سياسة

مخالفا للأعراف.. دي ميستورا يحل بتندوف بطائرة جزائرية ومنتدى يكشف مأساة المخيمات

مخالفا للأعراف.. دي ميستورا يحل بتندوف بطائرة جزائرية ومنتدى يكشف مأساة المخيمات

بعدما زار المغرب في يوليوز الماضي، التقى المبعوث الأممي للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، اليوم السبت ممثلين لجبهة البوليساريو الانفصالية بتندوف، بعدما حل بها بطائر تجارية جزائرية.

وتأتي هذه الزيارة في خضم أزمة دبلوماسية بين المغرب وتونس بعد أن استقبل الرئيس التونسي، قيس سعيد، زعيم الميليشيا الانفصالية، ابراهيم غالي، بمناسبة القمة الاقتصادية اليابانية الإفريقية في تونس العاصمة.

ووصل ستافان دي ميستورا صباح اليوم السبت إلى تندوف على متن طائرة تجارية تابعة للخطوط الجوية الجزائرية بدلا من طائرة إسبانية كما فعل خلال زيارته الأولى للمنطقة في يناير الماضي، وعلى غرار أسلافه الذين تنقلوا من وإلى المنطقة بطائرة تابعة للبلد الإيبيري، حسبما أكدته تقارير إسبانية.

وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، التقى دي ميستورا في مخيمات تندوف رئيس وفد مفاوضي البوليساريو، خطري آدوه، وممثل الجبهة لدى الأمم المتحدة، عمر سيدي محمد.

وأوضحت أن الدبلوماسي الإيطالي-السويدي الذي وصل فجر السبت إلى تندوف في غرب الجزائر، التقى في وقت سابق مجموعة من الشبان والنساء، على أن يلتقي زعيم الإنفصاليين، ابراهيم غالي، يوم غد الأحد.

وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة، عند إعلانها الزيارة أمس الجمعة، إن دي ميستورا “يتطلع دائما إلى تعميق المشاورات مع جميع الأطراف المعنية بشأن إمكانية دفع العملية السياسية في الصحراء إلى الأمام بشكل بناء”.

البوليساريو تضغط على إسبانيا

وتواصل البوليساريو في ما يشبه “رقصة الديك الأخيرة” التحجج بالموقف الإسباني الأخير من نزاع الصحراء المغربية المفتعل لإقناع المبعوث الأممي بموقفها الانفصالي الفاقد للشرعية الدولية، إذ أكدت تقارير جزائرية، أن ممثل الجبهة الانفصالية شدد لدي ميستورا على أن إسبانيا لم تعد تعتبر مساهمة “إيجابيا” في عملية السلام من خلال “التحالف” مع موقف المغرب.

ورغم أنها لم تكن الوحيدة التي دعمت مبادرة الحكم الذاتي المقدمة من المغرب، على غرار أمريكا وألمانيا والعديد من الدول الأخرى، اختارت البوليساريو مهاجمة إسبانيا فقط، وقال ممثلو الوفد الانفصالي خلال اجتماعهم بالمبعوث الأممي اليوم السبت إنه “نظرًا لمواقف الحكومة الإسبانية الحالية التي اتخذتها، فقد تحولت من فاعل يمكن أن يساهم بشكل إيجابي إلى فاعل تسبب في المزيد من المشاكل”.

وكانت جبهة البوليساريو قد قررت في 10 أبريل 2022 “تعليق” كل اتصال مع حكومة بيدرو سانشيز الإسبانية بعد تحول موقف مدريد لصالح الموقف المغربي من مسألة الصحراء المغربية.

وعللت الجبهة الانفصالية المدعومة من الجزائر قرارها باعتبار أن “الدولة الإسبانية لها مسؤوليات تجاه الأمم المتحدة في الوقت نفسه باعتبارها كانت القوة المديرة للإقليم (إبان الاستعمار)، وأن مسؤولياتها تبعا لذلك لا تسقط بالتقادم”،  علما أن إسبانيا أعلنت في 18 مارس دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية التي تعتبر حاليا، وعلى نطاق واسع دوليا، “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع”.

فورستاين: دي ميستورا سيقف على مأساة المخيمات

تزامنا مع الزياة، أكد منتدى “فورستاين من قلب مخيمات تندوف” أن زيارة المبعوث الأممي للصحراء المغربية تتطلع “لوساطة مشروخة، عقّدتها جبهة البوليساريو بإعلانها الحرب من جهة واحدة، أدخلتها دوامة من التيهان والعزلة الدولية والانفجار الداخلي”.

