رياضة

من سيحظى بشرف ترؤس لجنة ترشح المغرب لاستضافة مونديال 2030؟

من سيحظى بشرف ترؤس لجنة ترشح المغرب لاستضافة مونديال 2030؟

تزداد حدة التكهنات منذ إعلان المغرب رسميا انضمامه إلى الملف المشترك لإسبانيا والبرتغال للترشح لتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقررة سنة 2030، حول خليفة مولاي حفيظ العلمي في رئاسة لجنة الترشح المغربي، بعدما كان الأخير على رأس ملف مونديال 2026.

ورغم أن الضغوط في الترشح الحالي ستكون أقل، كون الملف سيكون مشتركا بين ثلاثة بلدان، من المنتظر أن يعين الملك محمد السادس رئيسا من “الوزن الثقيل” للإشراف على الملف المغربي والتنسيق بين جميع القطاعات المهنية من جهة، وإسبانيا والبرتغال من جهة ثانية، لإعداد ملف متكامل قادر على إنهاء انتظار طال قرابة 30 عاما لاستضافة أكبر تظاهرة كروية عالمية بالأراضي المغربية.

وتنصب الترشيحات في الوقت الحالي على ثلاثة شخصيات وازنة بالمغرب، ويتعلق الأمر بياسين الزناكي، وزير السياحة السابق والمستشار الملكي الحالي، ومصطفى التراب، المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، وطارق السجلماسي، الرئيس السابق لمجلس الإدارة الجماعية للقرض الفلاحي للمغرب.

الزناكي.. الفتى الذهبي

لعبت خبرته في الشؤون المالية وشبكة علاقاته العميقة في دول الخليج دورا حساما في انضمام ياسر الزناكي إلى القصر لشغل منصب مستشار ملكي، منذ دجنبر 2011 وسنّه لا يتجاوز 41 عاما.

تولى ياسر الزناكي في منصبه الحالي مهمة ترتيب الشراكات مع أصدقاء المغرب ومراقبة عن كثب المشاريع الهيكلية للمملكة في قطاع السياحة، وهو مجال استراتيجي ومهم يَخبُره جيدا، فقد كان مديرا للنشاط التجاري لـ”دويتشه” بنك في لندن، قبل أن يُعيّن وزيرا للسياحة في عهد حكومة عباس الفاسي بين عامي 2010 و2011.

وفي حقبته الوزارية، أطلقت وازرة السياحة خطة رؤية 2020 التي تهدف إلى مضاعفة عدد زوار المغرب في مطلع العقد، وإنشاء صندوق وصال كابيتال، وهو أداة استثمار سياحي بقيمة 2.5 مليار يورو، إذ تمكن “الفتى الذهبي”، كما وصفته “جون أفريك”، من جمع أربعة من أكبر صناديق الثروة السيادية في دول الخليج.

وتابع الزناكي دراساته العليا بباريس، وهو مهندس متخصص في الذكاء الاصطناعي، وقد بدأ مسيرته المهنية سنة 1995 مهندسا ماليا بالشركة العامة بباريس، المتخصصة في نمذجة وتثمين المنتجات المالية المشتقة من النسب.

وشغل صاحب الـ53 عاما منصب متعامل في مجال المنتجات المالية المشتقة من النسب بالشركة العامة بباريس، ثم نائبا للرئيس والمدير المكلف بتجارة المنتجات المالية المشتقة من النسب بالشركة العامة بلندن، ثم مديرا مكلفا بالتحكيم التجاري بالبنك الألماني بلندن.

وأسس الزناكي مجموعة “سيينا” بلندن، وهي شركة متخصصة في الاستثمار السياحي أحدثت لمواكبة الدينامية الاقتصادية بين المملكة المغربية والحي المالي بلندن.

ومما لا شك فيه، أن ثقة العاهل المغربي، إضافة إلى كفاءته وخبرته في المجال السياحي، إضافة إلى شبكة علاقاته الخارجية، ستجعل الزناكي أحد الأسماء البارزة من أجل قيادة الحلم المغربي، إلى جانب الجارين إسبانيا والبرتغال، لاستضافة نهائيات كأس العالم سنة 2030.

التراب.. رجل ظل بصيت عالمي

ويعد مصطفى التراب، المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، من بين المرشحين لقيادة الملف المغربي، فالكفاءة والصرامة والنزاهة الأخلاقية التي يمتاز بها، جعلته واحد من المسؤولين المغاربة القلائل الذين يتردد صيتها عالميا.

ولد مصطفى التراب عام 1955 بالعاصمة العلمية فاس. حاصل على دكتوراه الدولة في البحوث التشغيلية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بكامبردج بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1990، والماجستير في الهندسة من نفس المعهد (1982). كما يحمل مصطفى التراب تخصصًا شهادة من المدرسة الوطنية للقناطر والطرق في باريس (1979).

وكان أيضا أستاذا مساعدا وباحثًا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من شتنبر 1986 إلى غشت 1989 ومستشارا في مختبر درابر في كامبريدج بماساتشوستس من شتنبر 1989 إلى يوليوز 1993، وشغل أيضا منصب أستاذ مساعد في معهد “رينسيلير بوليتيكنيك” في نيويورك، في أقسام علوم النظم الهندسية والهندسة المدنية والبيئية.

