ثقافة

الكوني ينتقد “دكتاتورية” الديمقراطية الغربية ضد القيم و”مؤامرة” التقنية ضد المعرفة والروحانيات

الكوني ينتقد “دكتاتورية” الديمقراطية الغربية ضد القيم و”مؤامرة” التقنية ضد المعرفة والروحانيات

يرى الأديب الليبي إبراهيم الكوني، في سياق إجابته عن أسباب انحسار دور المثقف والثقافة، خلال ندوة فكرية بمهرجان ثويزا في دورته السابعة عشر، أن الديمقراطية الغربية باتت ديكتاتورية بمحاواتها فرض أمور مناقضة للطبيعة، منتقدا تقنيات المعلومات التي حوّلت الأكاذيب حقائق، داعيا إلى التمسك بالمعرفة والثقافة والروحانيات لخلق المشروع الثقافي البديل.

وقال الكاتب والأديب الليبي إبراهيم الكوني في مداخلته “إننا نحيى في عالم واحد ولسنا منعزلين عما يجري، لا سيما وأننا اعتدنا دوما أن نتبنى ما يحدث في العالم سواء كان سلبا او إيجابا”، معتقدا أن “انحسار وانحطاط دور الفكر ليس حكرا علينا وحدنا، فما يحدث اليوم في العالم هو اغتراب عن الحقيقة”، متسائلا هل هذا الاغتراب عن الحقيقة وليد إفلاس الواقع أم أن إفلاس الفكر أدى إلى إفلاس الواقع الانساني من القيم الثقافية والدينية.

وانتقد الكوني مآل الديمقراطية، قائلا “اليوم يقنن أن يهان هذا الدين في السويد بحرق القرآن في الميادين بحراسة من السلطة وبتشريع المحكمة بدعوى الديمقراطية التي بدأت تتخذ وجها دكتاتوريا”، مضيفا أن “الغرب يحاول تسويق ديمقراطية معينة ويفرضها بقوة ديكتاتورية”.

وأضاف أن الغرب يجدف لتحويل المذكر إلى مؤنث والمؤنث إلى مذكر وهذا اغتراب ليس عن الأخلاق وحسب بل اغتراب عن الطبيعة”، مضيفا “أنننا ندين تذكير المؤنث أوتأنيث المذكر حتى في اللغة فكيف نقبله في الواقع الإنساني”، متابعا أن “الغرب اليوم يحاول أن يفرض علينا هذا التجديف والويل لمن يحاول أن يقاوم لأن الاتحاد الأوروبي الذي زكى حرق القرآن في السويد يقنن فرض تأنيث المذكر وهذه الممارسات ليست ديمقراطية.

ويتابع الكوني أن ذلك ما كان ليحدث لولا الغيبوبة الفكرية التي يعيشها العالم، مشيرا إلى أن الساحة الأوروبية خلت من الأسماء التي تستطيع أن توقف هذا المد، مشددا أنه “لا مرجع اليوم في الغرب في جميع المجالات الفكرية والسياسية والأدبية”، مضيفا أن هناك اغتراب عن الفلسفة والفكر والحكمة والثقافة.

وحول أسباب انحسار دور الثقافة والفكر بالمجتمعات العرببية، أشار الكوني إلى “طغيان الإيديولوجية التي لا تقبل لنفسها بديلا أو آخرا مُحاورا، وطغيان تقنية المعلومات التي حولت الأكذوبة إلى حقيقة والحقيقة إلى أكذوبة”، مشيرا إلى أن هذه التقنيات بمثابة “مؤامرة ضد المعرفة”، ذلط أنها تسوق المعلومات بوصفها علما، وهذه خدعة انطلت علينا”.

وتابع أنه عوض أن نشكك في المسلمات بتنا نسوق المعلومات على أنها حقائق، مضيفا أن “الأكذوبة دائما هي التي تغلب الحقيقة لأنها لعوب وحسناء وتتفنن في التمويه وتتخذ أقنعة شعرية ورومانسية، والحقيقة عبوس وبشعة، ولهذا السبب سهل على واقعنا اليوم أن تهيمن فيه تقنية المعلومات”.

ودعا الكوني إلى العودة لفردوس المعرفة وأن نستعيد علاقتنا بالروحيات والمعنى والحكمة وبالمعرفة، مشددا “لا نستطيع أن نحقق الخلاص لأن العالم الذي نستنجد به، في إشارة إلى الغرب، هو الذي سوق لنا هذا الفخ”، مشيرا إلى أن “حضارة الحديد التهمت حضارة الروح”، منتقدا تبني البلدان العربية للاختيارات الغربية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News