وأوضح المنتدى أن مخيمات تندوف “تعيش أوضاعا صعبة، وشحا غير مسبوق في المواد الغذائية، وحصارا أمنيا مطبقا تشرف عليه الجزائر بصفة رسمية، وتمنع الخروج من المخيمات دون الحصول على تصريح أمني بعيد المنال، ما عقد الأمور، وساهم في لجوء الساكنة إلى الخروج من المخيمات عبر طرق خاصة، الأمر الذي أدى بالعشرات من الصحراويين إلى الاعتقال والمحاكمة من طرف السلطات الجزائرية”.

وتابعت أن “خنق وحصار وجوع.. شعارات مرفوعة منذ مدة بالمخيمات، والساكنة ضاقت ذرعا بالقيادة، مع تناسل فضائح بين الفينة والأخرى عن بيع مساعدات من طرف قيادي هنا، وتورط قيادي في جرائم جنسية هناك، دون الحديث عن الفضائح المالية التي خرجت قبل شهرين عن تبييض أموال من طرف شبكة تابعة للقيادة تضم أبناء قياديين بارزين بجبهة البوليساريو”.

وذكر منتدى فورستاين من قلب مخيمات تندوف بالارتباك الكبير الذي تملك قيادات الجبهة الانفصالية “بين تسابق من طرف إطاراتها على الظهور مع المبعوث الأممي، وبين استغلال الشيوخ والنساء وجلبهم عنوة، وحشد الجماهير لساعات طوال تحضيرا لمرور موكب المبعوث الأممي، دون أن ننسى فضيحة استقبال ومرافقة دي ميستورا، من طرف أطفال بزي عسكري، ما ورط قيادة الجبهة رسميا في تجنيد الأطفال أمام العاملين بالأمم المتحدة على رأسهم المعني الأول بملف الوساطة الأممية في ملف الصحراء”.

وأكدت أنه لن يكون “عسيرا على المبعوث الأممي، أن يقف على مدى الامتعاض والسخط الجماعي ضد ابراهيم غالي وعصابته، وأيضا من السهل عليه أن يعرف مدى الرغبة الجامحة لدى الساكنة في تغيير وإسقاط القيادة، ولن تخونه فراسته ليكتشف بسهولة التواجد المكثف لجبهة الممانعة التي تقودها أزلام القيادة دفاعا عن ابراهيم غالي وزبانيته، وتصويره كبطل، تتبجح بصوره مع الرئيس التونسي قيس سعيد”.

وشدد منتدى فورستاين أن “غالي ومن رافقه لتونس، لا يمثلون أي نظام قائم، ولا شرعية لهم في القانون الدولي، ولا يملكون أرضا، ولا مقومات دولة، بل دخلوا تونس بجوازات سفر جزائرية وبطائرة جزائرية، وأن تلك الخطوة تدخل في مخطط دشنته الجزائر منذ مدة، لزيادة أسهم ابراهيم غالي وعصابته داخليا، ضمانا لصعود سلس في المؤتمر القادم المنعقد نهاية السنة الجارية”.

الزيارة الثالثة للمنطقة

ومنذ تعيينه في نونبر 2021، قام ستافان دي ميستورا بأول جولة له في المنطقة في يناير حين زار الرباط وموريتانيا والجزائر وتندوف، وهي الأطراف الأربعة المعنية بالنزاع المفتعل، حسب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وفي 2 يوليوز الماضي، عاد المبعوث الأممي إلى المملكة، وجدد له المغرب تأكيد تمسكه بالحل السياسي لنزاع الصحراء المغربية، ودعمه لقرار مجلس الأمن رقم 2602 الذي يقضي بعودة الأطراف المعنية إلى مسلسل الموائد المستديرة لإيجاد حل سياسي عادل ودائم لملف الصحراء المغربية.

وشددت الدبلوماسية المغربية، في شخص وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، والسفير الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في لقاء صباح الثلاثاء 5 يوليوز 2022، مع ستافان دي ميستورا، على موقف المملكة الثابت، المعبر عنه في خطاب الملك محمد السادس في الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء، في 6 نونبر 2021، لإيجاد حل سياسي مبني بشكل حصري على مباردة الحكم الذاتي المقدمة من طرف المغرب، في إطار السيادة والوحدة الترابية للمغرب.

وجدد بوريطة وهلال خلال اللقاء، وفق بلاغ لوزارة الخارجية، تمسك المغرب بالعملية السياسية وفق القرار 2602 الذي ألزم المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية وموريتانيا بالعودة إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ 2019 “بدون شروط مسبقة وبحسن نية” في أفق التوصل إلى “حل سياسي عادل ودائم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News