناسبة المواعيد القارية والعالمية”.
واعتبرت الفاعلة ذاتها أن “المتطلبات الإيكولوجية والاجتماعية والصحية للساكنة تتطلب أن نعيد النظر في أنواع الأشجار وعددها ولا حتى نسبة المساحات الخضراء في المدن والشوارع المغربية”، لافتةً إلى أن “كل هذه الأمور يجب أن يعاد فيها النظر لكي نبني ثقافة تعامل جديدة مع الشجرة”.
وسجل المصدر ذاته أن “تجاوب والي الجهة مع مطالب الحركة وإشراكها في هذه الحملة ميدانيا وتصور التهيئة الحضارية هو في حد ذاته ربح ومكسب ينضاف إلى المكاسب التي حققناها بعد مسار ترافعنا لتغيير وجه الشوارع المغربية”.
وأوردت بلمقدم أنه “حتى إن لم تتجاوب بشكل مباشر المجالس المنتخبة مع مطالب الفعاليات البيئية بتقليص غرس النخيل في الشوارع البيضاوية والمغربية عموما، فإننا لاحظنا أن السلطات المختصة قللت من غرسها لأشجار النخيل”، معتبرةً أن “هذه المجالس أجابت بشكل مبطن وخفي عن مطالبنا”.