ثقافة | مجتمع

بعضها أصبح خطرا.. أسوار وأبواب تاريخية بمراكش مهددة بالزوال بسبب زلزال الحوز

بعضها أصبح خطرا.. أسوار وأبواب تاريخية بمراكش مهددة بالزوال بسبب زلزال الحوز

تسارع المديرية الجهوية للثقافة بمراكش الزمن من أجل الأضرار التي تسبب فيها زلزال الحوز بالعديد من المباني التاريخية بالمنطقة.

وأجرى مفتشو المباني والآثار التاريخية، يوم السبت الماضي، عملية إحصاء وإعداد تقرير حول البنايات التاريخية التي تأثرت بفعل الزلزال الذي ضرب مناطق مغربية يوم الجمعة الماضي.

وقال محافظ المباني التاريخية والمواقع بالمديرية الجهوية للثقافة بمراكش، جمال عبد المنعم، إن المعاينة الأولية التي قامت بها اللجنة التقنية المختصة، أفرزت تعرض مجموعة من المآثر التاريخية لانهيارات جزئية وتصدعات في قصر البديع، وقبور السعديين، ومعلمة الباهية.

وأوضح جمال عبد المنعم، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن “اللجنة رصدت ظهور تصدعات بقبور السعديين وتساقط بعض أجزاء الأبراج الداخلية، إلى جانب تساقط قطع من الجبس المنحوت، وانهيار إحدى القاعات الحديثة التي تم إحداثها بداخل معلمة السعديين، وانهيار الباب الخلفي للمعلمة”.

وعلى مستوى قصر البديع، أبرز المتحدث ذاته أن اللجنة لاحظت وجود تصدعات قديمة جدا على مستوى مجموعة من القبب، منها القبة الصيفية والقبة الخضراء”.

وأضاف المحافظ: “هناك أيضا انهيار جزئي داخل معلمة الباهية، حيث عرفت مجموعة من التصدعات على مستوى سطحها”، مشيرا إلى أنه من شأن هذه التصدعات أن تؤدي إلى سقوط القبب، لا سيما وأنها تعاني من تشققات قديمة، والتي تأثرت في الوقت الحالي بفعل انهيار منزل محادي لهذه القبة.

وعلى مستوى معلمة الكتبية، أردف المحافظ أنها تعرف تصدعات على المستوى الخارجي، وتصدعات أخرى قديمة داخل الصومعة، مشددا على أنها تستدعي التدخل السريع لترميمها.

وأشار إلى أنه هناك تصدعات أيضا على مستوى بعض الصوامع القديمة للمساجد في المدينة القديمة، مثل مسجد المنصور، ومسجد بن يوسف، ومرافق أخرى، بالإضافة إلى انهيار قبب مخازن الحبوب، وانهيار جزئي ببرج عرصة المعاش الذي يعود إحداثه إلى القرن الـ19، مبرزا أن هذا الأخير أصبح يشكل خطرا كبيرا على المارة بحكم وجوده في منطقة تعرف كثافة سكانية.

وأفاد المتحدث ذاته بأن الهزات الارتدادية التي شهدها الإقليم ساهمت بشكل كبير في تزايد بعض التصدعات على مستوى معلمة الباهية بشكل كبير جدا، مما قد يؤدي إلى وقوع مخاطر، مؤكدا أن بعض الأبراج والأسوار التاريخية تعرضت لدمار شديد تنذر بأخطار على المنازل الملتصقة بها والتي أصبحت مهددة بالانهيار وتشكل خطرا على المارة.

وأضاف في السياق ذاته: “لاحظت اللجنة انهيار بعض الأبراج بشكل كلي، إضافة إلى تضرر أبواب تاريخية كأبواب إيلان والدباغ والخميس بشكل كبير من الزلزال، فحجم الكثافة السكانية والتنقل وعملية نقل الركام بواسطة الآلات، وقلة الحذر من شأنها زيادة خطر حدوث تصدعات وانهيارها جديدة”.

وأكد عبد المنعم، أنه هناك بعض المباني والمآثر التاريخية قابلة للترميم ورد الاعتبار لها مثل قصر البديع وقبور السعديين، والقبة المرابطية، بينما هناك مجموعة من المعالم التي ينبغي أن تُغلق بشكل نهائي لأنها أصبحت معرضة للانهيار التام، حيث إنه ينبغي تحييد الأخطار على الزوار، لاسيما وأن هذه المعلمة تعرف إقبالا كبيرا.

ولفت المحافظ عينه إلى أن مدرسة بن يوسف التي لم تتضرر بعد الزلزال الذي ضرب، وما تزال مفتوحة في وجه الزوار”.

وأوضح المتحدث أن بعض البنايات كانت متضررة قبل وقوع الزلزال، بسبب سلوكات الإنسان، ووجود مبانٍ عادية ملتصقة بأسوارها، واهتزازات السيارات، والإفرازات اليومية للمواطنين، إضافة إلى وجود بعض الأخطاء في ترميمها باستعمال بعض المواد غير المطابقة للبناء التقليدي، مشددا على أنها عوامل لا تؤثر بشكل كبير على وضعيتها.

وبخصوص الإجراءات التي ستتخذها وزارة الثقافة لرد الاعتبار لهذه المباني والآثار التاريخية، أوضح محافظ المباني التاريخية والمواقع بالمديرية الجهوية للثقافة بمراكش، أن الوزارة أخذت صور جميع الحالات، إضافة إلى أن مكتب الدراسات بدوره جمّع المعطيات وسطر الحلول الممكنة لإعداد تقرير موحد لجميع الحالات التي تضررت، ووضع خطة أولية لمواجهة هذه المخاطر وإعادة الاعتبار لهذه المباني.

وتابع: “هذه العملية تحتاج إلى توفير اعتمادات مالية كبيرة جدا، ما ينبغي تظافر جهود جميع المصالح المعنية بالتراث، لترميم هذه المباني والمآثر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News