“مصالحة” يُخلي سجون المملكة من نزيلات الإرهاب.. والتامك: البرنامج حقق أهدافه ونال استحسانا دوليا

بلغ عدد المستفيدين من برنامج “مصالحة” التي أطلقته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج قبل ست سنوات، بهدف إعادة تأهيل المعتقلين في إطار قانون مكافحة الإرهاب، 279 نزيلا، بعد اختتام الدورة الثانية عشرة، اليوم الجمعة، والتي استفاد منها 20 نزيلا.
وحسب المعطيات التي كشف عنها المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، فقد تم الإفراج عن 202 من نزلاء المؤسسات السجنية المحكومين بقانون الإرهاب، المستفيدين من برنامج “مصالحة”، في إطار العفو الملكي، مقابل تخفيض العقوبة بالنسبة لـ23 نزيلا، لتصل نسبة الاستفادة من العفو الملكي السامي 66.79%.
وأوضح المسؤول أن برنامج “مصالحة”، والذي اعتبره برنامجا فريدا من نوعه ونال استحسان الشركاء الإقليميين والدوليين، استفادت منه عشر نزيلات، تم الإفراج عنهن جميعا، بعدما إستفادت 8 منهن من عفو ملكي، واثنتان بعد نهاية مدة عقوبتهما، واستمرتا في حضور حصصه من خارج أسوار السجن، معلنا بذلك ” إخلاء المؤسسات السجنية من فئة نزيلات التطرف والإرهاب”.
وأشار التامك، في كلمته في الحفل الختامي للدورة، الذي تميزت بحضورة عدد من الشركاء من المجتمع المدني، إلى أن المستفيدين من البرنامج، وخلال التكوين، الذي تم في غلاف زمني من 200 ساعة، استفادوا من جلسات مع فاعلين متخصصين في المجال الديني، والقانوني، والحقوقي، والنفسي، قبل أن يتم تتويج التكوين بـ”مناظرات” بين المستفيدين لاستعراض مهاراتهم في تفكيك الخطاب الديني المتطرف، من خلال محاكاة الرأي المتطرف الذي يحرض على الإرهاب، ثم تفكيكه، بناء على آيات قرآنية وأحاديث نبوية.
وقال إنه ومن خلال اطلاعه اليومي على التقارير التفصيلية حول الأنشطة المبرمجة في هذه الدورة من البرنامج في مختلف المحاور المشكلة له، وبالأخص فيما يخص التمارين التجريبية والتقييمية، المتمثلة في إلقاء خطابات متطرفة، متبوعة بخطابات مضادة ذات طابع نقدي تفكيكي، “تكونت لديّ قناعة بأن البرنامج حقق الأهداف المسطرة له، كما لامست في هذه التقارير تفاعلا مكثفا وجديا منكم مع كافة الأنشطة المبرمجة، وهذا يعتبر مؤشرا إضافيا على مدى نجاح هذه الدورة التي أعتبرها كذلك تجربة إيجابية تنضاف إلى تجارب الدورات السابقة، والتي ستشجعنا لا محالة على الاستمرار في برمجة دورات أخرى لفائدة نزلاء آخرين من نفس الفئة”.
ويشرف على برنامج “مصالحة” مختصون وكوادر دينيون، ويستهدف سجناء مدانين في قضايا التطرف والإرهاب من خلال التركيز على ثلاثة محاور؛ المصالحة مع الذات، ومع النص الديني، ثمّ مع المجتمع، وذلك كله بهدف البحث عن مداخل لمراجعات ذاتية يقوم بها المعتقلون السلفيون، للاندماج في البيئة الاجتماعية بعد الإفراج عنهم.
بدورهم، عبر عدد من المستفيدين من البرنامج المذكور، وبنبرة ندم، في تصريحات متفرقة عن إشادتهم بالبرنامج ونتائجه، مؤكدين أنه ساعدهم على التعرف على نسخة جديدة من أنفسهم، وتصحيح الأخطاء، وباب “ثوبة” فتح لنا من أجل التكفير عن الباب أخطائنا بحق مجتمعنا أو وطننا، وحتى أنفسنا”.
وأضاف نزيل في تصريحه لـ”مدار21″: “أتمنى أن يكون حفل الختام هذا (الدورة الثانية عشر من البرنامج)، فأل خير علي، وأن أكون بعد الإفراج عني، نموذجا في المجتمع، ونعطي صورة إيجابية لما تعلمناه من خلال هذا البرنامج، لأنه أعطاني فرصة ثانية في الحياة، واستطعت استكمال دراستي، ومن خلاله استطعت أن أرى أن وطننا بألف خير”.