الحكومة تمنح الراسبين بامتحان السياقة فرصة إجراء اختبار جديد
أعلن وزير النقل واللوجستيك محمد عبد الجليل، أن المرشحين الذين اجتازوا الامتحان خلال اليوم الأول دون أن يتمكنوا من النجاح، ستمنح لهم فرصة إجراء اختبار جديد.
وأفاد الوزير، خلال ندوة صحفية أعقبت المجلس الحكومي، اليوم الخميس، ردا على الانتقادات التي وجهها مترشحون، أنه لن يتم احتساب الرسوب.
واعترف وزير النقل، بأن نتائج اليوم الأول من الامتحان النظري للحصول على رخصة السياقة،” كانت جد ضئيلة” بخصوص نسبة في النجاح، وأكد أن هذا الامتحان يندرج ضمن ورش إصلاح المنظومة السياقة ككل في إطار الاستراتيجية لسنة 2017 المبنية على خمس دعمات وضمنها ثلاث أوراش تتعلق بالتحسيس والتكوين والمراقبة التي انطلقت منذ سنة 2020، استغرق إعدادها سنة من المفاوضات مع مؤسسات التكوين من أجل العمل بها في الامتحانات الأخيرة
وأوضح المسؤول الحكومي، أن يوم الاثنين كان هو اليوم الأول الذي يتم فيه استعمال بنك الأسئلة وفق الصيغة الجديدة، حيث تم تحليل الأجوبة وفهمنا مكن الخلل وعملنا على إصلاحه وفي اليوم الموالي ارتفعت نسبة النجاح إلى 35 بالمائة، قبل أن تنتقل إلى غاية يوم أمس إلى 40 بالمائة في انتظار أن تصل بنهاية الأسبوع الجاري إلى 55 بالمئة في أفق أن تبلغ النتائج المعتادة
وسجل الوزير، أن هناك مواكبة من طرف الوكالة للسائقين عبر منصة تم وضعها رهن إشارة مؤسسات تعليم السياقة وستمكن الممتحنين استعمالها إما داخل المؤسسات وعبر الحاسوب الشخصية أو على صعيد محلات الأنترنيت ( cyber) وذلك بغاية تحسيس السائقين بألا يقتصر تكوينهم المعرف على علامات التشوير فقط.
وشدد وزير النقل، على ضرورة تكوين جيل جديد من السائقين الذين يفهون جيدا مصدر هذه القوانين ويكونوا قادرين على امتلاك فهم عميق لمسؤوليتهم على الطرقات واحترام السلامة الطرقية، وأكد أنه في المجمل تسعى الحكومة من مختلف هذه الإجراءات التقليص من حوادث السير في المغرب بهدف بلوغ تخفيض إلى أقل من النصف بحلول 2030.
هذا، وتسبب تطبيق النظام الجديد في أسئلة امتحانات نيل رخصة السياقة غضبا واسعا وامتعاضا لدى المترشحين وأرباب مدارس تعليم السياقة، بسبب التطبيق المفاجئ الذي أسفر عن رسوب نسب كبيرة منهم على الصعيد الوطني، مما أثار انتقادات لاذعة تجاه الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، التابعة لوزارة النقل واللوجستيك.
وتجمع عدد من المترشحين الراسبين ومهنيي مدراس تعليم السياقة بعدد من المدن أمام مراكز تسجيل السيارات للاحتجاج والمطالبة بإيجاد حل للأعداد الكبيرة ممن لم يتمكنوا من اجتياز الامتحان الذي لا يتلائم مع طبيعة التكوين الذي اكتسبوه بمدارس تعليم السياقة، محملين المسؤولية للوزارة والوكالة.
ووجه المحتجون انتقادات لاذعة للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية “نارسا”، بسبب بنك الأسئلة الذي تم تنزيله وتسبب في رسوب غالبية المترشحين للامتحان النظري لنيل رخصة السياقة، الذي أجري يوم الإثنين 25 مارس، مطالبين الوكالة بالاعتراف بفشلها في تسيير قطاع تعليم السياقة بالمغرب.
وسُجلت نسب رسوب مرتفعة وغير مسبوقة بأغلب المدن، فاقت 90 بالمئة في بعض المراكز، مما أسفر عن غضب كبير لدى المترشحين، نظرا للأسئلة المختلفة وكذا بعض الأسئلة غير المنطقية الذي تفاجأ المترشحون بوجودها لأول مرة.
واستنكر المرشحون الراسبون تركيز بعض الأسئلة على الجوانب التقنية، منها التي تركز على ضغط العجلات ووزنها، مؤكدين أنهم يرفضون امتحانهم في النظام الجديد الذي لم يدرسوه في مدارس تعليم السياقة، بينما قضوا أسابيع في التدرب على النظام القديم للأسئلة.
ومن جانبهم ذهب مهنيون في تعليم السياقة إلى أنهم لم يتوصلوا من وكالة السلامة الطرقية بالمقرر الجديد والوسائل الجديدة لتكوين المترشحين، مفيدين أن قانون السير لم يتغير والمتغير الوحيد هو الأسئلة الجديدة والمنصة الجديدة، وأن الوكالة مطالبة بتوفير النموذج الجديد لتلقينه للمترشحين.
وأفاد مهنيون بأن الوكالة مطالبة بتوفير المنصة الجديدة بدون الاعتماد على الأنترنيت، وتعويض المترشحين الراسبين وإيجاد حل لمشكل الرسوب خلال هذا الامتحان، مضيفين بأنهم تم فرض مبالغ على مدارس السياقة لفائدة الشركة المكلفة بالمنصة.
وكانت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية “نارسا” قد أكدت اعتمادها عدة تغييرات وتعديلات في امتحانات نيل رخصة السياقة خلال السنة الجارية، بهدف ضمان إجراء تقييم موضوعي لاكتساب المرشحين للمعرفة والمهارات والحد من حوادث السير، وذلك عبر تعديل ورفع بنك الأسئلة الخاص بالامتحان، بالإضافة إلى اعتماد منصة إلكترونية جديدة لغرض التعلم عن بعد.
