الذكرى الفضية.. نهضة رياضية شاملة بالمغرب بفضل رؤية الملك محمد السادس

شهدت الرياضة في المغرب تطورا كبيرا منذ تولي الملك محمد السادس الحكم في عام 1999، الذي أولاها اهتماما خاصا، معتبرا إياها رافعة اجتماعية وتربوية واقتصادية.
هذا الاهتمام تجلى في عدة مبادرات ومشاريع كبيرة، مثل تأسيس أكاديمية محمد السادس وإنشاء بنى تحتية رياضية متطورة، ما جعل المغرب يستضيف بطولات دولية كبرى ويحقق نتائج مبهرة على المستوى العالمي.
وفي هذا الصدد، اعتبر الصحافي الرياضي، أبو السهل بأنه وعلى مر السنين، أبدى الملوك المغاربة اهتماما كبيرا بالرياضة، سعيا منهم لتشجيع الأبطال والمواهب لتحقيق نتائج متميزة على المستويات العربية، والدولية، والإفريقية.
وأكد محمد أبو السهل، في تصريح لجريدة “مدار21″، أنه وبالرغم من حضور الرياضة في عهد الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، إلا أنها لم تكن تعتبر من بين الأولويات، ومع تولي الملك محمد السادس الحكم، منحت أولوية قصوى للرياضة، وشهدت اهتماما كبيرا باعتبارها رافعة اجتماعية، وتربوية، واقتصادية، وهو ما برز في عدة محطات.
وأشاد أبو السهل بما حققته الرياضة الوطنية خلال ربع قرن من حكم الملك محمد السادس، طيلة الفترة الممتدة بين عام 1999 حتى سنة 2024، مؤكدًا أن الرياضة أصبحت ركيزة أساسية لخدمة كل من المجتمع، والشباب، والاقتصاد، إلى جانب تلميعها لصورة الوطن.
وذكر الصحافي الرياضي بما قام به الملك محمد السادس في سنة 2008، أي بعد 9 سنوات من اعتلائه العرش، بتوجيهه لرسالة ملكية في المناظرة الثانية للرياضة بالصخيرات، والتي كانت بمثابة خارطة طريق، برصدها لكافة الاختلالات وتقديمها لمجموعة من الحلول والنصائح لتطوير الرياضة المغربية.
وقال أبو السهل إن هذه الرسالة كانت تكريما للرياضيين المغاربة، كما أنها أظهرت مدى اهتمام الملك والدولة بالرياضة، مشيرا إلى أن دستور 2011 كان له دور محوري بدوره للتطوير من المجال الرياضي، بتخصيصه لثلاثة فصول له باعتباره حقا للإنسان والمواطن، ما يعزز الدعم والاهتمام بالرياضة.
وأشار المتحدث عينه إلى أن الملك محمد السادس، بتوجيهاته السامية، أسس مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين في 17 أغسطس 2011، لتعنى بالرياضيين الذين أنهوا مسيرتهم وحققوا نتائج متميزة في السابق، “ما عكس الشمولية في الاهتمام الملكي بالمجال الرياضي” على حد تعبيره.
وتابع أن الملك دشن أكاديمية محمد السادس الرياضية على مساحة 18 هكتارًا، والتي بدأت في جني ثمارها الآن، إلى جانب إلى تدشينه لملاعب عديدة من قبيل مراكش وأدرار بأكادير.
وذكر محمد أبو السهل باستقبال المغرب لمجموعة من المنتخبات الإفريقية بفضل البنية التحتية التي يتوفر عليها، والملاعب المصنفة لدى الفيفا، والتي تشمل مرافق متكاملة للمباريات الدولية الرسمية.
وأشاد المتحدث ذاته بالعلاقة الوطيدة بين الملك محمد السادس والجامعة الملكية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع، مؤكدا أن لقجع يعمل بجدية لتنفيذ توجيهات الملك، على الرغم من الانتقادات التي واجهها.
وأوضح أبو السهل أن تقديم المغرب ملف ترشيح ثلاثي مع البرتغال وإسبانيا لتنظيم مونديال 2030 يعكس حضور الرياضة المغربية على المستوى الدولي.
