مجتمع

استطلاع رسمي: نصف المغاربة يؤكدون “عدم فعالية” البرامج العمومية الموجهة للشباب

استطلاع رسمي: نصف المغاربة يؤكدون “عدم فعالية” البرامج العمومية الموجهة للشباب

كشف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الذي يرأسه أحمد رضا الشامي، أن ما يناهز نصف المغاربة يؤكدون عدم فعالية البرامج العمومية الموجهة للشباب، من قبيل برامج “انطلاقة” و”إدماج” و”تحفيز” و”تأهيل”، مفسرا ذلك بالنقص المسجل في مجال التواصل حول هذه البرامج.

وأعلن المجلس، أول أمس السبت، نتائج الاستشارة التي أطلقها على المنصة الرقمية “أُشاركُ” حول آراء المواطنات والمواطنين حول البرامج العمومية الموجَّهة إلى الشباب، مؤكدا أن قُرابَةَ نصف المشاركين/ات (49.11 في المائة) وصفوا هذه البرامج بأنها غير فعالة، بينما اعتبرها 44.05 في المائة منهم فعالةً إلى حَدٍّ ما، في حين يعتبر 6.84 في المائة من المشاركين/ات أنها فعالة، مرجعا السبب إلى “الخصاص في مجال التواصل”.

وأفاد مجلس “الشامي” أن نتائج الاستشارة أبرزت “عدم كِفاية جهود التواصل والتحسيس حول عروض ونتائج البرامج العمومية الموجَّهة للشباب”، موضحا أن أكثر من ثلاث أرباع المشاركين/ات صرحوا أن معلوماتهم حول هذه البرامج قليلة أو منعدمة، في حين أفاد حوالي 4 في المائة فقط بأنهم تلقوا معلومات وافيةٍ عنها. كما صرح 71.57 في المائة أنهم لم يسبق لهم الاستفادة من أحد البرامج الموجَّهة للشباب، يضيف المجلس.

وأكد المجلس أن برنامج “انطلاقة” هو أكثر البرامج التي يعرفها الشباب (71.52 في المائة)، متبوعا بالمرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (43.28 في المائة)، مضيفا أن برامج إدماج الشباب في سوق الشغل المتمثلة في “إدماج” و”تحفيز و”تأهيل” “غير معروفة بالقدر الكافي لدى المشاركين/ات (ما بين 15.97 في المائة و25.69 في المائة).

وبخصوص برامج “فرصة” و”أوراش” التي أطلقتها حكومة عزيز أخنوش في السنة الأولى من ولايتها، ورغم الميزانية المرصودة للترويج لها، خاصة انفتاحها على “المؤثرين” على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح المجلس أن 20 في المائة فقط من المشاركين/ات عبروا عن معرفتهم بها.

وأفاد المشاركون/ات في الاستطلاع، وفق نتائج الاستطلاع، بأنه ينبغي أن تَتَصَدَّرَ القضايا المتعلقة بتكوين الشباب (80.78 في المائة) وإدماجِهم في سوق الشغل (76.62 في المائة) أولويات البرامج العمومية الموجه للشباب. كما أن مواضيعُ الثقافة (50 في المائة) والرياضة والترفيه (48.37 في المائة) والصحة (45.37 في المائة)، يتعين أن تحتل أيضا، حسب المشاركين/ات، مكانة هامة جدا في هذه البرامج. كما أشار 12.73 في المائة من المشاركين/ات إلى قضايا أخرى، ينبغي أن تنكب عليها في نظرهم البرامج العمومية الموجهة للشباب، من قبيل البيئة، البحث العلمي، قيم المواطنة، التربية المالية، والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وأوردت نتائج الاستطلاع أنه لإنجاح البرامج العمومية المخصصة للشباب، ينبغي في المقامِ الأوّلِ ضرورةَ إشراكِ الشباب في إعداد هذه البرامج (69.90 في المائة)، يليها تحسين المنظومة التي تندرج فيها هذه البرامج برُمَّتِها (64.35 في المائة). كما شدد المشاركون/ات على ضرورة اعتماد مقاربةٍ تنبني على القُرب في معالجة قضايا الشباب (63.42 في المائة)، مع مراعاةِ التواصل على نطاق واسع مع الشباب لإطلاعِهم على ما تُوفِّره البرامج الموجَّهة إليهم (57.17 في المائة)، والتواصل بانتظام معهم بخصوص نتائج هذه البرامج (58.6 في المائة).

وفي السياق نفسه أكد المشاركون على تعزيز التكامل والتجانس بين هذه البرامج (51.15 في المائة)، وضرورة إشراك الشباب في عملية تقييم البرامج المخصصة لهم (57.17 في المائة). وأخيرا، اقترح 8 في المائة من المشاركين/ات في الاستبيان عددا من التدابير الأخرى لضمان حسن تنزيل البرامج العمومية المخصصة للشباب، منها الشفافية في التدبير، الحكامة الجيدة، إشراك المجتمع المدني، والتعريف بالتجارب الناجحة، يضيف المجلس.

وجاء إعداد المجلس الاقتصادي الاجتماعي والبيئي لرأْيه، بناء على طلب من مجلس المستشارين، حول البرامج العمومية الموجَّهة للشباب خلال الفترة 2016-2021، إذ أطلق المجلس، بين 29 يونيو و22 يوليوز 2022، استشارةً مواطِنةً على المنصة الرقمية “أُشارِكُ” (ouchariko.ma) لاستطلاع آراء المواطنات والمواطنين حول هذا الموضوع.

وقال المجلس أن نتائج هذه الاستشارة تعكس تمثلات المشاركات والمشاركين حول البرامج العمومية المخصصة للشباب، لا سيما في ما يتعلق بمجالات التكوين والتشغيل والمبادرة المقاولاتية والإدماج الاجتماعي، مفيدا أن مجموع التفاعلات مع الموضوع بلغ 27881 منها 432 إجابة على الاستبيان الخاص بهذه الاستشارة.

ويبرز العدد المرتفع نسبيا للمشاركين/ات الذين تفوق أعمارهم 20 سنة من إجمالي المشاركين/ات في الاستشارة (40.14 في المائة ينتمون للفئة العمرية 20-29 سنة و35.21 في المائة للفئة العمرية 30-39 سنة)، وفق المجلس، الأهمية التي توليها هاتان الفئتان للقضايا التي طرحتها الاستشارة، على اعتبار أنهما توجدان في صلب الشريحة الاجتماعية المعنية بالبرامج العمومية الموجهة للشباب.

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News