على مدى 3 أيام.. خبراء يناقشون سبل الحد من المخاطر الصحية بإفريقيا في مناظرة بمراكش

انطلقت، عشية اليوم الأربعاء، بمدينة مراكش، أشغال الدورة الأولى للمناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية، التي تنظم على مدى ثلاثة أيام تحت رعاية الملك محمد السادس، بحضور 40 دولة، ومشاركة خبراء ومسؤولين وشخصيات بارزة على المستوى الدولي، بهدف مناقشة التحديات التي يواجهها حقل الصحة بالقارة الإفريقية، وكذا تبادل الأفكار والخبرات بين مختلف الأطراف.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، الذي تشرف على تنظيمه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشراكة مع كل من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وجمعية طب الإدمان والأمراض ذات الصلة، بإلقاء الوزير خالد آيت الطالب الرسالة الملكية التي وجهها الملك محمد السادس للمشاركين في هذه القمة.
وبهذه المناسبة، قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في تصريح على هامش هذه المناظرة، إن الرسالة الملكية الموجهة إلى القارة الإفريقية ووطننا تبرز أهمية خيارات بلادنا في التغطية الصحية والدعم، وكذا ورش الحماية الاجتماعية، بفضل رعاية صاحب الجلالة، الذي خاض فيه المغرب أشواطا كبيرة، ويمكن اليوم أن تقاسمه مع القارة الإفريقية.
وأكد أخنوش أن هذه المناظرة ستكون مناسبة لنقاش تحديات مخاطر الأمراض الصحية للوصول إلى مخرجات هذا الأسبوع، مشيرا إلى وزير الصحة خالد آيت طالب يقوم بعمل كبير كي يصبح المغرب نطاقا إفريقيا في الصحة من خلال الاشتغال مع عدد من الشركاء والبلدان، من أجل معالجة مشاكلنا الصحية.
بدوره، وصف وزير الصحة خالد آيت الطالب هذا الملتقى المتعلق بالحد من المخاطر الصحية بالفريد من نوعه على المستوى العالمي، مبرزا أن هذه المناظرة الخاصة تجمع أكثر من 40 دولة من القارة الإفريقية .
وشدد آيت طالب، في تصريحه، على أهمية الرسالة الملكية، التي وجهها الملك محمد السادس على خلفية احتضان المغرب للملتقى الإفريقي الأول للحد من المخاطر الصحية.
وأضاف وزير الصحة، في تصريحه للجريدة، أن هذه الرسالة حملت في طياتها مناشدة للقارة الإفريقية من أجل العمل يد في يد، لا سيما أننا استخلصنا مجموعة من الدروس والعبر من جائحة كورونا، مبرزا أنه من الضروري أن تعرف القارة الإفريقية بعض الصعوبات التي لايمكن لأي دولة لوحدها أن تتغلب عليها سواء على المستويين الاجتماعي او الاقتصادي، وكذا البيئي والصحي.
وأشار آيت الطالب إلى أن السيادة الصحية غير مرتبطة بالقطاع الصحي وحده، بل تتعلق أكثر بالقطاعات الأخرى، ومن هنا جاء الحديث عن المخاطر الصحية والحد منها.
وأكد المتحدث عينه أن مناظرة اليوم ورسالة صاحب الجلالة تقتضيان ضرورة العمل يدا في يد من أجل الوصول إلى رقي القارة الإفريقية على صحيا واقتصاديا وبيئيا وإنسانيا.
وشدد آيت الطالب على أن الملتقى ستتمخض عنه مجموعة من التوصيات التي تتعلق بالمخاطر الصحية على المستوى القاري، والتي سيشرف عليها عدد من الخبراء، الذين سيجتمعون خلال الأيام المقبلة.
من جانبها، أفادت المديرة العامة لليونيسكو، أندرى أزولاي، في مداخلة لها خلال هذا المؤتمر، بأنه إذا كان معدل الحياة للإنسانية قد تضاعف مرتين، فإن التطور الطبي يعزى إلى عدد من العوامل في قارتنا الافريقية.
وأردفت أزولاي بالقول: “نعمل على الحد من من الحمل المبكر في القارة الإفريقية عن طريق التعليم والتدريب، وإدراج الرياضة في مختلف السياسات العمومية”، مضيفة أنه لتحقيق الزواج بين التعليم والصحة تمت الاستعانة بمغنيين للتوعية في إفريقيا، والاشتغال على الاهتمام بالثقافة العامة.
أما المفوض السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ميغيل أنخيل، فحث، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر، على إيلاء الاهتمام بالصحة البشرية والعقلية الإفريقية، والتخلص من الصورة السلبية التي تُرسم للقارة الإفريقية حول الفقر والجوع، مؤكدا ضرورة استئناف التضامن الدولي في هذا الجانب الذي بدأ يتراجع، إلى جانب تطوير الاشتغال على الحد من المخاطر التي تؤدي إلى انتشار الأمراض على المستوى الوطني.
من جهته، كشف مورغان شيتي، رئيس التحالف الطبي في إفريقيا الجنوبية، الذي ألف كتابين في الرعاية الصحية والسياسات الصحية، أن الهدف من هذا اللقاء رصد سياسات من أجل المستقبل، ومساعدة الناس لتفادي أي سلوك يضر بهم وبأسرتهم ومجتمعهم، لافتا إلى أن المناظرة تشهد حضور خبراء بغاية تشاطر التجارب المشتركة، وتعديل طريقة التفكير بهذه المخاطر، وتقليصها.
وأوضح شيتي، في مداخلته، أن الاضطرابات والإدمان على التدخين، يتطلب تطبيق مبادئ لتجويد خدمات الرعاية الصحية والعلاقة بين المرضى والأطقم الطبية، من خلال إشراك المرضى بشكل كامل، بشرح المشاكل التي يعانيها المريض حتى يكون مستنيرا وقادرا على تلقي العلاج، لأن الأطباء عادة يكتفون بإعطاء التعليمات.
وتابع المتحدث نفسه: “الهدف الأول من تقليص المخاطر إنقاذ الأرواح، ويتعين علينا مراعاة التغيير والاستعداد للاشتغال على الصحة العقلية، وينبغي أن نحذر العالم من هذا التسونامي المتعلق بالأمراض المزمنة والسرطان، وأن نكافح كل أنواع الوصم المختلفة المرتبطة بالإدمان، وتشجيع المدمنين على اللجوء إلى الرعاية الصحية وإعادة تاهيل المرضى، وإدماجهم، وعليهم فهم المراحل التي يمرونا منها”.