سياسة

يحياوي: انتخاب الطالبي يؤكد مركزية الأحرار داخل الأغلبية وتفكك المعارضة

يحياوي: انتخاب الطالبي يؤكد مركزية الأحرار داخل الأغلبية وتفكك المعارضة

أكد مصطفى يحياوي، أستاذ الجغرافيا السياسية وتقييم السياسات العمومية، أن المعطيات الرقمية لعملية انتخاب رئاسة مجلس النواب، عززت تشرذم وضعف المعارضة، مقابل تعزيز موقع الأحرار.

ويرى الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، جامعة الحسن الثاني- الدار البيضاء، في تصريح خص به جريدة “مدار21″، أن “ما يستخلص من عملية انتخاب رئاسة مجلس النواب التي جرت زوال الأمس أننا أمام مشهد سياسي غير متوازن” مؤكدا”وجود أغلبية حكومية متماسكة ومعارضة نيابية يبدو أنها مفككة وغير قادرة على ضمان الحد الأدنى من التنسيق بين مكوناتها، ولو على مستوى المواقف السياسية التي لا تتطلب اتفاقا إيديولوجيا أو انسجاما فكريا ما”.

وقال يحياوي إن قراءة سريعة على الأرقام المسجلة خلال هذه العملية، يوضح أن عدد المصوتين لصالح رشيد الطالبي العلمي، مرشح الأحرار والأغلبية، ناهز 98% من العدد الإجمالي لنواب الأغلبية، في المقابل لم يتجاوز الحضور عند المعارضة 50%، كما لم يتعد عدد المصوتين لصالح عبد الله بونو، مرشح البيجيدي، 38% من مجموع عدد الحضور المحسوب على المعارضة.

وأضاف يحياوي في هذا الصدد: “لعل في العدد المرتفع للأصوات الملغاة (37) بالمقارنة مع العدد الإجمالي لنواب المعارضة الذين حضروا عملية الانتخاب (60) ما يؤكد أن علاقة مكونات المعارضة تشهد فتورا سيؤثر على مواقفها فيما تبقى من الولاية التشريعية الحالية”.

وانطلاقا من هذه النتائج، يرى يحياوي أننا أمام واقع حزبي لا ينزاح على ما أفضت له نتائج انتخابات 8 شتنبر 2021، وأن موقع الأحرار داخل الأغلبية يزداد قوة، معتبرا أن أمل البيجيدي في استعادة قدراته على التعبئة السياسية لخطاب الممانعة يتبدد.

وفي هذا الصدد نبه الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، جامعة الحسن الثاني- الدار البيضاء لكون تفكك المعارضة واضح كذلك خصوصا بعد الفشل في الاتفاق على مبادرة الاتحاد الاشتراكي بخصوص ملتمس الرقابة، مشيرا إلى عدم وجود تفاعل قوي داخل المجتمع مع مواقف الحزب في إطار النقاش الذي رافق عمل اللجنة المشرفة على إعداد مشروع إصلاح مدونة الأسرة.

“إذا ما تأكد تفكك المعارضة خلال ما تبقى من عمر الولاية التشريعية الحالية، وفي المقابل استمرت الحكومة في التحكم في تداعيات أزمة الجفاف وغلاء المواد الأساسية وتقلبات الأسواق الطاقية العالمية، كما استمرت في إطلاق مبادرات جديدة تحصن مكاسب الأوراش التي أطلقتها في إطار مشروع الدولة الاجتماعية، خاصة على مستوى انعاش الشغل، سنكون أمام انتخابات نيابية في 2026 بدون رهان على الأقل على مستوى الصدارة”، يقول الأستاذ الجامعي في حديث مع مدار21، مضيفا “ستغيب محفزات التنافس، وفي الغالب سيتقلص عدد الأحزاب التي بإمكانها أن تشكل القاعدة الصلبة لمجلس النواب، وهو في اعتقادي ما سيكون سابقة في الحياة السياسية المغربية خلال 25 سنة الأخيرة”.

وانتخب راشيد الطالبي العلمي، مساء أمس الجمعة رسميا برئاسة مجلس النواب، خلال ما تبقى من الولاية التشريعية، بعد نيله ثقة أغلبية النواب بالمجلس.

ونال راشيد الطالبي العلمي ثقة البرلمان بعد تصويت 264 نائبا لصالحه، في حين صوت 23 نائبا لصالح بووانو، وبلغ عدد المصوتين 324 نائبا بينما بلغ عدد الأصوات الملغاة 37 صوتا.

ولم يحظ عبد الله بووانو بتأييد فرق المعارضة، خصوصا الفريق الاشتراكي نظرا لإعلان حزب العدالة والتنمية أنه غير معني بملتمس الرقابة، إضافة إلى انفراده بإعلان مرشحه دون تنسيق مع باقي فرق المعارضة.

من جهة ثانية فضل الفريق الحركي التصويت بالامتناع على رئيس المجلس، إذ أكد رئيسه ادريس السنتيسي أن تصويت فريقه بالامتناع هو تصويت سياسي ولا يعني أن الفريق غير راض عن رئيس المجلس والمكتب المسير خلال الفترة السابقة، بقدر ما أن الفريق المصطف بالمعارضة كان لديه بعض التحفظ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News