توحيد المباريات يغضب طلبة الهندسة وتحذيرات من تكرار سيناريو طلبة الطب

محذرة وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، من تكرار سيناريو أزمة طلبة الطب والصيدلة في صفوف الطلبة المهندسين، ردت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب على القرارات الوزارية المتخذة بتوحيد المباريات الوطنية وتنزيل دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد الذي “يفتح المجال أمام استثمارات القطاع الخاص على حساب التكوين الهندسي العمومي”.
استنكار الطلبة المهندسين لقرارات وزارة التعليم العالي مبرره تخوفهم من “إقبار هوية المدارس والمعاهد الوطنية للهندسة”، متهمين دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد بـ”تجريد المدارس الوطنية العليا من هويتها وتغيير نمط التدريس بما يفرغه من محتواه التقني.
وعن أسلوب اعتماد الوزارة لهذا القرار الجديد، رفضت تنسيقية “مهندسي المستقبل” بالمغرب “اقتصار المناقشات على بعض الأطراف دون إشراك لممثلي الطلبة بمجالس المؤسسات”، واصفين قرار الوزارة بـ”الخطوة الأحادية التي ستلقي بظلالها على الموسم الجامعي القادم”.
أديب بلعادل، المنسق الوطني لتنسيقية الطلبة المهندسين، قال “إننا لم نصل بعد إلى مرحلة الاحتجاج بل نحن فقط في مرحلة المطالبة بتحكيم صوت العقل تفاديا لأي سيناريو من شأنه أن يجر الأوضاع في مدارس الهندسة إلى احتقان وتصعيد غير مرغوب فيه بشكل يعيق بداية السنة الجامعية القادمة”.
وأضاف المنسق الوطني، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن “تنسيقية الطلبة لن تتسرع في مطالبة الوزارة بالتراجع عن قراراتها وإنما نطالبها بالقيام بقراءة معمقة لهذه القرارات المهمة والمفصلية التي ستمس التكوين الهندسي في المغرب”.
وأورد المتحدث ذاته أنه “يظهر لنا أن مجموعة من المقتضيات التي أتى بها هذا القرار لن تكون في صالح تجويد التكوين الهندسي”، مشددا على أن “الاستمرار في تنزيل هذه المخططات يهدد التكوين الهندسي في المغرب لا من ناحية صيغته العمومية ولا من الناحية قيمة مهندس دولة في المغرب مستقبلا”.
وواصل منتقدا قرار الوزارة بأنه “إجراء لن يؤدي سوى إلى إفراغ التكوين الهندسي بالمغرب من أهميته خصوصا في جانبه التقني”، مستحضرا في هذا الجانب “تغليب دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد للجانب المهارتي على الجانب التقني وهو الشيء الذي ينقص من التكوين التقني الذي يتميز به التكوين الهندسي المغربي”.
وفي استعراضه لـ”سلبيات” مخطط وزارة التعليم العالي، أشار أديب إلى أن “إخلاء التكوين الهندسي من جانبه التقني سيدفع إلى رفع استثمارات القطاع الخاص في هذا المجال والذي لا يراعي، في أغلب الأحيان، دفاتر الضوابط البيداغوجية”، مسجلا أن “كل هذه المؤشرات تشجع على هجرة الطلبة من التكوين الهندسي العمومي إلى الخصوصي”.
وعن احتفاظ وزارة التعليم العالي بهذا القرار حتى نهاية السنة، تساءل المتحدث باسم تنسيقية الطلبة المهندسين “لماذا انتظرت الوزارة حتى هذه الفترة بالضبط؟”، مشددا على أنه “من المعروف أن هذه الفترة تشهد امتحانات سواء في الدورة العادية أو الاستدراكية بالنسبة لجميع مدارس أومعاهد التكوين الهندسي في المغرب”.
