شبحُ سنة بيضاء يدفع طلبة أوكرانيا لتوجيه نداء استغاثة للملك

عاد الطلبة المغاربة العائدون من أوكرانيا إلى الشارع بتنظيم وقفة احتجاجية اليوم الثلاثاء 23 غشت الجاري بالرباط، للمطالبة بإيجاد حل عاجل لملفهم، الذي عمر طويلا، في ظل صمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وترددها في حسم التسوية النهائة للملف.

وعلى بعد أسبوعين من انطلاق الموسم الجامعي الجديد، ما يزال ملف طلبة أوكرانيا يراوح مكانه، وسط تردد أنباء على تراجع الوزارة الوصية عن وعودها السابقة بإدماج الطلبة في المؤسسات الجامعية العمومية ابتداء من الموسم المقبل، بعد تنظيم امتحانات الولوج إلى هذه المؤسسات وفق ما تعهد بذلك الوزير ميراوي أمام البرلمان.

وعمّقت تصريحات أدلى بها “أحد المسؤولين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إبداء الكليات الخاصة استعدادها لاستقبال الطلبة، دون الحديث عن الكليات العمومية”، من توجس خلية إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، التي رأت فيه اعتداء على حقوقهم الدستورية، لاسيما في ظل التزام الوزارة الوصية بالعمل على إنهاء معاناة الطلبة مطلع شتنبر القادم.

وأكد طويل عبدالله، رئيس خلية إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، أن “الطلبة يطالبون بحقهم الدستوري في ولوج الكليات العمومية كباقي المواطنين المغاربة”، مضيفا “الحديث على أن الطلبة كانوا يدفعون رسوم الدراسة بأوكرانيا بالتالي يمكنهم متابعة دراستهم بكليات خاصة بالمغرب أمر غير مقبول”.

وتُواجه وزارة التعليم العالي احتجاجات الطلبة العائدين من أوكرانيا بـ”التجاهل”، حيث ترفض هذه الأخيرة الإفصاح عن مستجدات تسوية الملف، الذي أخرج أمهات وآباء الطلبة للشارع لتنظيم وقفات احتجاجية متكررة، ودفع “صمّ الآذان” الذي يواجهه به ميراوي مطالب طلبة أوكرانيا، إلى رفع نداء استغاثة إلى الملك محمد السادس من أجل التدخل العاجل لطي الملف.

وأكد طويل عبدالله، رئيس خلية إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، أن الوقفة التي نظمها الطلبة العائدون من أوكرانيا اليوم أمام مقر وزارة التعليم العالي بالرباط، جاءت بهدف توجيه نداء استغاثة للملك محمد السادس من أجل تبني ملفهم، بعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية التي لم تفض لأي نتيجة، في ظل صمت الوزارة الوصية.

وأضاف طويل، في تصريح لـ”مدار21″، على هامش الوقفة الاحتجاجية، “مع الأسف وجهنا رسائل لعدة جهات معنية ولم نجد آذانا صاغية لحل هذا المشكل، وأعرب الطالب المغربي، عن الأمل في ينهي التدخل الملكي أزمة الطلبة المغاربة، على بعد أيام من الدخول الجامعي.

وقالت إحدى الطالبات العائدات من أوكرانيا، إن الطلبة قرروا بعد إغلاق الوزارة الباب في وجوههم توجيه نداء استغاثة إلى الملك من أجل الالتفات إلى معاناتهم التي عمرت طويلا، سيما أنه لم يتبق على الدخول الجامعي المقبل سوى أسبوعان.

وسجلت في تصريح مماثل، أنه لم يتحقق أي شيء لحد الساعة، من الوعود والالتزامات التي تعهدت بها وزارة التعليم العالي، وأنها تركت الطلبة في حيرة من أمرهم، يواجهون المجهول، مؤكدة أن الطلبة يتخوفون من سيناريو ضياع السنة المقبلة بعد 6 أشهر من تعطل دراستهم بالجامعات الأوكرانية.

وأعربت الطالبة المغربية عن أملها في أن تكون هذه الوقفة آخر خطوة احتجاجية في أفق إيجاد التسوية النهائية للملف ووضع حد لمعاناة الطلبة العائدين من أوكرانيا.

وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أعلن أن ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا سيتم حله بشكل نهائي الشهر المقبل، وأوضح ميراوي، أنه سيتم تنظيم مختلف مباريات إدماج هؤلاء الطلبة بمنظومة التعليم بالمغرب مباشرة بعد عيد الأضحى الماضي، مؤكدا حرص الوزارة على التعامل مع ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا “بكل إيجابية وفعالية، وعدم ادخار أي جهد في سبيل إيجاد حلول واقعية وملائمة لتجاوز هذه الوضعية”.

وشدد طالب آخر في تصريح لـ”مدار21″، على ضرورة التسريع بحل الملف وتقديم الحلول المناسبة بعد سلسلة من اللقاءات والوقفات وبعد معاناة الطلبة من ويلات الحرب الروسية على أوكرانيا لمدة تجاوزت 6 أشهر.

وأضاف المتحدث ذاته أن الطلبة المغاربة أصبحوا بمثابة لاجئين في بلدهم، وباتوا بدون مستقبل، حيث باتوا يجهلون مصيرهم، مما دفعهم لتوجيه نداء استغاثة إلى الملك محمد السادس، من أجل تحقيق مطالبهم.

من جانبه، سجل أحد أولياء طلبة أوكرانيا أن الطلبة يناشدون الملك محمد السادس من أجل إعطاء تعليماته لحل ملف الطلب العائدين من أوكرانيا تحت ظروف الحرب الواقعة هناك، مشيرا إلى أن الوزارة أخلفت وعودها التي صرحت بها أمام البرلمان وأمام الرأي العام الوطني، بأنه سيتم إدماج الطلبة أو إلحاقهم بجامعات أجنبية.

وأضاف، أن الطلبة فوجئوا بعد ذلك، أن هذه الوعود هي مجرد حبر على ورق، وأن هذا الإدماج ما يزال متعذرا، حيث أنه لحد الآن لم يتم الحسم في أي قرار، مؤكدا أن الوقفة الاحتجاجية المنظمة اليوم من طرف الطلبة وأولياء أمورهم تطلب تدخل الملك لوضع حدّ لتذمر الطلبة وعوائلهم، من أجل تبديد الهواجس حول ما إذا كانت الوزارة ستعمل على تسوية الملف بشكل نهائي، أم تترك الطلبة يواجهون مصيرهم وسط احتمال “سنة بيضاء”.