فن

أمين ناسور يوضح ملابسات “الكلام النابي” بـ”نوستالجيا” ويدعو لسياحة ثقافية

أمين ناسور يوضح ملابسات “الكلام النابي” بـ”نوستالجيا” ويدعو لسياحة ثقافية

رد المخرج أمين ناسور على جدل سابق رافق عرض نوستالجيا بمدينة مراكش، حول حديث خاص وكلام ناب لممثلتين بالكواليس وصل إلى مسامع الحاضرين بالمسرح، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مشاركة المقطع، مؤكدا أن السبب في ذلك يعود لأخطاء تقنية لا يتحملها فريق العمل بسبب شساعة الفضاء.

وقال ناسور، الذي أشرف على إخراج هذا العرض، في تصريح لجريدة مدار21، أن “المسؤولية لا نتحملها نحن، لأن الأمر كان عبارة عن خطأ تقني، خاصة وأن أكثر من 35 ميكرفون كان يعمل في الوقت ذاته، فهي عملية غير سهلة”، مشيرا إلى أن طبيعة هذه الأعمال جديدة في المغرب، كما العمل التقني بها.

وأضاف في السياق ذاته: “الميكروفون بقي يعمل في الكواليس مع المارة، وحديث لواحدة من الجمهور مع ممثلة مدته لا تتجاوز الـ10 أو الـ15 ثانية خلق ضجة”.

ويرى ناسور أنه “لا يمكن أن نحكم به على عمل ضخم بمكانته التاريخية، وما نُقِل كان يجب أن يتجاوز ويتم بدله تسليط الضوء على ما هو إيجابي دون التركيز على 10 ثوان سلبية، والتي رغم أنها خلقت ضجة لكنها عرفت في الوقت ذاته بمشروع نوستالجيا”.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بمقطع صوتي من عرض نوستالجيا يوثق لحديث نسب لممثلتين تضمن عبارات “نابية”، ووصف بـ”الفضيحة” و”اللاأخلاقي”، إذ حاول زميلهما في العرض أيوب أبو النصر لفت انتباههما خلال وجوده على الخشبة، بعبارات خارجة عن النص، في خطوة لإنقاذ الموقف الحرج الذي وقع فيه الطاقم الفني للعمل.

وتسابقت صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي على نقل مقطع الفيديو الذي يوثق الواقعة، مما وضعهما في موقف حرج، خاصة وأنه لا يعكس أهداف العرض الذي قدم في شهر رمضان برعاية من وزارة الثقافة.

ويعتبر ناسور أن تجربة “نوستالجيا” رائدة جدا وتُحسب لوزير الشباب والثقافة والتواصل، لأنه أحدث بحسبه ثورة ثقافية في المغرب خلال أقل من ثلاث سنوات من تقلده لمنصبه الوزاري، محققا “إنجازات فنية كبيرة لم تنجز في سنوات، خاصة مشروع نوستالجيا لقيمته الاعتبارية، الذي يحيي الجدران التاريخية في مجموعة من المدن المغربية ويبرز تاريخنا العريق للناشئة والسياح الأجانب والجمهور عموما، ويخلق فرص عمل عديدة جدا لمجموعة من الفنانين سواء من خريجي المعهد العالي للفن والتنشيط المسرحي أو من الفنانين المحليين من المدن التي نزورها، إذ نتكلم على أعداد كبيرة من الفنانين والتقنيين والعاملين الذين يتجاوزون الـ300”.

وأضاف: “هذه فرص عمل مهمة جدا، لأننا هنا نتحدث عن صناعة ثقافية وعن السياحة الثقافية.. فكفى من السياحة بمفهومها التقليدي، والآن يجب أن ننتقل إلى أنواع وأنماط جديدة من السياحة كي يكون لنا مدخول اقتصادي مهم على غرار مجموعة من الدول مثل تركيا ومصر، إذ يجب اللجوء إلى العروض بمقابل مادي ولو بسعر رمزي بدل العروض المجانية لمنح قيمة للعمل”.

واسترسل قائلا: “لأن قيمة العمل من قيمة تذاكره، وحينما نجد التذاكر متوفرة في كل مكان بشكل مجاني، هذا لا يحقق الإقبال عليها، ما يجعلنا نحضر لعروض وجل المقاعد فارغة”، مشيرا إلى أن هذه العملية تحتاج إلى تطوير في الجانبين التواصلي والتدبيري من قبل الفرق والوزارة الوصية التي يجب، بحسبه، أن تتحمل المسؤولية أيضا في هذا الجانب، من خلال تغيير نوع الدعم المقدم، وأيضا طريقة التسويق للأعمال المسرحية، وتخصيص ميزانيات خاصة لها.

وعن طبيعة التعامل مع الفناين الذين يشتغل معهم، قال إنه “لا يحب الاشتغال مع الفنانين الذين لا يؤمنون بروح الفريق ولا يتحلون بالتواضع، ويحترمون رؤية المخرج”، مضيفا: “فنوعية الفنانين الذين أشتغل معهم يشبهونني في مبادئي وأخلاقي وإيماني بهذا الفن المسرحي”.

وتابع: “لا أحب الاشتغال تحت الضغط وفي أجواء مشحونة أو فيها تراتبية، فالكل بالنسبة لي على حد سواء بداية من المخرج إلى آخر عنصر في الفريق والكل يُبدع في أسرة فنية مسرحية”.

وبخصوص آخر أعماله “سدينا” الذي يعيد الثنائي عاجل وفولان إلى مسرح الحي من جديد، قال ناسور إن هذه العودة أسعدت الجميع، خاصة وأنها تكللت بتلاقح بين الجيلين، مضيفا: “الجمهور يريد مشاهدة هذا التكامل، إذ من العيب والعار وضع قامات فنية كبيرة في الرف بعد بلوغها سن معين، في الوقت الذي ما يزالون قادرين فيه على العطاء ومنحنا الجديد، إذا ما وجدوا البيئة والمناخ المناسبين وهذا ما وقع مع عاجل وفولان في تواصلهما مع الجيل الجديد، فقد منحا لنا فرجة جديدة صفق لها الجمهور”.

وأضاف أنه لم يجد صعوبة كبيرة في صناعة هذا العرض، رغم أن المهدي فولان كان رفض العودة إلى المسرح، ولكن بحكم علاقتهما الإنسانية، وبحكم متابعته لتجربته المسرحية ومعرفته لقدراته في الإخراج استطاع ضمه.

وأفصح بأن “هناك أفق كبيرا لدى مسرح الحي، وخصوصا حسن فولان، الذي يؤمن بهذا العمل ويريد إيصاله إلى كل المدن المغربية”، مؤكدا أن هناك مفاوضات من متعهدين للأعمال الفنية في أوروبا وغيرها من أجل نقل العمل في جولة فنية خارج المملكة.

وعن تفاصيل مسرحية “سدينا”، كشف أنها تتطرق إلى مواضيع اجتماعية متنوعة تثير ضجة في الوقت الحالي في المغرب والعالم، منها ظاهرة “البوز” والتفكك الأسري وطرق التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من الأمراض، مردفا: “هي مواضيع لها علاقة بما هو مجتمعي، وتجري في يوميات المواطن المغربي والفنان أيضا، لأنه جزء مهم في مسرحيتنا إذ ننتقده، لأنه من حق الجمهور أن يرى انتقادنا لحياة الفنانين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News