دولي

“المجاعة تنهش أجسادنا”.. أونروا تدق ناقوس خطر استمرار حصار غزة

“المجاعة تنهش أجسادنا”.. أونروا تدق ناقوس خطر استمرار حصار غزة

تتربص المجاعة بما لا يقل عن 2,2 مليون شخص في غزة حسب برنامج الأغذية العالمي الذي حذر من “مستويات غير مسبوقة من اليأس” في القطاع الفلسطيني الصغير المحاصر مع استمرار الحرب الاسرائيلية ضد قطاع غزة المحاصر.

حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فيليب لازاريني ، من أن الناس الذين يعانون من الجوع يوقفون شاحنات المساعدات التابعة لأونروا في غزة. ويتفاقم انتشار الجوع في غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في القطاع الفلسطيني المحاصر.

في محاولة لسدّ جوعهم، اعتاد السكان على تناول بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتى أوراق الشجر، احتج العشرات من سكان القطاع منددين بالجوع قائلين إن “المجاعة تنهش لحومنا وأجسادنا”.

وقال لازاريني إن تقديم المساعدات للأشخاص في ملاجئ الوكالة يزداد صعوبة بسبب التكدس خارجها. وأوضح للصحافيين خلال فعالية للاجئين بجنيف: “الناس يوقفون شاحنات المساعدات، ويأخذون الطعام ويأكلونه على الفور”.

وأضاف المسؤول الأممي: “ظهر الجوع خلال الأسابيع القليلة الماضية ونلتقي بالمزيد والمزيد من الأشخاص الذين لم يأكلوا ليوم أو يومين أو ثلاثة أيام”. وقال أيضا: “نظرا لانهيار النظام المدني أكثر وأكثر، وطالما بقيت المساعدات الإنسانية قليلة مقارنة بضخامة الاحتياجات فإن هذا التوتر سيستمر وستصبح البيئة مستحيلة”.

كما ذكر سكان من غزة بأن الأشخاص الذين أجبروا مرارا على الفرار يموتون من الجوع والبرد ومن القصف أيضا، وتحدثوا عن هجمات يائسة على شاحنات مساعدات وارتفاع الأسعار.

وذكرت رولا غانم، وهي واحدة من كثيرين عبروا عن ذهولهم على منصات التواصل: “هل توقع أحد منا أن يموت شعبنا من الجوع، هل خطرت هذه الفكرة في ذهن أحد من قبل؟”.

بدوره، صرّح كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأن شاحنات المساعدات معرضة لخطر أن يوقفها السكان اليائسون إذا أبطأت سرعتها عند تقاطع طرق. وقال في تصريح سابق: “نصف السكان يتضورون جوعا، وتسعة من كل عشرة لا يأكلون كل يوم”.

وقال فلسطيني، طلب عدم نشر اسمه خوفا من الانتقام، عبر الهاتف، إنه لم يأكل منذ ثلاثة أيام واضطر إلى التسول لإحضار خبز لأطفاله. وأضاف: “أتظاهر بالقوة لكني أخشى أن أنهار أمامهم في أي لحظة”.

“الناس هنا تموت من الجوع وتأكل لحم الحمير”

كما تحدث سكان في غزة عن التسول للحصول على الخبز ودفع ثمن علبة واحدة من الفاصوليا بزيادة نحو 50 مثلا عن المعتاد وذبح حمار لإطعام أسرة، فيما لم تتمكن شاحنات المساعدات الغذائية من الوصول إلى معظم أنحاء القطاع.

وقال يوسف فارس، وهو صحافي من جباليا في الشمال، إن السلع الأساسية مثل الدقيق أصبح من الصعب للغاية العثور عليها الآن، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بمقدار 50 إلى 100 مثل مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب.

وكتب فارس في تدوينة يوميات على فيس بوك “أنا الآن في جباليا. الناس هنا تموت من الجوع. صباح اليوم قمت بجولة بحثا عن رغيف خبز واحد فلم أجد، ما هو متبقي في الشوارع، هو حلوى الأطفال وقليل من معلبات الفول التي تضاعف سعرها خمسين مرة”. وأضاف: “رأيت من ذبح حمارا ليطعم بلحمه المئات من أفراد عائلته الذين نزحوا إليه، سعر كيس الطحين إن وُجد ألف شيكل”.

نصف سكان غزة يتضورون جوعا

ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن نصف سكان غزة يتضورون جوعا مع توسع الهجوم العسكري الإسرائيلي على الشطر الجنوبي من القطاع وعزل الناس عن الغذاء والدواء والوقود.

وذكر فلسطينيون ووكالات إغاثة دولية أن النظام العام يتفكك مع انتشار الجوع مما يغذي مخاوف من نزوح جماعي إلى مصر.

وتفرض إسرائيل حصارا شاملا على القطاع الساحلي منذ بدء الصراع قبل أكثر من شهرين، والحدود مع مصر هي المخرج الآخر الوحيد لسكان غزة.

ونزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، ويقول سكان إن من المستحيل العثور على ملاذ أو طعام في القطاع حيث قُتل زهاء 18 ألف شخص بالفعل مع احتدام الصراع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News