ينوب عنها محاميان فرنسي ومغربي.. تفاصيل رفع ثورية لدعوى قضائية ضد “ليبراسيون” بباريس
رفعت ثورية ساركة، الناجية من زلزال الحوز الذي ضرب البلاد في الثامن من شتنبر، والتي كانت قد انتشرت صورتها بشكل واسع، دعوى قضائية ضد صحيفة “ليبراسيون”، بسبب نشر الأخيرة لتصريحات منسوبه لها “غير صحيحة”، حيث كلفت محاميان لتمثيلها أمام المحاكم الفرنسية ومباشرة المساطر القانونية، وهما المحامي بهيئة باريس، روبين بينزارد، والمحامي بهيئة الدرا البيضاء مراد العجوطي.
وفي 11 شتنبر الحالي، نشرت الجريدة اليومية الفرنسية “ليبراسيون” على صفحتها الأولى صورة لسيدة مغربية وهي في حالة صدمة نفسية بسبب انهيار منزلها، مرفقة الصورة على الصفحة الأولى بالعنوان التالي: “ساعدونا، نحن نموت في صمت”. وقد وردت هذه الجملة بين علامتي اقتباس، مما يوحي بأنها هي التي نطقت بها.
وخلافا لما نشرته الصحيفة الفرنسية أظهر مقطع فيديو نُشر مؤخرا بشكل لا لبس فيه أن السيدة كانت تصرخ بكلمة “عاش الملك” وقت التقاط الصورة.
وتشير معطيات توصلت بها جريدة “مدار21” الإلكترونية من محاميا ثورية، أن التصريحات المنسوبة للضحية أثرت على سمعتها و صورتها وأن “الجريدة المذكورة قامت باستغلالها في إطار تصفية حسابات سياسية و أوحت من خلال الكلام المنسوب إليها أنها تعارض القرار الذي اتخذته المملكة المغربية برفض المساعدات المقدمة من فرنسا بعد فاجعة الزلزال”.
واعتبر المحاميان أن هذه الوقائع تشكل “انتهاكا لحق الصورة الخاص بهاته المواطنة المغربية و المنصوص عليه في المادة 9 من القانون المدني الفرنسي، حيث تم استخدام صورتها دون استشارتها أو موافقتها”.
علاوة على ذلك، يضيف محاميا ثورية الناجية من الزلزال “تشكل هذه الوقائع جريمة بث أو توزيع تركيبة مكونة من أقوال شخص وصورته وبث وتوزيع ادعاءات أو وقائع كاذبة بهدف المس بسمعة الأشخاص والتشهير بهم والتي يعاقب عليها بالمادة 226-8 من قانون الجنائي الفرنسي بالسجن لمدة سنة واحدة وغرامة قدرها 15000 يورو”.
وأكد البلاغ أن ثورية ساركة التي تم نشر صورتها فقدت بيتها وتعيش ظروفا مؤلمة، فهي الآن متعبة و مدمرة نفسيا بسبب الاستغلال السياسي المقيت و البشع لصورتها.
كما اعتبر أن في هذه الحالة لم يتم احترام كرامة السيدة توريا، ولا أخلاقيات الصحافة، ولا سيما القواعد الأخلاقية عند تغطية الكوارث الطبيعية، وكذلك مبادئ القانون الدولي الإنساني، حيث تم استغلالها تجاريا لا أخلاقيا لحقوق صورتها.
و قد كلفت السيدة تورية الأستاذ Robin Binsard محامي بهيئة باريس والأستاذ مراد العجوطي محامي بهيئة الدارالبيضاء من أجل تمثيلها أمام المحاكم الفرنسية ومباشرة المساطر القانونية.
وأمس الأربعاء، أعلن المجلس الوطني للصحافة تقديمه شكاية إلى مجلس الأخلاقيات بفرنسا ضد “شارلي إيبدو” و”ليبيراسيون”، بعد رصده لمخالفات مرتكبة من قبل الجريدتين خلال تغطيتهما لأحداث الزلزال الذي ضرب المغرب يوم 08 شتنبر 2023.
وأوضح المجلس في بلاغ له أن جريدة “شارلي إيبدو” نشرت يوم الجمعة 15 شتمبر 2023، كاريكاتير يتضمن تحريضا على عدم التضامن والمساهمة في دعم ضحايا الزلزال، الذي عرفه المغرب، “وهذا فعل غير مقبول، لأنه يمس بمبدأ مؤازرة ضحايا الكوارث الطبيعية، في مخالفة تامة للمبادئ الإنسانية”.
ولفت المجلس إلى أنه وفي مثل هذه الظروف، ينبغي أن تعطى الأولوية لإنقاذ الضحايا ودعم المتضررين، بغض النظر عن أي خلاف دبلوماسي أو مشكل سياسي، لأن الأسبقية هي للمبادرات التطوعية ذات الطبيعة الإنسانية، التي تتعالى على كل الاعتبارات الثانوية الأخرى.
وبخصوص جريدة “ليبيراسيون”، أشار بلاغ المجلس، أنها قامت يوم الاثنين 11 شتمبر 2023 بنشر صورة على غلافها لامرأة من ضحايا الزلزال، بعنوان ”Aidez nous, nous mourrons en silence”، حيث أنه بعد التحقق من مضمون كلام المرأة، الذي راج في شبكات التواصل الاجتماعي، في فيديو مصور، فإن المجلس سجل أن ما نشر في الغلاف ونسب للمرأة الضحية، يتنافى مع حقيقة ما كانت تقوله، مما يشكل ضربا لمصداقية العمل الصحفي والمهنية المفروض التحلي بها عند معالجة القضايا التي تكتسي طابعا إنسانيا ولاسيما في لحظات الكوارث الطبيعية.
وقد سجل المجلس أن صحيفة “ليبيراسيون” قامت بخرق أخلاقيات الصحافة، على عدة مستويات، أولها نشر صورة على الغلاف، لسيدة مسنة، من ضحايا الزلزال، ومصاحبتها بتصريح لم تدل به، بل هو من اختلاق الجريدة، بهدف تمرير موقف يضرب في المجهودات التي تبذلها السلطات المغربية، وباقي فرق الإنقاذ من دول صديقة، والمتطوعين.
كما خالفت أخلاقيات المهنة، بحسب المجلس، عبر نشرها أخبارا كاذبا وتزوير الحقائق، في ظروف من المفترض أن يحصل فيها تآزر إنساني وأن تتحلى الصحافة فيها بقيم المهنية والتضامن والتعاطف، بدل تصفية الحسابات السياسية، وثالثا “من المعروف في مبادئ أخلاقيات الصحافة أن التعامل مع ضحايا الكوارث الإنسانية، يكون مشروطا بعدة احترازات، من أهمها عدم استغلال صورهم قصد الإثارة الرخيصة”.