في عام 1992، تم تعيين مصطفى التراب مكلفا بمهمة في الديوان الملكي، وتم قبل أن ينصب، في 9 فبراير 1998، مديرا عاما للوكالة الوطنية لتنظيم الاتصالات “ANRT” ومنه تولى إدارة برنامج “المعلومات من أجل التنمية”.

وشغل ابن العاصمة العلمية منصب أخصائي رئيسي في الأنظمة بالبنك الدولي من أبريل 2002 إلى فبراير 2006، عندما عينه الملك محمد السادس، مدير عاما للمكتب الشريف للفوسفاط في 15 فبراير 2006.

وسنة 2019، أصبح التراب أول مسؤول إفريقي يتولى رئاسة للاتحاد الدولي للأسمدة، الذي يضم 480 عضوا متخصصا في صناعة الأسمدة يمثلون 68 بلدا.

رجل كفاءة وخبرة، يعشق التحديات، تمنحه شبكة علاقاته المتفرعة نفوذا يوظفه لصالح بلده، ما يجعله يُنافس بقوة على رئاسة لجنة ترشح المغرب لتنظيم المونديال. وتؤكد مجلة “جون أفريك” أن التراب “يتوفر على شبكة علاقات كبيرة في بلد العم سام (أمريكا) بفضل شركات الضغط، مثل صندوق مارشال الألماني، الذي يرأسه صديقه كريج كينيدي”.

صاحب الـ68 عاما أكد كفاءته وأهليته بالمنصب الذي يشغله حاليا منذ تعيينه فيه، فقد تمكن من تحويل المكتب الشريف للفوسفاط من شركة مثقلة بالديون وغارقة في الخسارة لحد كبير، إلى مؤسسة رائدة على مستوى العالم، ومربحة للغاية من الناحية الاقتصادية”، وفق ما ورد في كتاب بعنوان “الطموح في قلب التحول: درس إداري من الجنوب” من تأليف باسكال كروسيت.

السجلماسي.. كفاءة بعيدة عن الأضواء

ثالث والمرشحين هو طارق السجلماسي، الرجل الذي حظي بثقة الملك محمد السادس طيلة 20 عاما على رأس القرض الفلاحي للمغرب.

ولد طارق السجلماسي في 1 دجنبر 1963 في الرباط. والده كان سفيرا، ونظرا لطبيعة عمله، اضطر للعيش متنقلا بين الجزائر وموسكو وكوبنهاغن.

في عام 1981، حاز شهادة البكالوريا، قبل أن يلتحق بالأقسام التحضيرية بثانوية “سانت جينيفييف”، وبعد ذلك بعامين، تم قبوله في المدرسة العليا للدراسات التجارية بباريس، وقبل أن يتخرج منها عيّن في عام 1986 بالبنك التجاري المغربي نائبا للمدير المسؤول على المجموعات الصناعية الكبيرة، وهو المنصب الذي شغله لمدة 6 سنوات، حتى عام 1992.

شارك السجلماسي بشكل كبير في قطاعي الائتمان والتجارة، وكان أيضا عضوا في لجان مختلفة، التوظيف، الجودة، الشؤون الداخلية، وسكرتارية مجلس الإدارة. في أول تجربتين في مهنته الأساسية، شغل السجلماسي منصب المدير العام لمجموعة من الشركات الصناعية لمدة 8 سنوات، وخلالها أثبت كفاءته وخبرته بتنفيذ العديد من برامج الاستثمار وقام بفتح رأسمال الشركات أمام الاستثمارات الأجنبية.

تكمن قوة السجلماسي في نجاحه في التوفيق بين مهمة الخدمة العامة للبنك والربح، هذا التوازن المحفوف بالمخاطر، استثمره عند توليه رئاسة المجلس التنفيذي للقرض الفلاحي منذ سنة 2003، وهي فترة عرفت فيها المؤسسة البنكية طفرات في رقم معاملاتها، وكذا توسع دائرة أعمالها، وتجديدا في وسائل واستراتيجيات خدماتها.

وتمكن صاحب الـ60 عاما، في 20 سنة قضاها داخله، من جعل القرض الفلاحي للمغرب متجذرا بقوة في المجال القروي خدمة لفلاحين الصغار والمتوسطين، كما منحه هالة دولية بفضل العديد من الجوائز التي فاز بها على غرار جائزة “غرين مايند” سنة 2014؛ وأفضل مؤسسة لتمويل التنمية في إفريقيا سنتي 2014 و2017؛ وثالث أفضل مؤسسة مالية وتنموية في إفريقيا (تمويل الفلاح – 2017) ؛ جائزة التجارة وجائزة التميز (2014)، وشهادة الحملة الذكية في تمويل الفلاح؛ وجائزة “أفضل بنك مسؤول اجتماعيا لسنة 2017، وجائزة STP 2017 ، وكأس الشمول المالي (GCAM – 2018).

دخوله خانة المرشحين لقيادة لجنة الترشح لاستضافة كأس لعالم لم يأت اعتباطيا، فالسجلماسي ليس غريبا عن المشهد الكروي المغربي والإفريقي، لكنه يجب العمل بعيدا عن الأضواء، فالرجل يشغل منصب رئيس لجنة الحكامة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إضافة إلى اختياره لقيادة لجنة المراقبة والتدبير والمطابقة داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم منذ سنة 2020 بعد منافسة قوية مع مصر وتونس على المنصب.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. للإشارة مصطفى التراب من مواليد العاصمة الإسماعيلية مدينة مكناس وليس مدينة فاس كما جاء في تقريركم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News