سياسة

أغلالو تفقد أغلبيتها بعد انتخاب مستشاري حزبها رئيسا جديدا للفريق بجماعة الرباط

أغلالو تفقد أغلبيتها بعد انتخاب مستشاري حزبها رئيسا جديدا للفريق بجماعة الرباط

بعد سلسلة من الصراعات داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بالعاصمة الرباط، فقدت أسماء أغلالو، عمدة العاصمة أغلبيتها داخل الجماعة بعد تصويت أغلبية مستشاري الحزب على تسمية رئيس جديد للفريق بمجلس جماعة الرباط.

وتوافق مستشارو الحزب على انتخاب سعيد التونارتي رئيسا للفريق بمجلس جماعة الرباط، وادريس الرازي، الذي يشغل مهمة رئيس مقاطعة حسان، نائبا له، هذا الأخير الذي خاض صراعا طويلا مع عمدة الرباط منذ تصريحاتها حول الموظفين الأشباح، والتي أعقبها خروج الصراع إلى العلن خلال دورات المجلس إضافة إلى تبادل مراسلات شديدة اللهجة.

الزلزال السياسي الذي أصاب حزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس جماعة الرباط جاء احتجاجا على عمدة الرباط، أسماء اغلالو، بسبب ما اعتبره المستشارون تدبيرها الانفرادي، وغياب التواصل وعدم التنسيق، وتراكم الأخطاء.

وقال الموقعون، وفق إعلان توصلت به جريدة “مدار21″، إن هذه الخطوة جاءت بعد “استنفاذ جميع الرسائل من أجل تدارك الهفوات التنظيمية المتمثلة في غياب التواصل والانفراد بالقرارات، وعدم التنسيق، وتهميش منتخبي الحزب على مستوى المجلس الجماعي، وتراكم الأخطاء التي ألحقت ضررا بالغا بصورة الحزب”.

وتابع المستشارون في السياق نفسه أمام هذا الوضع “نجد أنفسنا مضطرين لاتخاذ هذه المبادرة حفاظا على مكتسبات التجمع الوطني للأحرار بعاصمة المملكة، وصيانة للثقة التي وضعها فيه الناخبون”.

وأكد المصدر نفسه أنه من بين أبرز الموقعين على العريضة رئيس مقاطعة السويسي عادل الأتراسي، ورئيس مقاطعة حسان إدريس الرازي، ونائب العمدة صادق أمين، وأيضا أمين مجلس المدينة، فتيحة المودني، التي تعد صديقة سابقة للعمدة، ورفيقة سفرياتها المتعددة خارج أرض الوطن، إذ زارت معها أكثر من 10 دول بالخارج وتعد أمينة سرها.

وأكد مصدر “مدار21” أن المودني كانت تعد بمثابة العلبة السوداء لأغلالو ولكنها عندما أضحى أكثر الأشخاص المقربين من العمدة ينفرون منها، اتخذت هي الأخرى الخطوة نفسها.

وأوضح مصدر من حزب التجمع الوطني بالرباط، أن عمدة الرباط فقدت الأغلبية بالفعل وأنه لم يعد معها إلا خمسة مستشارين في حين أن 18 مستشارا أصبحوا ضدها وينتظرون رحيلها، وذلك من بين إجمالي الفريق المكون من 23 مستشارا.

وإلى جانب الموقعين على وثيقة سحب الأغلبية المذكورين أعلاه، يوجد نواب ومستشارون بمجلس المدينة ومختلف مقاطعات الرباط المنتمين إلى حزب التجمع الوطني للأحرار.

وأشار المصدر ذاته إلى أن العمدة تتحدث بطريقة غير لائقة مع الموظفين والمستشارين ومع المنتخبين، وأنها لم ترد إصلاح نفسها، مضيفا أن العمدة عقدت اجتماعا للمكتب غاب عنه نوابها، مشددا على أن المطالب الأساسية اليوم أن تستقيل العمدة من منصبها.

وأبرز المتحدث نفسه أن رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، مطالب هو الآخر بالتدخل لحل هذه الأزمة داخل الحزب بالعاصمة الرباط.

ومن جانبه، علق أنس الدحموني، رئيس فريق العدالة والتنمية بجماعة الرباط، عن المعارضة، حول الصراعات المذكورة، مؤكدا أن عدم قدرة العمدة اغلالو لحد الآن على اتخاذ خطوات ملموسة للبناء المشترك بسبب تهميشها للمقاربة التشاركية والمنهجية التشاورية، هو ما سبب للمجلس صراعات وسجالات متعددة مع غالبية الفرقاء والفاعلين المؤثرين في عمل الجماعة.

وأبرز أن من بين أهم هذه السجالات “استمرار المشاحنات بين أعضاء الأحزاب المكونة للتحالف، بل داخل أعضاء نفس الحزب السياسي الأغلبي، لعل آخرها ظهر مع العريضة تغيير رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس جماعة الرباط”.

كما لفت كذلك إلى “الخلافات المتكررة مع بعض رؤساء المقاطعات، والتي ظهرت من خلال عدة بلاغات نشرت بمواقع التواصل الاجتماعي الرسمية لمقاطعة حسان على سبيل المثال، بسبب قرارات وصفت بالانفرادية لرئيسة الجماعة”.

وتابع الدحموني أن العمدة أطلقت أيضا تصريحات مستفزة في حق الموظفين الجماعيين (ما عرف عنه إعلاميا بملف 2400 موظف شبح)، مشيرا إلى عجزها لحد الآن لإحاطة الرأي العام المحلي والوطني بالإجراءات التي اتخذتها لطي هذا الملف، وهو ما خلف تشنجا بين الرئيسة والنقابات الممثلة للموظفين.

وأشار الدحموني كذلك إلى “إقرار زيادات متعددة في مشروع القرار الجبائي، طالت عموم المواطنين البسطاء، وصغار التجار، والمهنيين من ذوي المردود المتواضع، في وقت تشتد فيه وطأة المعيشة، مما خلف احتقانات بين المهنيين (أصحاب المطاعم والمحلات التجارية، جمعيات المهنيين العاملين في قطاع سيارات الأجرة…) لا زال المجلس الجماعي يعيش إرهاصاتها ومخلفاتها”.

وخلض رئيس فريق “البيجيدي” إلى أن رئيسة جماعة الرباط، أثبت بأنها عاجزة تماما عن تحقيق وعودها الانتخابية، وتنفيذ جزء بسيط مما كانت تبشر به في بداية الولاية الحالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News