صحة

الأسوأ بين المنصات الرقمية..أخصائي يحذر من مخاطر نفسية تهدد سلامة مستخدمي “إنستغرام”

الأسوأ بين المنصات الرقمية..أخصائي يحذر من مخاطر نفسية تهدد سلامة مستخدمي “إنستغرام”

أكدت العديد من الدراسات العلمية الحديثة، على أن استخدام تطبيق “إنستغرام” يؤثر بطريقة سلبية على الصحة النفسية للمراهقين، مشيرة إلى دور المقارنة الاجتماعية في تعزيز بعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب، القلق، التوتر، اضطرابات في الأكل.

وأشارت مراجعة منهجية أجراها قسم علم النفس السريري والصحي لجامعة غينت، بلجيكا، يربط من خلالها الباحثون بين استخدام إنستغرام و تأثيره على الصحة النفسية، إلى أن العديد من المراهقين قد يجدون صعوبة في تقبل شكل جسدهم الخارجي وعدم الرضى عن مستوى العيش لاعتمادهم على المقارنة الاجتماعية أثناء تصفحهم الدائم لصفحات مقاطع  مصورة لمشاهير ومؤثرين وفنانين يقدمون فيها صور معدلة عن أجسامهم ويزيفون أسلوب عيشهم ما يحفز رغبتهم في التوافق مع هذه الصورة المزيفة.

كما أكدت دراسة تم نشرها في مجلة التكنولوجيا في العلوم السلوكية، على العلاقة السببية  بين استخدام تطبيق انستغرام و الزيادة في معدلات الاكتئاب والقلق والتوتر مشيرة إلى الدور الذي يلعبه تقبل الذات في تجنب الاصابة بهذه المشاكل.

وفي هذا الصدد، أوضح الأخصائي في علم النفس الإكلينيكي جواد النبلاوي في تصريح لجريدة “مدار21″ أن تطبيق” أنستغرام” يختلف عن باقي مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الأخرى، مسجلا أن خصوصية الأنستغرام تتمثل في كونه يمنح لمستخدميه إمكانية إظهار كل ما هو مثالي في حياة الإنسان اليومية، وهو الشيء الذي يطمح الإنسان إلى بلوغه، ليصير بذلك تجسيدا لعالم المثل، حيث يقوم الشخص من خلاله بعمليات اسقاطية نحو هذه الحياة الخيالية أو ‘الأنا المثالي’ “.

ولفت إلى أن “جميع الأشخاص يملكون ‘أنا مثالي’، يتشكل من خلال تفاعلاتنا التي نعيشها منذ الطفولة إلى مرحلة المراهقة، ويأتي نتيجة العلاقة الدينامية بين  الأسرة و المحيط والمجتمع، وفي إطار هذا التفاعل يأتي “الأنستغرام” ليخلق مسافة بين المثالية التي يفرضها المحيط و التفاعلات الواقعية وبين ما يفرضه “عالم الأنستغرام” في “العالم الإفتراضي”.

وزاد شارحا: “من هنا يعيش المراهق تحديا صعب جدا أو شبه مستحيل، فبدلا من أن يخلق نوع من المنافسة الذاتية حتى يصل إلى “الأنا المثالي” انطلاقا مما يفرضه المحيط من منظور واقعي، يرفع الأنستغرام من مستوى توقعاته وتصير المنافسة بين ما يفرضه هذا التطبيق، فيصير مرجعية إفتراضية لجزء من المحيط وهذا شيء وهمي”.

وأوضح الأخصائي في علم النفس الإكلينيكي،  أن ” هذه المسافة التي يخلقها تطبيق الأنستغرام بين الواقع والعالم الافتراضي تأتي بنوع من الإحباط، وهو ما يشكل نواة أولية قد تؤدي إلى بعض المشاكل النفسية التي يمكن لها أن تولد اضطراب”.

وأضاف جواد النبلاوي أن ” البنية النفسية للشخص أو المراهق ومناعته النفسية هي ما يؤثر على تثبيت هذا الاضطراب، فمع أول إحباط يصادف مراهقا ذا بنية هشة، يتولد لديه مشكل قد يصبح اضطرابا نفسيا يختلف بين الشخص والآخر باختلاف البنية النفسية لكل فرد، فقد يصير هذا الإحباط  اكتئابا أو مرضا نفسيا-جسديا أو قلق أو غيرها”.

ويرى الأخصائي إلى  أن عامة الناس والمراهقين خاصة  يفتقدون مستوى الوعي بهذه المخاطر، فالمسؤولية الأساسية  تقع على عاتق الآباء، بيد أننا نجدهم يجهلون المخاطر التي تخلقها هذه التطبيقات.

وبحسب جواد النبلاوي فإن الوقاية من هذه المخاطر التي أصبحت تهدد الحياة النفسية للمراهق تتطلب حصوله على المعلومات في هذا النطاق بنفس المبدأ الذي يتعامل به، أي أن تصله معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وذلك لكون “الوعي بالمسألة يمكن من تجنب نصف المشكل”.

وخلص الأخصائي في علم النفس الإكلينيكي ، إلى وعي المراهق بالوضعية الاقتصادية للعائلة ومحيطه، ونقاط البداية التي يجب عليه أن يبتدأ بها يمكنه من وضع جدار عازل بينه وبين ما يراه في انستغرام من مثاليات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News