سياسة

اسليمي: لهذه الأسباب يجب أن يكون البام في المعارضة

اسليمي: لهذه الأسباب يجب أن يكون البام في المعارضة

اعتبر المحلل السياسي منار اسليمي أن على حزب الأصالة والمعاصرة أن يتجه للمعارضة لأسباب ضمنها الحفاظ على تماسك الخط السياسي الذي تبناه البام بقيادة وهبي خاصة في علاقته مع الأحرار، وصعوبة توزيع الحقائب الوزارية في حكومة تضم البام والأحرار والاستقلال وتحقيق التوازن بين الأغلبية والمعارضة في البرلمان.

وفي ما يلي الأسباب الكاملة التي تفرض ذهاب البام للمعارضة حسب منار اسليمي:

رغم أن الأمر يتوقف على مفاوضات سياسية لتشكيل التحالف الحكومي الذي يكون مبنيا على قياس كل حزب لحجم الأرباح والخسارة ،فإن تحليلا سياسيا يستحضر سلوكات جرت أمامنا ومتطلبات الحفاظ على التوازنات السياسية تقتضي أن يكون حزب الأصالة والمعاصرة في المعارضة ،وذلك للأسباب التالية :
1- أن المسافة بين التجمع والبام باتت بعيدة منذ صعود السيد اخنوش لقيادة الأحرار وازدادت مع تسلم السيد وهبي للأمانة العامة للبام ،فالتيار الذي كان في التجمع وله علاقة بالبام مثل رشيد الطالبي العلمي لن يستطيع الدفاع عن دخول البام للحكومة لأن المناخ في الأحرار لم يعد هو نفسه في مرحلة قيادة صلاح الدين مزوار.
2- ان عبداللطيف وهبي اختار التحالف مع العدالة والتنمية وبنى خطابه هجوميا على التجمع للأحرار ورئيسه،ويجب أن يستمر في ذلك ،لأن تغيير الخطاب الهجومي ودخول الحكومة مع التجمع سيضر بالبام نفسه وبصورة التحالف الحكومي ،فالتصريحات الهجومية هي تعبير عن تموضعات ،لذلك فتصريحات وهبي تضعه اليوم في المعارضة،وفي حالة دخوله الحكومة سيكون التحالف الحكومي شبيها بما كان في حكومة بنكيران عبارة عن ” قبائل ” متناحرة داخل حكومة واحدة .
3- يوجد سبب اخر ،دخول التجمع والبام وحزب الاستقلال في حكومة واحدة يجعل توزيع الحقائب الوزارية صعبا ،لانها أحزاب، وخاصة البام، ستطالب بقطاعات استراتيجية يريدها حزب رئيس الحكومة ،كما ان ثلاث أحزاب بهذا الشكل سيخلق صراعا على منصب رئاسة مجلس النواب،وهذه الصراعات تجعل التحالف الحكومي مهددا في اي وقت .
٤- لايوجد تقارب بين الأحرار والبام، من حيث البرامج وترتيب الأولويات ،بينما يبدو حزب الاستقلال مرنا وتزداد هذه المرونة والتقارب بوجود التجمع والاستقلال والاتحاد الاشتراكي ،حيث يصبح التجمع مدعوما بحزبيين تاريخيين من الكثلة الديمقراطية .
5- والأهم الذي يجعل البام مطلوب في المعارضة هو التوازن بين الاغلبية والمعارضة في البرلمان ،فالمعارضة اذا لم تكن قيادتها من طرف البام في مجلس النواب ،فهي ستكون غير موجودة ،الشيء الذي ينتج عنه اهتزاز في التوازنات ،إذ لاتوجد حكومة في مواجهة الفراغ ،فالفراغ معناه حكومة في مواجهة الشارع، لذلك دور البام في التوازنات مطلوب في المعارضة وليس الحكومة .
6- ايضا يجب التفكير في الانتخابات بعد خمس سنوات ،فالأحرار قد ينجحون في ماوعدوا به الناخبين وقد يفشلون،والسؤال في حالة فشلهم من سيكون البديل بعد خمس سنوات ، هنا يحضر البام الذي يظل الحزب الوحيد الذي لم يدخل الحكومة لحد الأن ،ويجب أن يظل احتياطا في المعارضة لتجنب مفاجآت قد تقع بعد خمس سنوات من الآن .
لهذه الأسباب يبدو أن التحالف الممكن والمتوازن الذي يحافظ على صورة الحكومة المقبلة يضم : الأحرار والاستقلال والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News