علوم

الشناوي تؤكد ضرورة استفادة السياسيين من البحث العلمي وأهمية محاربة “شائعات الكوارث”

الشناوي تؤكد ضرورة استفادة السياسيين من البحث العلمي وأهمية محاربة “شائعات الكوارث”

تطرقت حسناء الشناوي، البروفيسورة بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء،على هامش حضورها بجلسات المناقشة بالمناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية بمراكش، لطبيعة العلاقة ما بين السياسي والباحث وأهمية استفادة الأول من نتائج أبحاث الثاني الثاني، مؤكدة بالمقابل ضرورة خروج البحث العلمي من المختبرات للتوجه إلى العموم والمساهمة في كشف الشائعات والأخبار الزائفة حول الكوارث الطبيعية، التي تنتشر في مناخ انعدام الوعي العلمي بالظواهر.

وحول مدى استفادة الفاعل السياسي المغربي من خلاصات ونتائج البحث العلمي في بلورة السياسات العمومية، تسائلت الشناوي، في حديث مصور مع جريدة “مدار21″، حول ما إن كان الفاعل السياسي هو المعني بطلب المعلومة أم أن المجتمع العلمي هو الذي وجب عليه تقديمها إليه.

وتابعت المتحدثة نفيها أن “المجتمع العلمي بإمكانه إعطاء المعلومة للعموم لأن لديه هذه المسؤولية، وضمن هذا العموم يوجد الفاعل السياسي الذي إذا أراد أخذ هذه المعلومة الصحيحة ويتخذ القرار بناء عليها فهو لديه الخبراء المتخصصين في البحث العلمي الذين بإمكانهم مساعدته”.

وأضافت الشناوي للجريدة أنه بالنسبة للباحث فمن الصعب عليه تقديم المعلومة للفاعل السياسي لأنه لا يعرف طبيعة انتظارات الفاعل السياسي وما إن كان لديه الاستعداد والاهتمام بهذه المعلومات العلمية أم لا.

وحول ملحاحية التفاعل بين الطرفين، شددت البروفيسورة على أنه “من البديهي أن يكون هذا التفاعل لأنه إذا لم يتم أخذ البحث العلمي بعين الاعتبار في المغرب ورأي الباحثين لن يكون بإمكاننا اتخاذ القرارات الصائبة خاصة في هذه الظرفية”.

ومن جهة أخرى، أكدت حسناء الشناوي أن “فهم وشرح مجموعة من المخاطر من قبيل الزلازل والفيضانات والتسونامي والانهيارات الأرضية يتم من خلال الجيولوجيا، ذلك أن هذا العلم يعد من البديهيات في التعامل مع هذه الظواهر”.

وأوردت أن ما يسبب حدوث الزلازل مثلا هو الاحتكاك بين الأحجار مشيرة إلى علاقتها بالفوالق وتكتونية الصفائح، مضيفة أنه بالنسبة للفيضانات يدرس الجيولوجيون مصدر المياه وطبيعة الوديان واحتمالية حدوث الفيضان ودرجته على سنوات طويلة، ما يؤكد أن تناول هذه الظواهر من اختصاص الجيولوجيين كذلك.

وحول مدى مواكبة البحث العلمي بالمغرب للكوارث الطبيعية، أفادت البروفيسورة أن البحث العلمي موجود بالفعل ويعطي نتائج، لكن المشكل المطروح هو انغلاقه على نفسه وبقائه حبيس المختبرات وعدم خروجه إلى العموم.

ولفتت المتحدثة إلى أن طريقة إخراج نتائج البحث العلمي إلى العموم تقتضي تبسيطه، وهذا العمل شرعنا في مؤسسة الطريق في القيام به، من خلال محاولة إفهام الناشئة والأطفال الظواهر التي تبدو صعبة الشرح عبر تبسيطها حتى تكون مفهومة للعموم.

هذه المهمة، وفق البروفيسورة الشناوي، تعد من صميم مسؤوليات الباحثين المغاربة في جميع الجامعات المغربية، مفيدة أن “مسؤوليتنا هي تقاسم المعارف، خصوصا في هذا الظرف المتسم بالكوارث الطبيعية، لأنه لا أحد يمكنه الحديث عنها أكثر مننا”.

ولفتت الشناوي الانتباه إلى ما راج من الأخبار الزائفة والشائعات بمواقع التواصل الاجتماعي حول الزلزال، مفيدة أن الناس يستقبلونها ويصدقونها لأن ليس لهم استعداد لفهمها، ولهذا فإن الباحثين لديهم مسؤولية التحسيس ومحاولة مشاركة ولو القليل في تنوير معرفة المغاربة ودفع الناشئة للتوجه نحو العلوم وأن تهتم بها لأن هذا مهم بالنسبة لبلادنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News