“عذبوني. أريد أمي”.. غزي يروي مأساته بسجون إسرائيل

مستلقيا على سرير في مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، يعاني الأسير الفلسطيني الأربعيني خميس أبو الريش من ألم حاد يسري في جسده، بينما تدمع عيناه من شدة التعذيب.
هذا الوضع للأسير المحرر أبو الريش يعكس فصول التعذيب التي تعرض لها داخل معتقلات إسرائيل، والتي خلفت آثاراً بليغة على حالته الصحية والنفسية.
والسبت، أفرجت إسرائيل عن أبو الريش، عبر معبر بيت حانون (إيرز) شمالي قطاع غزة، وتم نقله على الفور إلى المستشفى لإجراء فحوص طبية وتلقي العلاج .
وأمام الكوادر الطبية داخل المستشفى لا ينطق الأسير سوى ببعض كلمات محدودة، مثل: “عذبوني، أريد أمي، ألحقوني يا عالم، بموت”، بسبب الأوجاع التي ألمت به جراء التعذيب.
تلك الكلمات امتزجت بدموع الأسير، التي تعكس الأوضاع النفسية والمعنوية السيئة التي يعانيها جراء ما أصابه داخل المعتقلات الإسرائيلية.
وعلى معبر بيت حانون قرب الحدود الشمالية للقطاع، ألقى الجيش الإسرائيلي الأسير وهو يرتدي ثوبًا أبيض ويعاني كدمات وأوجاعا شديدة، بحسب شهود عيان للأناضول.
وذكر الشهود أن أبو الريش وصل إلى منطقة بعيدة عن الحدود، حيث تم نقله لاحقا إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف.
ولم يتسن معرفة معلومات إضافية عن مكان اعتقال أبو الريش أو التاريخ المحدد لاحتجازه.
ورصدت عدسة الأناضول وصول الأسير المحرر إلى المستشفى حيث يظهر عليه أنه يعاني أوضاعا نفسية وصحية سيئة، حيث لا يستطيع الحركة وينطق بكلمات محدودة.
وقال: “عذبني الكافرون، أريد أن أكلم أمي، خذوني إليها، جسمي مجروح، حسبي الله ونعم الوكيل”.
وأضاف: “يا أمي، نفسي أراك، لا أستطيع”.
ويظهر على الأسير المحرر أنه عاش ظروفا صعبة خلال فترة اعتقاله، حيث تعرض للتعذيب بحسب ما أفاد به.
وعقب وصوله إلى المستشفى، كان يسأل عن والدته، حيث لا يعرف مكانه الحالي وسط الحرب على قطاع غزة وعمليات التهجير القسري التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش الإسرائيلي سراح عشرات المعتقلين من غزة على دفعات متباعدة، معظمهم عانوا تردي أوضاعهم الصحية والنفسية.
ومنذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات برية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة المحاصر للعام الـ18، ويعيش فيه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
ولا يتوفر إحصاء بشأن عدد الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي من غزة، فيما أفادت منظمات حقوقية ووسائل إعلام إسرائيلية بمقتل عشرات منهم جراء التعذيب وظروف الاعتقال داخل إسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، كشفت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية عن أعمال تعذيب وإهمال طبي واعتداء جنسي بحق أسرى فلسطينيين من غزة في سجون إسرائيل ما أودى بحياة عشرات منهم.
وحتى الساعة، لم تتخذ السلطات الإسرائيلية أي إجراء بشأن هذه الانتهاكات، ولا تزال المحكمة العليا تنظر منذ مايو/ أيار الماضي، التماسا قدمته منظمات إسرائيلية لإغلاق سجن “سدي تيمان” سيئ السمعة التابع للجيش.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة