“اللحسة”.. آفة جديدة تروج بـ”السوشيال ميديا” تُهدّد أجساد وصحة مغربيات

يدفع الربط المتزايد لجمال المرأة بوزنها العديد من “المتطفلين” إلى الترويج لمنتجات ومكملات غذائية “كاللحسة الصحراوية” للزيادة في وزن الفتيات في وقت قياس وعلى المقاس، ما قد يعرّض المستهلكات لمخاطر صحية على المدى القريب والبعيد.
ويستغل بعض المروجين لهذا المنظور “الضيق” من الجمال تقديم وعود كاذبة حول فعالية هذه المنتجات، لتسقط فتيات في مقتبل العمر ضحية لـ”بيع الوهم” على حساب صحتهن، فقط لإرضاء الآخرين ومسايرة تطلعات “افتراضية”.
وبهذا الصدد، حذّر الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، من مخاطر الزيادة في الوزن بطرق غير صحية، منبها إلى خطورة المستحضرات المزيفة التي تستخدم لهذا الغرض من طرف الفتيات.
ولم ينف حمضي في تصريح لجريدة “مدار21″، أن “المكملات الغذائية مثل ‘اللحسة الصحراوية’ بنوعيها الأصلي والمزيف، قد تزيد وزن الإنسان بشكل عام، إذ يعتمد النوع الأصلي على استهلاك السكريات والدهون الموجودة في اللحسة مع قلة الحركة أو الجهد اللازم لحرق هذه الطاقة الحرارية الزائدة”، لكنه شدد على أن “الزيادة في الوزن لا تتطابق مع الوعود الكاذبة وإغراءات المروجين على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها لا تستطيع زيادة الوزن في مناطق محددة من الجسم”.
وحذّر حمضي من أن “مكونات اللحسة الصحراوية المزيفة مشبوهة، وقد تكون محضرة باستخدام أدوية خاصة بالأمراض المناعية”، مشيرا بالصدد ذاته إلى أنه “وعلى الرغم من أنها قد تزيد من الوزن، فهذه الزيادة ليست صحية، بل تنجم عن ارتفاع نسبة الملح والماء في الجسم، مما يسبب انتفاخًا يوحي للمستهلكين بأنها نتيجة حقيقية وفي وقت قصير”.
وأوضح المتحدث أن هذه الأدوية المستخدمة في تحضير اللحسة المزيفة “قد تعرض المستهلك لمخاطر جانبية، منها زيادة احتمالية الإصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم، فضلًا عن احتمالية حدوث جلطة دماغية ومشاكل هشاشة العظام، خصوصًا وأنه قد يكون عرضة للنصب بسبب عدم تأكده من جودة المواد المستخدمة في هذه المكملات”.
وحذّر حمضي من الزيادة في الوزن التي “تعتبر من أخطر أمراض العصر، إذ تعرض الإنسان لمخاطر صحية متعددة، مثل الإصابة بالأمراض المزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم”.
وأبرز الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية إلى أن الزيادة الصحية في الوزن يجب أن تتم من خلال تغذية سليمة لا تشكل خطرًا على الصحة، مشددا على أنه “من المستحيل أن تحقق هذه المكملات زيادة في الوزن بشكل سريع كما يروج لها”.
من جانبها، إيمان البربري، فتاة في عقدها الثاني، تثق في مستحضرات زيادة الوزن رغم تراجع هذا النزوع في الآونة الأخيرة، وترى أن فرص الزواج أيضاً تتأثر بوزن الفتاة، لكنها تعتبر هذا المنظور حبيس المجتمع المحلي، لأن الشكل الخارجي لم يعد معيارا أساسياً لجمال الفتاة أو لتحديد فرصها في الزواج في الدول المتقدمة، عكس ما هو الحال عليه في الدول النامية.
وكشفت إيمان في حديثها للجريدة أن هذه الأفكار دفعت العديد من الفتيات إلى تناول مكملات غذائية لزيادة وزنهن، حتى لو كان ذلك على حساب صحتهن، مرد ذلك وفقها إلى أنهن “لا تهمهن سوى نظرة الآخرين وإعجابهم”، مشيرة إلى دور المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في تفاقم هذه الظاهرة “من خلال الترويج الكاذب لهذه المكملات، وخاصة منتج “اللحسة” الذي شاع مؤخراً، ولا يُعرف مدى جودة مكوناته أو خطره على صحة المستهلكين”.
ونبهت المتحدثة ذاتها إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً في زيادة استهلاك هذا النوع من المنتجات.
بدورها، تعتقد نسرين بويشومة، شابة في العشرينات من عمرها، أن المجتمع ما يزال في بعض الأحيان يربط بين وزن الفتاة ومعايير جمالها، مما يؤثر على نظرة البعض لفرصها في الزواج.
وأشارت نسرين إلى ضرورة تعزيز الوعي بأهمية تقبل الاختلاف في الأجسام والجمال، والعمل على تغيير المفاهيم القديمة لتكون أكثر شمولية وقبولاً لمختلف المعايير لأن “من شأن ذلك التقليل من استهلاك النساء والفتيات الشابات للمكملات الغذائية مثل “اللحسة”، التي قد تعرض صحتهن للخطر وتسبب لهن تسمماً أو آثاراً جانبية بسبب مكوناتها غير المعروفة”.
ودعت نسرين النساء بصفة عامة إلى ضرورة استشارة طبيب مختص قبل تناول أي مكملات غذائية لزيادة الوزن لتجنب الوقوع في أي مشاكل أو مخاطر في المستقبل.