مجتمع

فرنسا تحت ضغط الانتقادات بسبب استمرار منع اللاعبين المسلمين من “كسر” صيامهم بالملاعب

فرنسا تحت ضغط الانتقادات بسبب استمرار منع اللاعبين المسلمين من “كسر” صيامهم بالملاعب

على عكس العديد من الاتحادات الأوروبية التي اختارت التكيف مع حاجيات لاعبي كرة القدم المسلمين، سَبَح الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عكس التيار بنهجه “المتشدد”، رافضا بشكل قاطع وقف المباريات للسماح للاعبين المسلمين بالإفطار.

وجاء في رسالة الاتحاد الفرنسي: “تم لفت انتباه الاتحاد لظاهرة توقف المباريات بعد الإفطار في رمضان. لا تتوافق هذه الانقطاعات مع أحكام قوانين الاتحاد الفيدرالي لكرة القدم”.

وأضافت: “الاتحاد وهيآته اللامركزية، تدافع عن القيم الأساسية، ويجب على الجمهورية الفرنسية أن تطبق الوسائل الكفيلة بمنع أي تمييز أو انتهاك لكرامة أي شخص، ولا سيما بسبب معتقداته السياسية والدينية”.

وأثار هذا القرار، الذي تناقلته وسائل الإعلام يوم الخميس الماضي، عقب تذكير الحكام بنظام الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بحظر فترات الراحة أثناء المباريات من أجل الإفطار، جدلا قويا في صفوف الرأي العام ولدى شخصيات مؤثرة من عالم كرة القدم وأنصار الأندية، الذين نددوا بعدم تسامح الاتحاد الفرنسي.

كما شجبوا هذا القرار “غير الإنساني” تجاه لاعبي كرة القدم المسلمين، مستنكرين أن فرنسا ترفض اتباع نماذج التسامح المتعددة للبطولات الأخرى في البلدان المجاورة، لاسيما إنجلترا، حيث تطلب هيئات التحكيم بوقف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز حتى يتمكن اللاعبون المسلمون من الإفطار، وهو نفس الإجراء الذي تتخذه ألمانيا وهولندا.

وفي هذا السياق، قال ديدييه ديغارد، مدرب نادي أولمبيك نيس، خلال مؤتمر صحفي: “نحن نعرف إنجلترا، ويجب الاعتراف بذلك فهم أكثر انفتاحا منا بشأن هذا الموضوع وكان الأمر دائما على هذا النحو”.

من جانبه، صرح لاعب الوسط المالي لنادي إفيرتون، أبدولاي دوكوري، لشبكة “بي بي سي” البريطانية: “ولدت في فرنسا وعملت هناك، لكن هناك فرق كبير بين فرنسا وإنجلترا، فالبريطانيون يقدمون خير مثال على التسامح”.

وعلى إنستغرام، كتب لاعب منتخب فرنسا، لوكاس ديني: “في عام 2023، يمكننا إيقاف المباراة لمدة 20 دقيقة لاتخاذ القرارات، ولكن ليس دقيقة واحدة لشرب الماء”.

الدولي الفرنسي، مثل كثيرين غيره، لا يفهم هذا القرار الذي يبدو “من حقبة عفا عنها الزمن”.

كما أبدى الدولي السنغالي السابق، ديمبا با، رأيه عبر “تويتر”، حيث استنكر مهاجم تشيلسي السابق استبعاد مدرب “إف سي نانت”، أنطوان كومبوار، للاعب بعد رفضه تأجيل صيامه في يوم المباراة.

ويقول العديد من الحكام إنهم لم يواجهوا أي مشاكل مع لاعبي كرة القدم المسلمين خلال شهر رمضان، مؤكدين أنهم لم يفهموا السبب وراء رفض إعطاء استراحة للسماح للاعبين بالإفطار.

في هذا الصدد، قال الحكم إلياس ناصيف، في تصريح لإذاعة “إر إم سي سبورت” الفرنسية: ”بالطبع لن نأخذ خمس دقائق في المباراة، هذا لن يكون منطقيا، لكن استراحة خفيفة تستغرق 30 ثانية أو دقيقة على الأكثر لشرب شيء ما وتناول القليل من الطعام، لا توجد مشكلة”.

كما تعرض قرار الاتحاد الفرنسي لانتقادات في ملاعب أوروبا، لاسيما خلال المباراة بين باريس سان جيرمان وأولمبيك ليون على ملعب بارك دي برانس، حيث رفع أنصار نادي باريس لافتة تحمل رسالة “تمر وكوب من الماء.. كابوس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم”.

وبهذه اللافتة، ينضم مشجعو النادي الباريسي إلى شخصيات كرة القدم وملايين مستخدمي الإنترنت الذين يواصلون انتقادهم بشدة للقرار “غير العادل” للاتحاد الفرنسي لكرة القدم بمنع اللاعبين المسلمين من أخذ استراحة قصيرة للإفطار.

كما أعرب بعض لاعبي كرة القدم عن رغبتهم في ترك المنتخب الفرنسي “إذا لم تحترم حقوقهم الدينية”.

الاتحاد الفرنسي، دافع عن قراره بلسان إريك بورغيني، رئيس اللجنة الفيدرالية للحكام، الذي قال إن “الفكرة هي أن هناك وقتا لكل شيء. وقت لممارسة الرياضة، وقت لممارسة الطقوس الدينية”.

واعتبر بورغيني، عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، أن الأمر يتعلق ببساطة “بالتطبيق الدقيق للمادة الأولى من النظام الأساسي للاتحاد بشأن المطالبة باحترام مبدإ العلمانية في كرة القدم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News