وخاطب المتحدث ذاته الوزارة بالقول إنها “مخطئة إذا كانت تعتقد أنه لن يكون هناك اهتمام للطلبة بهذا القرار وأنها ستمرر هذه القرارات بأقل الأضرار”، منتقدا “زيف شعارات المقاربة التشاركية التي تنادي بها الحكومة في تدبير ملف تجويد التكوين الهندسي”، مواصلا “أننا نلاحظ بالمقابل مقاربة عدم إشراك ممثلي الطلبة في اتخاذ مثل هذه القرارات الحاسمة في مستقبل التكوين الهندسي”.
وزاد أديب مطمئنا أنه “لا نفكر في التصعيد ابتداء من هذه اللحظة إبداءً لحسن نيتنا”، مستدركا “أننا نسعى إلى تجنب كل ما من شأنه التصعيد خلال هذه المرحلة وتحكيم صوت العقل وصوت المناقشة لتفادي أي سيناريو يشبه سيناريو الأساتذة بداية الموسم الدراسي أو أزمة طلبة الطب التي ما تزال مستمرة حتى اليوم”.
وخلص المصرح ذاته إلى “دعوة وزارة التعليم العالي إلى مراجعة دفتر الضوابط البيداغوجية بالتشاور مع التمثيلية الطلابية بما أنها هي المعنية بهذا القرار”، لافتا إلى “أننا نعلم أن الوزارة تسعى إلى الإصلاح ولكننا نرفض بعض المقتضيات التي تضر التكوين الهندسي أكثر من كونها تصله”.
وأوردت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين أنها “تعارض بشدة توحيد مباريات الولوج بين المدارس التي تستقبل الطلاب بعد البكالوريا، نظراً لتأثيرها السلبي على استقلالية هويتها التاريخية ودورها في دعم النسيج الاقتصادي الوطني وإفراغها من محتواها”.
ووصفت التنسيقية ذاتها خطوة الوزارة بأنها “ارتجالية”، مضيفة أنه “لا يمكن إلا أَن تُصنف كجزء من سلسلة القرارات الوزارية المتتابعة التي أفقدت التكوين الهندسي قيمته وفتحت المجال للقطاع الخاص لتحويله إلى سوق استثمار”.
ودعا المصدر ذاته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى “مراجعة دفتر الضوابط البيداغوجية المستحدث بصيغته الحالية وتغيير مجموعة من النقط التي من شأنها أن تفقد بعض المدارس والمعاهد الوطنية لهويتها المستقلة و تفرغ التكوين الهندسي من محتواه التقني”.
وخلصت التنسيقية إلى تحذير وزارة التعليم العالي من “تكرار سيناريو طلبة الطب والصيدلة داخل التكوين الهندسي في ظل القرارات الوزارية المتخذة عبر توحيد المباريات الوطنية وتنزيل دفتر الضوابط البيداغوجية.
الي متي هذا الاستهتار وهذه اللا مسؤولية…حكومة لا تستطيع حتي إيجاد حلول لقضايا صغيرة فما بالك
بالمشاكل الكبيرة والحاسمة التي تخص هذا الوطن؟؟؟؟
الى متى سيضظل هذا الاستهتار طلبة الطب يعانون من ضياع سنة والان طلبة الهندسة .ووطني الحبيب في امس الحاجة الى كوادره .فقط لانهم يطالبون بجودة التعليم .حسبنا الله ونعم الوكيل
عوض إصلاح منظومة التعليم لمواكبة ما يجري في العالم نقوم بإفراغه من محتواه لتبخيس دور المهندس الوطني خدمة للمتثمرين أصحاب رؤوس الاموال الذين لايهمهم إلا جني المزيد من الأرباح حتى في مجال البحث العلمي الذي لم يسلم بدوره من الجشع وكانه بضاعة تباع وتشترى.
الهدف من كل هاته الخطوات هو استعباد أبناء هذا الوطن لا يرحمون ولا يتركون الشباب يبحث عن الرحمة في مكان آخر من جهة
وملأ الجيوب من جهة أخرى