مجتمع

باحث جزائري: زوايا التصوف منفصلة عن السياسة وتآخي الشعبين أبدي

باحث جزائري: زوايا التصوف منفصلة عن السياسة وتآخي الشعبين أبدي

قال مصطفى راجعي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة مستغانم الجزائرية، إن ما يجمع بلاده بالمغرب، أكبر بكثير مما يفرقه، ذلك أن الثقافة لطالما كانت عاملا مشتركا بالرغم من كون  السياسة أحيانا تأخذ بعض الاتجاهات المختلفة لكن التأزم يبقى سطحيا ما دام العمق المشترك واحد.

راجعي الذي كان يتحدث في ندوة علمية تحت عنوان ” المغرب والجزائر : رهان علي مستقبل مشترك”، من تنظيم مؤسسة الفقيه التطواني اليوم الخميس، شدد على أن “الثقافة ستظل الركيزة التي تجمع المغرب بالجزائر، ذلك أن البعد الثقافي والثقافة المغاربية لها خصوصية وميزة متفردة تميزها عن الثقافات الأخرى”.

وأضاف ” ما يجمع المغرب والجزائر هي روابط وثيقة لدرجة ليس هناك من يشبههما  في البلدان الأخرى والثقافة الانثروبولوجية تثبت ذلك وهي أكبر الأدلة على ما سبق خاصة الثقافة الدينية وهذا مثبت منذ القرن 15 م”.

ويرى الأستاذ الجامعي أن “التاريخ المشترك ممتد إلى عهد الموحدين والمرابطين، حتى أنه لا يمكن أن نفرق بين التاريخ المغربي والجزائري لكونه واحد أساسا” يقول المتحدث معتبرا أن “يوسف بن تشفين لا يمكن أن نعرف هل مغربي أو جزائري”.

وفي السياق ذاته، قال راجعي إن المنطقة المغاربية شهدت في القرن15 ظهور تاريخ التصوف والزوايا التي لعبت دورا في الجمع بين المجتمعات المغاربية وتوحيدها، وغير بعيد عن الفقه، أورد الأكاديمي أنه “في مدينة سلا يتواجد تاريخ العلامة سيدي خليف الذي يعد كتابه وشعره معتمد في التعلم الفقه، ولديه انتشار كبير واتباع في الجزائر، وهذا سواء في الشمال والجنوب، فضلا عن طريقة دار الضمانة، ووزان والطريقة العلوية في التصوف”.

ولفت المتحدث الجزائري إلى أن الطريقة العلوية في التصوف، تأسست في الجزائر ولها فروع في المغرب حيث أسسها الشيخ بن عليوة ولها طرق وأتباع كثيرون في المغرب خاصة في الريف، مشيرا إلى أن “مؤسسها كان له اتصالات مع عبد الكريم الخطابي تعود لأزمنة غابرة، بحيث اذا ما قارنا اليوم مع أتباع هذا الطيف نسجل أنهما يشتركان نفس الأفكار والطرق والزوايا الموجودة سواء في المغرب والجزائر”.

وتابع راجعي بالقول: “الطريقة التيجانية هي الأخرى يعود تاريخها إلى القرن 19 ومؤسسها مدفون في فاس وكلنا نقرأ عنه في الجزائر والمغرب، نقرأ الصلاة التيجانية هنا في الجزائر على الطريقة التيجانية المغربية، كذا الصلاة مشتركة، والطرق التيجانية والدرقاوية وهي روابط والزوايا المشتركة أساس الترابط بين السكان الناس والمجتمعين المغربي والجزائري اللذين هما في الأصل واحد”.

وبغض النظر عن حالة القطيعة السياسية، يعتبر راجعي أنه “عندما ينتسب المتصوف الجزائري إلى الطريقة المغربية يرى في المغربي أخوه ويتشارك معه داره وفريقه وإخوته وزاويته دونما تفرقة أبدا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News