الخارجية تكشف ملابسات استبدال جثة مهاجرة مغربية وبوريطة: نتعامل بصرامة مع نقل الجثامين

كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن ملابسات “استبدال” جثة مهاجرة مغربية، مؤكدا  أن تعليمات وزارته “جد صارمة” فيما يتعلق بموضوع الوفيات ونقل جثامين المواطنين المغاربة إلى أرض الوطن، إذ يعطى لهذا الموضوع الأهمية القصوى عن باقي الخدمات القنصلية الأخرى، بحيث لا يخضع لنظام المواعيد المعمول به في جميع القنصليات ولا لنظام مواقيت العمل أو نهاية الأسبوع أو العطل.

تأكيد بوريطة يأتي في معرض جوابه عن سؤال كتابي للبرلماني عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، سعيد بعزيز حول “الخطأ الواقع في نقل جثة مهاجرة مغربية”، مشيرا إلى أن عائلة في تازة، كانت تنتظر تسلم جثة سيدة توفيت في فرنسا، صُدمت عندما فتحت التابوت الذي وصل عن طريق شركة الشحن، وتسلمته رسميا من السلطات بمطار فاس سايس، بعدما وجدت داخله جثة امرأة مجهولة.

وحول تفاصيل الواقعة، أوضح البرلماني الاتحادي أن قريبة هذه العائلة توفيت بفرنسا وأنها تسلمت جثتها بعد وصولها صباح يوم الخميس فاتح يونيو 2023 إلى مطار فاس سايس، وعند فتحها التابوت، فوجئت بوقوع خطأ، فأبلغت الأسرة شرطة المطار، التي تواصلت مع الجهات المعنية ليكتشفوا أن الجثة لامرأة أخرى، وأن الخطأ وقع في الشحن.

وشدد سعيد بعزيز على أنه يتعين على المصالح القنصلية ببلاد المهجر، في إطار تدخلاتها الاجتماعية، أن تواكب المهاجرين المغاربة، حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث المأسوية، داعيا بوريطة إلى الكشف عن الإجراءات التي ستتخذها وزارة الخارجية المغربية من أجل حث المصالح القنصلية ببلاد المهجر، في إطار تدخلاتها الاجتماعية، على مواكبة المهاجرين المغاربة في مثل هذه الأمور.

وسجل بوريطة ضمن جوابه الذي يتوفر “مدار21” على نسخة منه أنه “إذا حدث خطأ، وهذا نادرا جدا” فمرده إلى أخطاء في الشحن في المطارات الكبرى من طرف عمال غير متخصصين في قراءة البيانات، خصوصاً وأن التابوت هو آخر ما يشحن باحترام في مكان خاص بالطائرة قبل إغلاق الأبواب والإقلاع”.

وزاد قائلا: “فما إن تبلغ القنصلية العامة أو البعثة الدبلوماسية حتى تكثف من مواكبتها للحالة، وتسرع في لمّ الوثائق الضرورية للمتوفي من جواز السفر، وتقرير الطبيب الشرعي، والتأمين، والشركة الناقلة وغيرها من الوثائق التي على أساسها تطلب للإدارة المركزية تمكينها من رخصة نقل الجثمان إلى المغرب، والتي تكون آنية أو يومية على أقصى حد، بعدها تبلغ السلطات الرسمية ومنافذ البلد بقدوم الجثمان”.

ولفت وزير الخارجية المغربي إلى إدراج هذه الأولوية أيضاً في المداومة الدائمة التي تعمل أيام السبت والأحد، وأوضح أنه بعد التأكد من جثمان المتوفي من طرف أفراد عائلته، إن وجدوا معه في بلد الوفاة، أو من صورة جواز سفره بحضور المشرف عن المصلحة الاجتماعية بالقنصلية العامة أو البعثة الدبلوماسية، يغلق التابوت ويشمع وفق قواعد طبية معروفة”.

وتابع الوزير أنه يسلم رسمياً إثر ذلك، بتوقيعات وأختام وملف شامل للمعطيات عن المتوفي (الوجهة، منفد الدخول إلى البلد/ المطار مكان الدفن، إلخ) لنقله من طرف الشركات المتخصصة والمحلفة في نقل الجثامين، والتي بدورها تقوم بإيصاله في نقل مخصص إلى المطار وشحنه إلى البلد.