تحليل: المغرب “تنين” إفريقيا المستقبل وتنظيم الانتخابات مصدر قوّة إقليمية

اعتبرت مجلة “موديرن دبلوماسي” (الدبلوماسية الحديثة) أن التزام المغرب بتنظيم الاستحقاقات الانتخابية في موعدها رغم الظرفية الصحية والتقلبّات الكبرى التي تعرفها شمال إفريقيا له دلالات جيو-سياسية قويّة أبرزها تثبيت المغرب قطبَ رحى للاستقرار بمحيط مضطرب.

وفي تحليل للسياقات الإقليمية المحيطة بالانتخابات التي تنظمها الرباط في ثامن شتنبر الجاري، أبرزت مجلة الأبحاث الدبلوماسية الأوربية أن هذه الاستحقاقات التي تعد ثالث محطة انتخابية منذ “الربيع العربي” والإصلاح الدستوري ل2011 الذي أعاد توزيع السلطة بين القصر الملكي والحكومة تُجرى رغم قيود الجائحة وتعد هامةمع تغير ميزان القوى بالمنطقة بين المغرب والجزائر بشكل خاص.

وقالت “على أبواب أوروبا أوربا تجري عملية إعادة ترتيب لموازين القوى الجيو-سياسة بالمغرب في 8 شتنبر في وقت تمر به المنطقة المغاربية بتقلبّات كبرى”.

وقدمت المجلة معطيات لقرائها عن مصادر قوة المغرب الإقليمية وضمنها القدرات التي أبان عنها في مقاومة الجائحة وتلقيح ساكنته على الصعيد الصحي، وجذبه لاستثمارات هامة بقطاع تصنيع السيارات اقتصاديا إلى جانب النجاحات الدبلوماسية التي حققها بملف الصحراء المغربية.

وأشارت “موديرن دبلوماسي” إلى اختلاف المسارات بين المغرب وجارته الشرقية، قائلة “لدينا من جهة مغرب يتبنى استراتيجية هجومية اقتصاديا ودبلوماسيا وصناعيا ويحلم بأن يكون “تنين” إفريقيا مستقبلا، ولكنه لم يزل يعاني من مشاكل الاستقطاب الاجتماعي وفوارق الدخل”.

ولدينا، تواصل المجلة، “في الجهة الأخرى، قوة نفطية وغازية عانت من تدنّي الأسعار منذ 2014 وظرفيتها السياسية لم تزل هشة بعد انتفاضات “الحراك” التي أدت إلى إسقاط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بداية 2019″.

وخلصت “موديرن بوليسي” إلى أنه في هذا السياق “تنظيم الانتخابات المغربية في موعدها رغم الأزمة الصحية والتشكيل المحتمل لائتلاف حكومي موسع بغض النظر عن الحزب الذي سيتصدر، يُعدّان إشارة على ثبات المغرب في موقعه بلدا يحظى بأهم المقومات المطلوبة ليكون حجر الأساس للاستقرار والأمن بمنطقة مضطربة”.