تحدّت الصعاب لتحصل على البكالوريا.. مغربية مصابة بـ”تثلث الصبغي” تتفوق وأمها تكشف قصتها الملهمة
لم تكن وضعية إعاقتهم مانعا يثنيهم عن تحقيق النجاح في امتحانات الباكالوريا، إذ وبإصرار وعزيمة، تمكن 838 مترشحا من ذوي الاحتياجات الخاصة من اجتيازها بنجاح، بنسبة تناهز 73 بالمئة من إجمالي المترشحين في وضعية إعاقة في المغرب.
كوثر بوشفرة، مثال حي عن فتاة تحدت الظروف والصعاب، إذ هي في وضعية إعاقة مصابة بالثلاثي الصبغي، بيد أن ذلك لم يكن حاجزا أمام حصولها على شهادة الباكالوريا بميزة مستحسن، حكت وأمها لجريدة مدار 21 الإلكترونية، قصة نجاحها.
“توفقت وتحصلت على شهادة الباكالوريا رغم المستوى العالي للامتحانات، كانت التحضيرات للامتحانات ممتازة وجيدة، قاتلت للوصول لهذا المستوى والحصول على نقطة جيدة، كما أشكر أساتذتي والأطر التربوية والإدارية على ما قدموه لي من دعم” تلك كانت شهادة كوثر حول حصولها على شهادة الباكالوريا بعد جهد كبير.
وعبرت “مريم” والدة المترشحة عن فرحتها الشديدة إزاء نجاح ابنتها قائلة إنه أتى بفضل “مجهودات العائلة والطاقم التربوي والإداري، إضافة إلى إرادة كوثر في النجاح” مردفة أن كوثر “كانت تبذل مجهودات فردية وتذاكر بمختلف الطرق رغم حالة التوتر ما قبل الامتحانات، لقد كانت تراجع الدروس وتختبر نفسها في الامتحانات بإرادتها الخاصة دون حاجة منا لمواكبتها وتتبعها طوال الوقت، إلا في بعض الأحيان حين تجد صعوبة ما ويكون وجوبا التدخل للتوجيه”.
وتابعت أنها تتمنى لابنتها “التألق وتحقيق كل ما تريد”، موجهة رسالة لأمهات وآباء الأبناء في نفس الوضعية أن يتعاملوا معهم بشكل “عادي وطبيعي كما لو أنهم أشخاص طبيعيون لا يواجهون وضعية إعاقة”، إذ أكدت أن كوثر “تابعت دراستها ابتداء من مرحلة الروضة إلى حدود الباكالوريا بشكل طبيعي”.
أما “محمد بوشفرة” والد التلميذة كوثر أكد أن “نجاح كوثر يدعو للفرح وأعطى إشارة إلى أن لديها قدرات وبفضل أساتذتها والطاقم الإداري والوسط العائلي وصلت لهذا المستوى”، متابعا أن محطتها الدراسية الجامعة قد تكون “الجامعة أو تكوين ما”.
وعن كوثر، تابع والدها أنها “تمتلك إصرارا وقدرات وعلمتنا التحدي” موجها رسالة للآباء والأمهات مفادها أن “شريحة الأشخاص في وضعية كوثر في حاجة للاهتمام منذ الطفولة، إذ يجب معاملتهم دون تمييز وعزل عن العالم الخارجي، كما هو الشأن بالنسبة لكوثر”، وبأن ما حققته من “فضل الله تعالى”.
