ثقافة

كاتب أردني ينتقد التدافع على أسامة مسلم وينعته بـ”السطحي”

كاتب أردني ينتقد التدافع على أسامة مسلم وينعته بـ”السطحي”

انتقد الأديب والشاعر الفلسطيني الأردني عمر شبانة، الكاتب السعودي أسامة مسلم، الذي أحدث حلوله بمعرض الكتاب والنشر بالرباط لتقديم أحدث إصدراته، ضجدة بسبب التوافد الكثيف للشباب عليه، عادّا أنه يضر بالأدب لعدم تمكنه من آلياته وقواعده التي تخول له ولوجه، مما يضر أيضا بالذين يُقبلون على كتاباته.

وأوضح شبانة في تصريح لجريدة “مدار21” أنه ليس “ضد ما يكتب الجيل الجديد، أو ضد الشباب الذي يتجه إلى أي جهة يريد”، مضيفا: “هذا الجيل حر وله مطلق الحرية، لكن كما يتمتع بحرية مطلقة، بدوري لي مطلق الحرية في اتخاذ موقف ورؤية لكل ما يجري من حولي”.

وعن موقفه من الكاتب السعودي، أكد قائلا: “أنا لا أعرفه لكنني قرأت عنه وسمعته يتحدث حول علاقته بالجمهور، وسمعت لغة مكسورة، وسمعت آراء سطحية لا تحمل قيمة، وهذا يضر بالأدب والقارئ والمجتمع، وفي النهاية يضر بثقافتنا الأعمق والأجمل”.

وعن ابتعاد جيله من الأدباء عن توجهات الجيل الحالي من الشباب وعدم اللحاق بالتطور الحاصل في وسائل التواصل للوصول إلى هذه الفئة، قال الكاتب الأردني الفلسطيني: “ليس ابتعادا، اليوم تعددت وسائل التواصل وحتى وسائل الإعلام، ما بين التطور التكنولوجي الآن وبين تقليدية الإعلام سابقا، أما العلاقة فهي تتغير بتغير وسائل التواصل، بمعنى كلما تطورنا تكنولوجيا يبدو أن العلاقة تضعف مع الأدب، لأن التقنيات الحديثة تتطلب أدبا سريعا ومباشرا يصل إلى جمهور أسرع، بينما الأدب الحقيقي يُكتب على مهل”.

وأضاف أن “الأديب لا يضع حسابات أمامه حينما يكتب قصيدته الشعرية، ولا يفكر بالإعلام والصحافة أو الجمهور، هو يكتب ما يرى، لأن القصيدة رؤية للعالم وليست قولا مباشرا، وهذا لا يُعجب وسائل التواصل الحديثة ووسائل الإعلام الحديثة”.

وشدد على أن دوره بصفته شاعرا يتجلي في خلقه جمهورا متذوقا، مستحضرا “محمود درويش الذي كان يقولون له إقرأ لنا قصيدة “سجل أنا عربي”، هذه القصيدة التي اشتهر بها حينما خرج من فلسطين، لكنه كان يقول لهم هذه القصيدة كتبتها في مواجهة أعدائي الصهاينة لماذا أقرؤها أمام جمهور عربي، أي إنه كان يريد أن يرتقي بذائقة الجمهور، والقرّاء الذين يهتمون بقصائده ويقرأون له، لذلك كان يكتب الأجمل وليس الأكثر شهرة ووصولا إلى الجمهور، كان يريد للجمهور أن يرتقي بذائقته، ولا يريد أن يهبط إلى ذائقة هابطة، وهنا لا أعني أن الجمهور ذائقته هابطة”.

ويرى الكاتب ذاته أن “هناك شعبوية تريد أن تنتشر وتنشر ثقافتها السطحية، هناك تفاهة في كل شيء، أنا مع الأدب الراقي والجميل سواء فهمته أو لم أفهمه، والذي من الممكن أن أفهمه مع الوقت، لذلك أنا مع توجيه الجيل الجديد إلى الجميل والأجمل، وليس إلى الشعارات والكلام الكبير، إذ علينا أن نكتب بهدوء وجمالية ووعي أعمق وليس بسطحية وانتشار”.

وواصل حديثه قائلا: “أنا لست مع الانتشار، ولا أفكر بالشهرة، أنا شاعر ولدي سبع مجموعات مطبوعة في مجلد، غير تلك التي توجد في الأدراج وشاشات الكومبيوتر، أنا لا أكتب من أجل الشهرة، بل أكتب لنفسي أولا ولمن يحبون الشعر الجميل والواعي والعميق”.

لكن الكاتبة الكويتية، سعدية مفرح، لا توافقه الرأي، إذ دافعت بشدة عن اهتمام فئة من الجمهور بكتابات السعودي أسامة مسلم، قائلة: “إنني أدافع عن الفكرة، وأجد أنه من حق الكاتب أن يستقبل قراء ومن حقه أن يكون له قراء من أي فئة كانت”، متسائلة عن سبب الحكم عليها ووصفها بـ”السطحية” و”الجهل” وكون هؤلاء الشباب “مراهقين”، رغم أن من وصفهم بذلك اعترف بأنه لم يقرأ لهذا الكاتب، في إشارة إلى موقف الكاتب الأردني.

وأضافت الكاتبة الكويتية في حديثها: “من حق هؤلاء الشباب أن يجدوا من يعبر عنهم، وليس عيبا أن يجدوا في هذا الكاتب ما يعبر عن آمالهم، وطموحاتهم، ويفهم لغتهم ويفهمون لغته، فلماذا لا نشجعهم على هذه الكتابة الجديدة؟”.

وترى أن “العديد من الأدباء الكبار، تحديدا في القدر والسن، الذين أكن لهم خالص الاحترام، ينظرون نظرة متعالية لمعطيات العصر الجديد، وخصوصا وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية وغيرها، وينظرون لمستخدمي هذه الوسائل والمساهمين فيها بنظرة غير حقيقة”.

وأشارت إلى أن هذا التطور الحاصل حاليا، يتناسب وظروف العصر الحالي، لأن الصحافة التقليدية أصبحت تعاني الآن. كثير من الصحف لا تهتم بهذه الصفحات، فأين سيذهب الشباب وأين يذهب أصحاب المواهب لكي يصلوا إلى المتلقي؟، وكيف يصلوا إلى القراء بدون هذه المواقع؟”.

وكان المعرض الدولي للنشر والكتاب في العاصمة الرباط، في الـ 11 ماي الجاري، شهد حالة تدافع وازدحام واكتظاظ غير مسبوق، سببه توافد شباب ومراهقين، من مختلف الأعمار والأجناس، لحضور توقيع كتب المؤثر السعودي المدعو “أسامة المسلم”.

وقسّمت هذه الواقعة رواد منصات التواصل الاجتماعي؛ بين مصفق لإقبال الشباب على معرض الكتاب بهذا الحجم، بغض النظر عن هوية الكاتب أو المؤلف الذي دفعهم إلى ذلك دفعا؛ وبين من رفض ذلك، معتبرا أن الفعل القرائي في المغرب لا يمكن المضي به قدما بطريقة اندفاعية.

تجدر الإشارة إلى أن “أسامة مسلم” اشتُهر بنشاطه على منصات التواصل الاجتماعي؛ إذ عُرف بتفاعله مع الجمهور باستمرار، مع مشاركته تجاربه وأفكاره مع متابعيه؛ وهذا ما جعل منه كاتبا مشهورا في صفوف الشباب واليافعين والمراهقين، ما دفعهم إلى التوافد بتلك الأعداد الكبيرة بمجرد علمهم بحلوله في معرض الرباط للنشر والكتاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News