سياسة

بلوان: الخطاب حمل رسائل مبطنة للجزائر وأكد مفاوضات المغرب السرية مع إسبانيا

بلوان: الخطاب حمل رسائل مبطنة للجزائر وأكد مفاوضات المغرب السرية مع إسبانيا

قال حسن بلوان، الخبير المتخصص في العلاقات الدولية والصحراء المغربية،  إن الخطاب الملكي حافظ على  منوال “الجرأة والشجاعة في تناول المواضيع كما عهدناه سابقا على مستوى الشكل إلا أنه حاول التطرق إلى مجموعة من المواضيع الآنية المرتبطة بالمملكة وعلاقاتها الخارجية خاصة مع دول الجوار”.

ويرى بلوان في تصريح خص به “مدار21″، أن ذكرى ثورة الملك والشعب، هي مناسبة لإعادة التذكير بالتضحيات الجسام التي قام بها المغاربة من أجل وطنهم، والدفاع عن مصالحة، فضلا عن تذكير الأجيال بهذه الثورة ومواصلتها من منطلق “ثورة البناء والتشييد”.

ولفت الخبير الدولي، إلى أن من بين أهم المواضيع التي أفرد لها الخطاب الملكي حيزا كبيرا، هو تناوله بالتفصيل العلاقات المغربية الاسبانية، ذلك أنه “قطع الشك باليقين عندما أكد أن العلاقات ستعود قريبا وهو ما أعلن عنه عاهل البلاد بشكل صريح، عندما كشف عن إشرافه المباشر ومتابعته الشخصية لهذه المفاوضات والحوارات البناءة التي جرت بين البلدين مؤكدا بذلك ما تناولته عدد من المنابر الإعلامية والتقارير الصحفية التي قالت أن هناك مفاوضات ومحادثات سرية تجرى بين المملكتين”.

بلوان، يعتبر أن الخطاب الملكي جاء ليؤكد عودة العلاقات المغربية الاسبانية، ولكن وفق ” أسس وقراءات جديدة ومنطلقات جديدة خاصة وأنها ستراعي مصالح البلدين وعدم التعرض للشؤون الداخلية للبلدين على حد سواء ثم الابتعاد عن كل ما سيعكر صفو هذه العلاقات التي توصل دائما بالتاريخية”.

أما فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية المقبلة، فيرى بلوان أن الخطاب رغم الإشارات القليلة التي جاء بها في هذه المسألة إلا أنه اكد على أنها “ليست غاية وهدف في حد ذاته بل وسيلة من شأنها إفراز مؤسسات تقوم بتلبية مطالب المواطنين والدفاع عن الوطن والدولة المغربية وقت الأزمات والتهديدات خاصة وان المغرب يعيش الازمة الوبائية تزامنا مع الهجمة الشرسة من بعض الدول والمنظمات المعروفة بعدائها للمغرب، وهو السياق الذي تناول فيه الانتخابات مع التركيز على انها ستفرز مؤسسات قوية لتنزيل النموذج التنموي الجديد” يقول المحلل السياسي في حديثه لـ “مدار21”.

من جهة أخرى، يرى المتخصص في العلاقات الدولية، أن الخطاب حمل أيضا  “رسائل مشفرة وغير مباشرة، للجارة الجزائر والتي سماها بأعداء الوحدة الترابية في محاولتها ادخال الجمهورية الوهمية في خندقها” يقول بلوان مضيفا: ” هناك مجموعة من الرسائل المشفرة التي عبر عنها دون ان يسمي الأمور بمسمياتها، وهي رسائل تفيد بأن المغرب لا يستجدي الحوار عندما أطلق نداء اليد الممدودة بل انه سيبقى ملتزما دائما وابدا إلى مبادئه المرتكزة على حسن الجوار والتعامل البناء والدفاع عن مصالح الدول المغاربية لأن المغرب جزء لا يتجزأ من المغرب الكبير”.

وعرج بلوان، على الإشارة التي بطنها الخطاب بخصوص العلاقات المغربية الفرنسية مشيرا إلى أن الملك تعمد ذلك باعتبارها ” تقليدية وتاريخية”، ليؤكد اذن تشبث  المملكة بمبادئها ويعتبر ان الهجمات الشرسة التي يتعرض لها لن تزيده إلا إصرارا نحو البناء”.

وعدد الخطاب الملكي مجموعة من الأسباب التي دفعت ببعض الدول والمنظمات الى مهاجمة المغرب، “خاصة وأن له إرث تاريخي ثقيل جدا  باعتباره دول عريقة ومستقرة ويحظى بالأمان”، يقول بلوان، لافتا إلى أن “الدولة المغربية تربطها علاقات ثقة ومصداقية بمجموعة من الدول سواء الإقليمية او الدولية ومهما اجتهد أعداء الوحدة الترابية من المس بمصداقية المغرب فلن يتمكنوا من ذلك لأن المغرب له شبكة علاقات واسعة ويحظى بثقة الدول سواء الشركاء الاروبيين او الدوليين او الإقليميين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News