سياسة

مؤتمر جبهة البوليساريو الانفصالية يُعريّ تشرذمها ومصير “دمية الكابرانات” غالي بيد استخبارات الجزائر

مؤتمر جبهة البوليساريو الانفصالية يُعريّ تشرذمها ومصير “دمية الكابرانات” غالي بيد استخبارات الجزائر

انقسام مستمر في صفوف جبهة البوليساريو الانفصالية تزامنا مع تمديد مؤتمرها السادس عشر لذي ينعقد تحت رعاية الجزائر، خاصة عقب إفلاس خيارات التصعيد التي انتهجتها البوليساريو بالأشهر القليلة الماضية، وهو ما يعزز تحكم كابرانات الجارة الشرقية في مصير ابراهيم غالي ورفاقه.

واعتبر رئيس المرصد الصحراوي، محمد سالم عبد الفتاح، أن الخلافات والانقسامات التي طفت إلى السطح في مؤتمر البوليساريو الأخير، في حقيقة الأمر تعود جذورها إلى أزمة المشروعية والتي نجم عنها ضعف التعبير السياسي من طرف البوليساريو نتيجة الانهزامات والانكاسارات والانتكاسات المتتالية المرتبطة بتطورات ملف قضية الصحراء، لاسيما مع الانتصارات التي بات يحققها المغرب وأساسا بفشل الدعاية الحربية منذ أن راهنت البوليساريو على ما تسميه العودة للكفاح المسلح، وتنصلها من اتفاق إطلاق النار، مما جعل دعاية الجبهة مكشوفة ومفضوحة بالنسبة لقواعدها السياسية.

وقال عبد الفتاح في تصريح لجريدة “مدار21” إن جماعة بوليساريو الانفصالية اليوم باتت تراهن بشكل كبير على إعمال العصبيات والقبلية والحشد والتأطير القبلي نظرا لضعف عقيدتها السياسية وترهل تنظيمها السياسي وضعف قدرتها على التأطير تزامنا مع هذه الانتهاكات والانكسارات التي تتلقاها في الآونة الأخيرة.

ويرى رئيس المرصد أن الضعف والشغور في زعامة البوليساريو، بات واضحا، خاصة منذ افتضاح تهريب زعيمها إلى إسبانيا وكشف ماضيه الإجرامي بعد المتابعات القانونية التي كان عرضة لها بالقضاء الإسباني، والتي همت تهما ثقيلة تتعلق بالقتل خارج القانون والاختطاف والتعذيب والاغتصاب، “وبالتالي تداول الماضي الإجرامي لقادة البوليساريو يعمق مشكل الزعامة، خاصة في ظل غياب بديل بحكم أن معظم قيادات البوليساريو متورطة في انتهاكات وجرائم حقوق الإنسان.. ومعظها بات موضوع متابعة قانونية لدى القضاء الدولي” يضيف الخبير.

كما أشار المتحدث ذاته أن ارتباط العناصر القيادية بمختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية الجزائرية يؤدي بانعكاس صراع الأجنحة داخل النظام الجزائري على الوضع الداخلي في تندوف، حيث يعمق صراع الأجنحة حالة التشردم والانقسام والتفكك التنظيمي في البوليساريو، وبالتالي ينتج حالة من توزع القرار التنظيمي داخل البوليساريو.

كما أبرز أن ما يزيد من حالة الانقسام أيضا هو تعارض المصالح المرتبطة بالتنافس على المواقع المدرة للتربح والثروة والاغتناء، مشيرا إلى أن أهم الخلافات في مؤتمر البوليساريو الحالي تدور رحاها حول الصراع حول المواقع المتعلقة بتدبير مخازن السلاح وخطوط الإمدادات العسكرية وأيضا مخازن المساعدات الإنسانية والأدوية بحكم ارتباط هذه المواقع بالأنشطة غير القانونية المتعلقة بتهريب المساعدات والمواد الغذائية والمحروقات وغيرها، مما يؤدي إلى تغلغل عصابات الجرائم المنظمة بمخيمات تندوف وتغلغل الجماعات المسلحة بحكم ارتباط هذه الجماعات المنتشرة بخطوط إمداد تتعلق أساسا بمخازن البوليساريو.

وبخصوص مستقبل ابراهيم غالي على رأس الجبهة الانفصالية، قال رئيس المرصد الصحراوي إن القرار يبقى بيد الأجهزة الأمنية العسكرية الجزائرية، “التي رغم اختلافها وتعدد رؤاها وانعكاس صراعها داخل تدبيرها لقضية الصحراء إلا أنها تتفق دائما على اختيار الزعامات الضعيفة واختيار العناصر القيادية التي لا تتمتع بأي من أشكال الكاريزما أو الحضور أو القوة الشخصية، نظرا لحاجتها للتحكم في تلك القيادات”.

واستشهد بما حدث مع مؤسس البوليساريو الوالي مصطفى السيد في منتصف سبعينيات القرن الماضي وبداية تجربة البوليساريو حين تم إقصاؤه واستهدافه حتى انتهى به الأمر مقتولا في ظروف غامضة، مذددا على أن رهان الأجهزة الاستخباراتية الجزائرية يبقى دائما على العناصر الموالية لها، وتكون إما عناصر جزائرية (منتمية لمناطق جنوب شرق الجزائر) أو عناصر لديها خلفيات اجتماعية في عمق الجزائر.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. ستبقى كلمة الحسم عند جنيرالات الجزائر
    و المحتجزون أو ما تبقى منهم يعيشون أوضاعا مأساوية بل مبكية
    تحقيق قامت به الصحافية الإسبانية Patricia
    https://youtu.be/34dR4HRxmzk
    تحياتي لك
    كل التوفيق في مطبهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News