اقتصاد

الكتاني: خطاب الملك رسالة واضحة للقطع مع اقتصاد الريع وتحقيق الاكتفاء الذاتي

الكتاني: خطاب الملك رسالة واضحة للقطع مع اقتصاد الريع وتحقيق الاكتفاء الذاتي

أكد الملك محمد السادس، في خطاب افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان اليوم الجمعة، أن المغرب يراهن اليوم على الاستثمار المنتج، کرافعة أساسية لإنعاش الاقتصاد الوطني، وتحقيق انخراط المغرب في القطاعات الواعدة، لأنها توفر فرص الشغل للشباب، وموارد التمويل لمختلف البرامج الاجتماعية والتنموية.

وقال الملك إن المملكة تنتظر أن يعطي الميثاق الوطني للاستثمار، دفعة ملموسة، على مستوى جاذبية المغرب للاستثمارات الخاصة، الوطنية والأجنبية،وهو ما يتطلب رفع العراقيل، التي لاتزال تحول دون تحقيق الاستثمار الوطني لإقلاع حقيقي، على جميع المستويات.

عمر الكتاني، المحلل الاقتصادي، قال في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية إن الملك وجه في خطاب اليوم رسالة مباشرة وواضحة للقطع مع اقتصاد الريع وإزالة العراقيل المفتعلة من طرف الإدارات العمومية، بغية تشجيع الاستثمار الوطني والأجنبي، مبرزا أن الملك واعي بأن الظرفية مناسبة لتجاوز “عراقيل الماضي”، خاصة فيما يتعلق بتحصيل الرخص.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن تكرار الملك في خطاباته الأخيرة دعوته لتشجيع الاستثمار، بحذ ذاته رسالة للمسؤولين، وتأكيد على أن هناك شعور بواقع معاش، يجعل المغرب يفقد استثمارات مهمة بسبب “عراقيل واهية”، معتبرا أن الأوان ان للقطع مع كل التجاوزات التي يشهدها قطاع الاستثمار، والتي تبطئ سرعة تفعيل الاستمارات بالسوق.

وأشار العاهل المغربي أن المراكز الجهوية للاستثمار، مطالبة بالإشراف الشامل على عملية الاستثمار، في كل المراحل والرفع من فعاليتها وجودة خدماتها، في مواكبة وتأطير حاملي المشاريع، حتى إخراجها إلى حيز الوجود.

وعلى مستوى مناخ الأعمال، قال الملك إن الإصلاحات الهيكلية التي قمنا بها، من تحسين صورة ومكانة المغرب في هذا المجال، مضيفا :” ولكن النتائج المحققة، تحتاج إلى المزيد من العمل ، لتحرير كل الطاقات والإمكانات الوطنية، وتشجيع المبادرة الخاصة، وجلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية”.

وتابع الملك في خطابه الموجه للأمة :”هنا نريد التركيز، مرة أخرى، على ضرورة التفعيل الكامل لميثاق اللاتمركز الإداري، وتبسيط ورقمنة المساطر، وتسهيل الولوج إلى العقار، وإلى الطاقات الخضراء، وكذا توفير الدعم المالي لحاملي المشاريع”، داعيا لتعزيز قواعد المنافسة الشريفة، وتفعيل آليات التحكيم والوساطة، لحل النزاعات في هذا المجال.

الكتاني اعتبر خطاب الملك، رسالة للمستثمرين في القطاع الفلاحي خاصة، باعتباره “أساسا للاقتصاد المغربي”، مبرزا أن تشجيع الاستثمار ودعوة الملك ل”ضرورة تعبئة الجميع، والتحلي بروح المسؤولية، للنهوض بهذا القطاع المصيري لتقدم البلاد”، خطوة أساسية نحو الاكتفاء الذاتي خلال هذه الظرفية العالمية الصعبة، والتي تفرض على المغرب تغيير خططه وأولوياته، يضيف المحلل الاقتصادي.

واعتبر المتحدث ذاته، أنه حان الوقت ليحقق المغرب اكتفاء ذاتيا، خاصة على المستوى الطاقي والحبوب، مؤكدا أن الأزمة الأوكرانية الروسية، أعطت للمغرب “مبررا” لبدء مخطط استعجالي لبلوغ الاكتفاء الذاتي وتجنب التبعية، خاصة أنه يملك المقومات اللازمة لبلغ ذلك.

وجدد الملك الدعوة لإعطاء عناية خاصة، لاستثمارات ومبادرات أبناء الجالية المغربية بالخارج. ولتحقيق الأهداف المنشودة، وجهنا الحكومة، بتعاون مع القطاع الخاص والبنكي، لترجمة التزامات كل طرف في تعاقد وطني للاستثمار.

وأشار أن هذا التعاقد يهدف لتعبئة 550 مليار درهم من الاستثمارات، وخلق 500 ألف منصب شغل، في الفترة بين 2022 و2026.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News