زيارة توريس تتوج بإطلاق رحلات جوية وخط بحري وعين المغرب على دعم الكناري للحكم الذاتي

توجت الزيارة التي يقوم بها أنخيل فيكتور توريس، رئيس الحكومة الإقليمية لجزر الكناري، في يومها الأول، بالتزام لإطلاق ثلاث خطوط جوية بين الجزر والمغرب إضافة إلى إعادة تشغيل خط بحري موقوف منذ 2008، في وقت يراهن المغرب على انضمام الكناري إلى الموقف الذي عبرت عنه الحكومة الإسبانية المركزية بدعم السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.

وأعلن رئيس حكومة جزر الكناري ، أنخيل فيكتور توريس، الأربعاء بالرباط، عن إطلاق ثلاثة خطوط إضافية للربط الجوي بين المغرب وجزر الكناري و”التزام” المغرب باستئناف الخط البحري بين طرفاية وفويرتيفنتورا، الذي سبق إغلاقه في عام 2008، وفق ما أكدته وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”.

وفي حديثه للصحفيين في السفارة الإسبانية بالرباط خلال اليوم الأول من زيارته للمغرب، أكد توريس، وفق المصدر نفسه، أنه تم الاتفاق مع الحكومة المغربية على أن شركة بينتر ستطلق ثلاث خطوط جديدة بين الأرخبيل ومدن طنجة المغربية الصويرة وأكادير، اعتبارًا من يوليوز، مشيرا أيضا إلى أن استعادة الخط البحري بين طرفاية وفويرتيفنتورا، الذي أغلق عام 2008 بعد أن جنحت سفينة عند مخرج المدينة الساحلية المغربية، كانت موضوع مناقشىة، مؤكدا “التزام المملكة المغربية وحكومة جزر الكناري بإعادة تفعيل الخط المذكور”.

وأوضح أن هناك شركات كنارية مهتمة بتشغيل الخط البحري، مما سيسمح لها بالبدء “في أقرب وقت ممكن”، مصرا على أن “هناك إرادة” لاستئنافه، وأنه تم تقديم مناقصة مع شركات مغربية للقيام بذلك وتركت فارغة والآن تم فتحها حتى تتمكن الشركات التي ليست من ذلك البلد من تشغيل الخط، مضيفا أن حكومة جزر الكناري مستعدة للبحث عن خطوط الدعم حتى تصبح حقيقة واقعة.

وقال الرئيس الكناري بعد أن سلط الضوء على أن زيارته للمغرب تأتي في أوقات “جيد”، بعد الأزمة الثنائية التي انتهت قبل عام مع دعم إسبانيا للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، إنه “عندما تكون العلاقات بين الحكومتين جيدة، فهذا أمر جيد لجزر الكناري؛ وعندما لا تكون جيدة، فإن جزر الكناري هي واحدة من أكثر الأماكن تضررا”.

والدليل على ذلك، وفقًا لتوريس، أنه في الأشهر الأولى من هذا العام، انخفض تدفق الهجرة إلى جزر الكناري بنسبة 60٪ مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

وأوضح بلاغ لرئاسة الحكومة المغربية أن هذه الزيارة تندرج في إطار مواصلة الدينامية الإيجابية، التي أطلقها انعقاد الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى المغرب-إسبانيا شهر فبراير الماضي في الرباط، برئاسة عزيز أخنوش، ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز.

وأضاف المصدر ذاته أن الزيارة تفتح أيضا الباب أمام الحكومات الإقليمية في إسبانيا، للانخراط في تكريس الموقف الإيجابي للحكومة المركزية في مدريد بشأن القضية الوطنية، والذي يؤكد وجاهة مخطط الحكم الذاتي، باعتباره الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وتابع البلاغ أن الطرفين أشادا في هذا اللقاء، بالتنسيق المشترك بين المغرب وإسبانيا في ملف الهجرة ومحاربة شبكات الاتجار بالبشر، مشيرا إلى أن اللقاء شكل مناسبة لبحث سبل الشراكة والتعاون بين جزر الكناري، ومختلف أقاليم المملكة المغربية.

ورحب رئيس الحكومة – يضيف البلاغ- بمتانة العلاقات الثنائية بين المغرب وجزر الكناري، موضحا أن الروابط التاريخية والقرب الجغرافي بين الجانبين تفتح أمامهما آفاقا واعدة للشراكة الاقتصادية.

كما نوه أخنوش بالمقاولات الكنارية المستقرة في المغرب، والتي تهتم بالإمكانيات الكبيرة المتاحة بالمملكة في قطاعي السياحة والطاقات المتجددة، لافتا إلى أن هذه الشراكة الاقتصادية الثنائية يمكن أن تتعزز على مستوى مجموعة من المجالات منها تحلية مياه البحر والسياحة.

وبدأ توريس اليوم زيارته للمغرب على مدى يومين بالرباط بلقاءات مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ورئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، ورئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، ووزير النقل واللوجستيك محمد عبد الجليل.

ويرافقه في هذه الزيارة وزراء الاقتصاد والمعرفة والتوظيف، إيلينا مانيز، ووزيرة الانتقال البيئي ومكافحة تغير المناخ والتخطيط الإقليمي ، خوسيه أنطونيو فالبوينا ، الذين التقوا في الرباط مع نظرائهم الوزراء المغاربة، إضافة إلى عدد من المستشارين ورجال الأعمال من الجزر من قطاعات مثل البحرية أو الأغذية الزراعية أو العقارات أو تكنولوجيا المعلومات أو الصناعة الكيميائية، في زيارة ركزت على الجانب الاقتصادي والتجاري وجدول الأعمال المؤسسي.

ومن المقرر أن يحل رئيس جزر الكناري، اليوم الخميس، بالدار البيضاء لحضور حدث أعمال كناري-مغربي الذي تنظمه جمعية أرباب العمل المغربية والمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني.