سياسة

الطالبي: ازدهار الأنانيات يُهدد العلاقات الدولية وتنامي الفوارق يُعمق الشعور باليأس والإحباط

الطالبي: ازدهار الأنانيات يُهدد العلاقات الدولية وتنامي الفوارق يُعمق الشعور باليأس والإحباط

أكد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، أن المجموعة الدولية تواجه اليوم أكبر التحديات التي لم تعترضها منذ الحرب الكونية الثانية، مشيرا إلى الانعكاسات الخطيرة للاختلالات المناخية على أحوال البشرية، وتضاف تداعيات الحروب والنزاعات، وشُحُّ مصادر التموين والغذاء والتنافس الدولي  الحاد عليها.

وسجل الطالبي اليوم الاثنين في كلمة له خلال الدورة 44 للجمعية العامة للجمعية البرلمانية لرابطة بلدان جنوب شرق آسيا، أن العلاقات الدولية أصبحت مبْنية على “الانشطار أكثر والتمزق، عوض القطبية”، وبِتَعَدُّدِ الأحلاف والمحاور، مع ما يستتبع ذلك من تحديات أمنية، ومن تنامي للحركات الإرهابية والنزعات الانفصالية المتحالفة معها، مع كل ما ينتج عن ذلك من مخاطر على وحدة الدول واستقرارها وعلى الأمن العالمي.

ونبه رئيس مجلس النواب المغربي من جاكارتا، إلى ازدهار الأنانيات الوطنية والنزوع إلى الانطواء في مواجهة هذه التحديات عوض التضامن والتعبئة الجماعية والوحدة، والعمل المشترك في مواجهة التهديدات الحاصلة والمستقبلية، لافتا إلى تعمُّق الشرخ في التنمية والمداخيل ومستوى العيش بين مكونات المجموعة الدولية، وخاصة بين الشمال والجنوب، وداخل المجتمع الواحد، جراء هذه العوامل.

ويرى الطالبي العلمي، أن ذلك يزيد من حركات الهجرة، ويعمق الشعور باليأس والإحباط، خاصة في أوساط الشباب، بالموازاة مع تنامي الوعي بالفوارق بفضل إمكانيات التواصل، مما يجعل الديمقراطية المؤسساتية موضع تساؤل في ما يرجع إلى المردودية والعائد الاجتماعي والوقع على حياة الناس.

وقال الطالبي: “ليست هذه المعضلات بِقَدَرٍ لا رادَّ له وأن المسؤولية السياسية والأخلاقية والتاريخية للدول ونخبها، وخطورة الأوضاع الدولية، لا تسمح بالاستسلام لهذه المخاطر، داعيا إلى إعادة الهدوء والتوازن إلى العلاقات الدولية، واستتباب السلم والأمن الدوليين وضمان احترام الوحدة الترابية للدول وسيادتها وعدم التدخل في شؤون الغير، باعتبار ذلك من أسس القانون الدولي.

وسجل رئيس مجلس النواب، أن الصعود الاقتصادي والتكنولوجي الذي تحققه البلدان الأعضاء في الجمعية البرلمانية لرابطة بلدان جنوب شرق آسيا ومحيطها الإقليمي، وما يميز شعوبها من انضباط وثقافة الجد والعمل، والاعتدال، كفيل بتيسير هذه المساهمة، مسجلا أن هذا التكتل البرلماني المبني على التعاون والشراكة والذي استطاع تجاوز منطق الإيديولوجيا، مرشحٌ للمساهمة بقدر كبير من القيمة المضافة الاقتصادية والتكنولوجية والبشرية، وفي مجال المبادلات في إعادة التوازن للعلاقات الدولية.

وشدد الطالبي العلمي،  أن المملكة المغربية، التي تقيم علاقات تاريخية مع بلدان جنوب شرق آسيا ، تتقاسم معها نفس الانشغالات، في الكفاح ضد أسباب الاختلالات المناخية، وضد تدهور البيئة، خاصة تلوث المحيطات والبحار، ومن أجل توطين مشاريع الاقتصاد الأخضر وإنتاج الطاقة من مصادر متجددة، وهي مشاريع تكتسي طابعا استراتيجيا بالمملكة، وتفتح آفاق واسعة لشراكات متوازنة.

ودعا رئيس مجلس النواب، إلى فتح آفاق جديدة للتعاون مع البلدان الأعضاء في  الرابطة البرلمانية، خاصة في المشاريع الاستراتيجية التي تساهم في إنتاج الغذاء، مشيرا إلى أن المملكة تنجز مشاريع كبرى وتساهم في تنمية الفلاحة الإفريقية، بفضل مهاراتها في هذا المجال وبفضل ما تتوفر عليه من إمكانيات هائلة من الفوسفاط والمخصبات وأيضا في مجال الاقتصاد الأخضر والتكنولوجيات المرتبطة به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News