“المثلية الجنسية” و”الاتجار بالبشر”.. أبرز “تيمات” السينما المغربية في 2022

تطرقت السينما المغربية، خلال السنة الجارية، إلى “تيمات” متنوعة ومتعددة، إذ اختار المخرجون المغاربة تناول ظواهر وقضايا اجتماعية ونفسية وثقافية وغيرها في أفلامهم، برؤى مختلفة، لامست المشاكل التي يعانيها المجتمع وأفراده، بل تجاوزت ذلك إلى طرح مواضيع “جريئة”.

الصراع النفسي

يسافر فيلم “جرادة مالحة” لمدة ساعتين وخمس دقائق، بالمشاهد إلى عالم بطلته رانيا، التي تتخبط في الحياة بين الحقيقة والوهم، بسبب صراع نفسي فرض عليها بفعل فاعل مجهول.

وتدور أحداث الفيلم حول فتاة تدعى”رانيا”، وهي شابة في الثلاثينات من عمرها تصطدم مع زوجها في صراعات دائمة، بسبب الشك والغيرة، ويعالج الفيلم أيضا موضوع الصراعات النفسية.

الفيلم يرصد محاولات رانيا المتعددة للعودة إلى حياتها الطبيعية، في وقت تتم السيطرة عليها، والحكم عليها بالعيش تحت إشراف الآخر المجهول ورغبته، في مقارنة مع واقع الإنسان الذي بدوره يعيش بشكل عام مسيرا داخل المنظومة التي يوجد فيها، مضيفا: “نحاول بسط كيفية مواجهة أي شخص يتم الحد من حريته وتقييدها، والتحكم في عقله، ورانيا هنا نموذج للمقاومة والبحث عن ذاتها”.

الحياة الافتراضية

أما فيلم “سطوري” فينقل وقائع عن مشاهير السوشل ميديا، وتفاصيل حياتهم اليومية أمام الكاميرا وخلفها في قالب درامي اجتماعي، جسدت بطولته المؤثرة المغربية أسماء العمراني.

ويقرب الفيلم المذكور، المشاهد من حياة مشاهير الويب بين الحقيقة والواقع المزيف الذي يبث عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مسلطا الضوء على الجانب المظلم في يومياتهم.

وفي حديثها إلى مدار21 حول هذا الفيلم، أشارت العمراني، إلى أن حياة المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي ليست حقيقية مئة في المئة، خاصة أولئك الذين يسوقون لحياة مثالية خالية من المشاكل والصعوبات، مبرزة أن معظمهم يعاني في الكواليس ويرافقهم التوتر بحكم طبيعة المجال.

هوس الشباب بالهجرة

يحكي فيلم “كرين كارد” عن  قصة شابين يحلمان بالهجرة نحو الولايات المتحدة الأمريكية، فيقرران اللجوء إلى حيلة لتحقيق رغبتهما، إذ يتنكر أحدهما (عزيزي) في زي امرأة، ظنا منهما أنهما يستطعان تحقيق حلم السفر نحو أمريكا.

وجرى تصوير العمل المثير للجدل أواخر سنة 2019، وهو من بطولة فيصل عزيزي وهاشم البسطاوي، الذي اعتزل المجال الفني السنة الماضية، وعزيز الحطاب وغيرهم، ومن إخراج هشام الركراكي، وتصوير عبد الرفيع العبديوي.

التطرف الديني

يناقش فيلم “الإخوان”، وهو كوميديا اجتماعية، موضوعا حساسا في قالب يمزج بين التراجيديا والكوميديا، يحكي قصة 3 أصدقاء ينحدرون من حي صفيحي بالدار البيضاء، كل شخص منهم له قصته الفرعية، غير أنهم سيفكرون يوما ما في خلق “البوز” عبر تصوير فيديو للترفيه فيما بينهم، قبل أن يقرروا عدم عرضه، إلا أن سيتم تسريبه عبر الأنترنت ليكون سببا في إصدار مذكرة بحث أمنية عنهم.

ويجمع هذا الفيلم السينمائي الجديد نخبة من الممثلين ينتمون لأجيال مختلفة، وهو عبارة عن بطولة جماعية، بين كل من “طاليس”، والفنانين الرواد فضيلة بن موسى، وعبد اللطيف خمولي، وراوية، وفاطمة بوشان، وصلاح الدين بنموسى، إلى جانب أعضاء مجموعة “إيموراجي” من بينهم، الثنائي الكوميدي سعيد ووديع، ورشيد رفيق، ومحمد باسو، أيوب إدري، كريمة أولحوس، ومايا في أول تجربة لها سينمائية، ويوسف أوزيلال الشهير بـ”فاطمة التاويل”.

