تجار التقسيط ينتفضون ضد اتصالات المغرب ويوضحون أسباب المقاطعة

يواصل تجار التقسيط مقاطعة بيع تعبئات شركة اتصالات المغرب، بعدما عمدت الأخيرة، دون سابق إنذار أو تشاور، إلى تخفيض نسبة أربحاهم من التعبئات من 7 إلى 4 بالمئة.

وعبّر العديد من البقالة، في تصريحات متفرقة لجريدة “مدار21″، عن سخطهم الكبير من تقليص هامش ربحهم “الضيئل بالأساس”، مؤكدين أن مقاطعتهم لبيع تعبئات اتصالات المغرب ستستمر إلى أن تجد الشركة حلا مرضيا لهم.

وقال تاجر للمواد الغذائية ممن استقت الجريدة آراءهم حول تخفيض الربح بتعبئات اتصالات المغرب، خلافا لباقي الشركات التي حافظت على النسبة متستقرة بين 6.5 و7 بالمئة، وحملة المقاطعة، إن “مشكلتنا أن نسبة أرباحنا كانت في الأصل قليلة، لكننا تجاوزنا ذلك من أجل التعامل مع شركاتنا المغربية، لكن عندما تجد شركة كانت تعطيك أرباحا قليلة وأنت تعمل من أجلها وفي الأخير يرفعون نسبة في المئة في التعبئة، فهذا أمر لا نقبله”.

وشدد المتحدث ذاته على أن تجار المواد الغذائية كانوا “يروجون التعبئات لشركة اتصالات المغرب، لكن بعد هذا المشكل لا يمكنني أن أعمل من أجل تلك الشركة، باستثناء إذا أعطونا حلولا أخرى من قبيل منحة تحفيزية”، مشددا على أنه “من غير هذا الأمر سأبقى مقاطعا إلى غاية إيجاد حل”.

وتابع “حَدّدوا لنا نسبة الربح في 4 بالمئة، لكن لماذا سأوظف 1000 درهم أو أكثر من أجل نسبة ربح ضئيلة؟”، مسترسلا “الشركة تلزمنا بدفع قيمة ما نشتريه من تعبئات في حينه (دون تسهيلات في الأداء)، في وقت نحن نُقرض الزبائن، إضافة إلى مشكلات التعبئات التي يجد فيها الزبائن مشاكل، ومع ذلك هذه الشركة لوحدها تريد أن ترفع أسهمها على حسابنا، لا يمكنني الاستمرار معها، وأنا مقاطع”.

من جانبه، أوضح تاجر آخر أن “سلم الأرباح السابق كان يمنحنا 25 درهما في كل 500 درهم من التعبئة، و50 درهما عن 1000 درهم من التعبئة، لكن الآن قلصوه وتركوا لنا 4 بالمئة”، مردفا “الأفضل بالنسبة لنا الآن ألا نبيع تعبئات اتصالات المغرب، سيما أن هناك مشاكل عندما يكون هناك خطأ في التعبئة لأننا نحن من يتحمل تعويض الزبائن”.

وواصل حديثه لـ”مدار21″ قائلا: “سابقا كنا نربح في كل 5 دراهم ‘4 دريال’ (20 سنتيما)، لكن أغمضنا أعيينا وكنا نجلب 20 أو 30 ألف درهم من التعبئة، أما الآن أصبحت ‘2 دريال’ (10 سنتيمات) عن كل 5 دراهم تعبئة، يعني أننا لن نربح فيها شيئا الآن، لذلك قررنا مقاطعة بيع التعبئات (اتصالات المغرب)”.

وعبّر تاجر آخر عن غضبه من تقليص هامش ربح البقالة من بيع التعبئات، وصرّح قائلا: “أخرَجوا لنا هذا القرار وتركوا لنا 4 بالمئة فقط.. أصبحت تستثمر 3 ملايين سنتيم في التعبئات ولا تربح شيئا”، مؤكدا أن القرار “تضررنا منه، لذلك لم نعد نبيع تعبئات اتصالات المغرب”.

وعن ردود فعل الزبائن بعد مقاطعة بيع تعبئات اتصالات المغرب، أوضح أن “هناك من يتقبل الأمر وهناك من لا يتقبله، وهناك من يأخذ تعبئات الشركات الأخرى إنوي أو أورنج”.

وكانت شركة اتصالات المغرب قررت ودون سابق إنذار تقليص هامش ربح البقال من بطاقات التعبئة “اتصالات المغرب” من 7 في المئة إلى 4.5 في المئة.

وتفاعلا مع القرار عمد  عدد من ممثلي التجار والبقالين لمراسلة الشركة المذكورة، وطالبوا بتقديم توضيحات وعقد لقاء مع مسؤوليها “لتدارس القرار وتداعياته”، لكنهم لم يتلقوا أي رد.

وعلى خلفية ذلك، أهاب المكتب التنفيذي لفدرالية الجمعيات التجارية والمهنية والحرفية بالمغرب بجميع مكاتبه ومنخرطيه على الصعيد الوطني بـ”مقاطعة شاملة لبطاقات التعبئة لـ”اتصالات المغرب” في انتظار طلب اللقاء للاستفسار وخروج البيان”.

ويأتي تقليص هامش ربح التجار الصغار، تزامنا مع جني مجموعة اتصالات المغرب مكاسب كبيرة خلال العام الماضي بفضل نمو أعمال محفظتها المتنوعة في قارة إفريقيا، وهو ما يمنحها دافعا أكبر لتحقيق المزيد من الإيرادات هذا العام.