كما أكد أن بلوغ المنتخب الوطني المغربي نصف نهائي مونديال 2022 كان إنجازًا كبيرًا جذب أنظار العالم إلى الكرة والسياحة المغربية.
ولفت أبو السهل إلى وضع المناظرة الوطنية عام 2008 لاستراتيجية وطنية للسياحة، والتي تتضمنت تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى.
وسجل أبو السهل أن استقبال الملك للمنتخب الوطني في القصر الملكي بالرباط في 20 دجنبر من عام 2022، بعد انتهاء مشاركتهم في المونديال، كان له أثر كبير، خاصة عندما استقبل أمهات اللاعبين، مما أظهر احترام الملك للتقاليد المغربية ودور المرأة في المجتمع.
ومن جانبه، أكد الدولي المغربي السابق، عبد الفتاح العلوي، أن إنجازات الملك محمد السادس في المجال الرياضي تعد مفخرة لكل المغاربة، بإشارته إلى المقطع الشهير للملك محمد السادس وهو يرتدي القميص الوطني ويحمل علم المغرب، ويحتفل مع الجماهير بعد تحقيق المنتخب الوطني لنتائج مبهرة في كأس العالم بقطر عام 2022.
وأوضح عبد الفتاح العلوي في تصريح لجريدة “مدار21″، أن هذه الصورة تعكس مدى قرب الملك من الرياضيين ومن شعبه، إذ يحرص الملك دائمًا على إجرء اتصال بالمدربين وعمداء الفرق المغربية لتهنئتهم على نجاحاتهم.
وذكر لاعب فريق الوداد الرياضي الأسبق، إعلان الملك محمد السادس بنفسه عن فوز المغرب بتنظيم مونديال 2030 بالتشارك مع كل من إسبانيا والبرتغال قبل 20 دقيقة من إعلان الموقع الرسمي للفيفا عن ذلك.
وأشار العلوي إلى أن هذه النجاحات ليست وليدة الصدفة، بل أتت نتيجة لسياسة ممنهجة وبرنامج رياضي متكامل مصاغ من قبل الملك محمد السادس.
وشدد العلوي على الدور الكبير الذي لعبته أكاديمية محمد السادس في تكوين لاعبين شباب متميزين، حينما أتاحت لهم فرصة اللعب في فرق كبرى سواء داخل أرض الوطن أو خارجه.
كما أشاد المتحدث عينه بالمركب الرياضي محمد السادس الواقع بالمعمورة، معتبرا إياه “معلمة”، بقوله: “لا يمكن لأي شخص زيارته دون أن ينبهر بما يراه من تجهيزات ومنشآت رياضية على أعلى مستوى”، مستدلا بتصريح مسؤول في فريق العين الإماراتي، الذي أبدى إعجابه الشديد بمنشآت المركب بعد زيارته له، قائلاً: “زرت العديد من المنشآت الأوروبية والعالمية، ولم أر مثل هذا المركب”.
وأوضح الدولي المغربي السابق أن النمو المستمر في المجال الرياضي يعكس رؤية الملك محمد السادس الثاقبة والممنهجة.
وأشار إلى أن فوز المغرب بتنظيم كأس العالم في نسخته لسنة 2030، يتطلب تجهيزات وبنى تحتية متطورة تمكن المغرب من تحقيق قفزة نوعية للأمام، مؤكدا أن تطوير الرياضة في المغرب لا يتوقف على بناء ملاعب فقط، بل يتطلب تحقيق نجاحات في مجالات متعددة.
وأشار عبد الفتاح العلوي إلى التطور الكبير الذي شهدته الكرة النسائية في المغرب، حيث أصبح للمنتخب الوطني النسوي مكانة مرموقة بين المنتخبات الإفريقية الكبيرة، كما أشاد بالتقدم المحرز في مجال كرة القدم داخل الصالات، حيث بات المنتخب الوطني يطمح إلى تحقيق بطولات عالمية.
وفي الختام، أكد العلوي أن هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة عمل دؤوب وبرنامج مدروس يمكن المغرب من الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في المجال الرياضي، مشددًا على أن المستقبل يبشر بمزيد من التقدم والنجاح بفضل رؤية الملك محمد السادس الرائدة في هذا القطاع.