الاتجار بالبشر

يسافر فيلم “السلعة” صنف الكوميديا السوداء بالمشاهد في رحلة تبسط معاناة مهاجرين من جنوب الصحراء يقعون ضحية عصابة إجرامية تتجار في الأعضاء البشرية تجهض أحلامهم في نيل فرصة الوصول إلى الضفة الغربية بحثا عن العيش الكريم.

وينقل هذا الفيلم معاناة أشخاص رغبوا في تغيير وضعهم الاجتماعي والاقتصادي بالهجرة نحو الضفة الأوروبية، لتنطفئ شمعة أحلامهم بعد وقوعهم في يد عصابة إجرامية تمتهن الاتجار بالأعضاء البشرية.

الاكتئاب

يتناول فيلم “جبل موسى”، المقتبس من رواية تحمل الإسم نفسه، للكاتب عبد الرحيم بعير، قصة بطل يفقد الثقة والرغبة في الحياة، في سياق ظروف درامية معينة، إذ يصبح غاضبا من الجميع، باستثناء والدته.

وتسير الأحداث في اتجاه إيجاد البطل للصفاء واليقين، بعد لقائه بـ “مروان” (أستاذ الفلسفة) الذي يبدو أنه لا يفكر في حياته فلسفيا بقدر بحثه عن الاستقرار الاجتماعي.

ويذهب الفيلم بمشاهده في رحلة طويلة تقوده من الشك إلى الحقيقة.

ويضم الفيلم الروائي الطويل “جبل موسى”، ثلة من الأسماء الفنية المغربية، من قبيل يونس بواب وعبد النبي البنيوي والسعدية أزكون وحسن فلان وسهام أسيف.

قيمة التعايش

يناقش الفيلم السينمائي “سيڭا”، على امتداد ساعتين ونصف، العلاقات المتينة التي تربط بين سكان شمال وجنوب المملكة المغربية، إذ يستند المخرج ربيع الجوهري على وثائق تاريخية تشير إلى استمرارية التعايش بين هؤلاء إلى حدود الوقت الراهن.

واعتمد الجوهري في حوار فيلمه السينمائي على اللغتين العربية والأمازيغية واللهجة الحسانية، فضلا عن اللغتين الفرنسية والإسبانية في حوارات الفيلم.

وأسند أدوار شريطه لممثلين من شمال وجنوب المملكة، منهم الحسين بوحسين وفاطمة وشاي وسيدي أحمد شكاف وفضيلة الهامل ومصطفى التوبالي، ومصطفي الزغاري، إضافة إلى حمادة أملوكو وسارة الدرويش ومحمد بهياج والتهامي الهاني، والفنان حسن الخيام الذي وافته المنية أخيرا، أما الإنتاج فهو لمصطفى بوحلبة.

أساطير مغربية

اعتمد المخرج طلال السلهامي في فيلمه السينمائي “عاشوراء” على التقاليد المغربية المتجذرة، من خلال قصة 4 أطفال يلهون بلعبة لتخويف بعضهم بعضا، فيتوجهون إلى منزل يزعم أنه ملعون، ليختفي أحدهم في ظروف غامضة.

يعمل الناجون الثلاث على نسيان هذا الحادث، حتى ظهر الطفل المختفي سمير بعد 25 سنة، حينها بات يتعين على المجموعة أن تلتف مجددا لمواجهة أسطورة مغربية رهيبة.

وقام بتشخيص أدوار فيلم “عاشوراء”، فريق من الممثلين المكون من صوفيا مانوشا ويونس بواب وإيفان كونزاليز وعمر لطفي. أما إنتاج الفيلم فهو للمياء الشرايبي.

“المثلية الجنسية”

يرصد فيلم “القفطان الأزرق” مكافحة بطله من أجل إنجاح تجارته المتعلقة بالخياطة التقليدية، في ظل غزو ماكينات الخياطة، ويحرص على أدق التفاصيل في حياكة الأثواب والأقمشة وهو الحرص الذي يثير إعجاب “يوسف”.

وينطلق الفيلم بالتقاط نظرات مشفرة لحليم تجاه الشاب “يوسف” الذي يعمل بمحله في أثناء حياكة قفطان أزرق، وتفاصيل الإغواء البطيء بينهما في نقل مباشر للتفاصيل الحسية التي ترمز للمشاهد الأكثر الموجودة في العديد من أفلام مجتمع الميم (LGBT).

ويحاول الفيلم إثارة تعاطف الجمهور مع حليم، الذي أجبر على قمع هويته الجنسية الحقيقية طوال سنوات، رغم أن زوجته قد تكون محل حصد الكثير من التعاطف.

ويظهر “حليم” في أحد المشاهد يتسلل إلى حمام محلي يمثل طريقة سرية لممارسة الجنس مع رجال آخرين خلف أبواب مغلقة.