دولي

رغم استئناف المفاوضات.. نيران الحرب الروسية الأوكرانية تحصد مزيدا من الأرواح

رغم استئناف المفاوضات.. نيران الحرب الروسية الأوكرانية تحصد مزيدا من الأرواح

رغم إثارة جولة جديدة من المحادثات الروسية الأوكرانية بعض الأمل، تصاعدت حدة المعارك في أوكرانيا اليوم الإثنين، اليوم التاسع عشر من الغزو الروسي، لترتفع حصيلة الضحايا مع إعلان مقتل 17 شخصا في قصف أوكراني في دونيتسك وشخصين في ضربات روسية في كييف.

وذكر مفاوض في كييف أن الجولة الرابعة من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا ستستأنف غدا الثلاثاء بعد “توقف تقني” الإثنين.

وقال ميخايلو بودولياك المفاوض ومستشار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على تويتر “نأخذ استراحة تقنية في المفاوضات حتى الغد” للسماح “بعمل إضافي لمجموعات العمل الفرعية وتوضيح” شروط معينة.

وبدأت هذه المفاوضات التي وصفها زيلينسكي بأنها “صعبة”، في وقت سابق من الإثنين غبر الفيديو، وهي الجولة الرابعة من المحادثات، وعقدت الجولات الثلاث السابقة على الحدود الأوكرانية البيلاروسية والبولندية البيلاروسية.

وفي الأيام الأخيرة، اشتدت المعارك حول العاصمة التي أصبحت محاصرة بشكل شبه كامل والتي فر أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم ثلاثة ملايين.

وفي غضون ذلك، أعلن الكرملين اليوم الإثنين أن الجيش الروسي قد يسيطر على المدن الأوكرانية الكبرى في وقت يتقدم باتجاه عدد من المراكز الحضرية الرئيسية.

وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين أن الرئيس الروسي فلاديمير “بوتين أعطى أوامر بالامتناع عن أي هجوم مباشر على المدن الكبرى نظرا إلى أن الخسائر المدنية ستكون كبيرة”، لكنه أضاف أن “وزارة الدفاع لا تستبعد احتمال وضع مدن كبرى تحت سيطرتها الكاملة”.

وذكرت أجهزة الطوارئ الأوكرانية أن مبنى مكوّنا من ثماني طبقات في حي أوبولون في شمال كييف، استهدف فجرا “بنيران مدفعية” على الأرجح ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 12 آخرين.

وفي وقت لاحق، تعرّض حي آخر للقصف قرب مصنع أنتونوف للطائرات، ما أدى إلى مقتل شخص آخر.

وفي الضواحي الشمالية الغربية لكييف، حيث تدور معارك منذ أيام، توفي الصحافي الأمريكي، برنت رينو، أمس الأحد، بعدما أصيب برصاصة في الرقبة من مصدر مجهول.

وأكد مستشار للرئيس الأوكراني مساء الأحد أن العاصمة باتت “مدينة محاصرة”.

في دونيتسك، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا والمدعومون من موسكو والذين يسيطرون على هذا المركز الصناعي منذ العام 2014، أن قصفا للجيش الأوكراني أسفر عن مقتل 17 شخصا على الأقل في وسط المدينة. ونشروا صورا تظهر جثثا ملطخة بالدماء ملقاة في أحد الشوارع وسط ركام.

وبحسب الانفصاليين أيضا، اعترضت أنظمة دفاعهم المضادة للطائرات صاروخا أوكرانيا ما أدى إلى مقتل أشخاص بشظاياه.

إلى الغرب، في مدينة دنيبرو، التي اعتبرت حتى الآن ملجأ للمدنيين القادمين من خاركيف أو زابوروجيا، دوت صفارات الإنذار صباح الإثنين لخمس ساعات، وذلك للمرة الأولى منذ بداية الغزو الروسي في 24 فبراير.

وقالت ييلينا (38 عاما) التي وصلت من زابوروجيا مطلع آمارس إنه لو أن المدينة لم تتعرض للقصف بعد، “لم يعد هناك مكان آمن”.

في جنوب البلاد، ضيّقت روسيا الخناق، بحسب وزارة الدفاع البريطانية التي كتبت في تغريدة أن القوات البحرية الروسية فرضت “حصارا عن مسافة على السواحل الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، ما يجعل أوكرانيا في الواقع معزولة عن التجارة البحرية الدولية”.

وتعرّضت مدينة ميكولايف الساحلية أيضا للقصف أمس الأحد، ما أسفر عن تسعة قتلى، بحسب السلطات.

في جنوب شرق البلاد، لا يزال الوضع مأسويا في ماريوبول، المدينة المحاصرة التي لا تزال تنتظر وصول قافلة مساعدات إنسانية. وقال مستشار لرئيس البلدية، مساء الأحد، إن الآليات عادت أدراجها بسبب الضربات الروسية التي لا تتوقف. وستجري محاولة أخرى الإثنين لإيصال المساعدات.

وماريوبول مدينة ساحلية استراتيجية واقعة بين شبه جزيرة القرم ودونباس، تفتقر إلى الطعام وسكانها محرومون من الماء والغاز والكهرباء والاتصالات. وقتل فيها أكثر من 2187 شخصا منذ بدء الهجوم الروسي بحسب البلدية.

خلال ليل السبت-الأحد، استهدفت القوّات الروسية قاعدة يافوريف العسكرية الواقعة على بعد عشرين كلم من الحدود مع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي “ناتو” والاتحاد الأوروبي وعلى مسافة نحو أربعين كلم من مدينة لفيف الكبيرة حيث يقطن عدد كبير من النازحين. وإلى هذه القاعدة أيضا، يصل جزء من المساعدة العسكرية التي ترسلها الدول الغربية لأوكرانيا منذ بدء الغزو.

وبحسب موسكو، قُتل عشرات “المرتزقة الأجانب” هناك، فيما تقول السلطات المحلية إن القتلى فقط من الأوكرانيين.

وحض زيلينسكي مجددا “ناتو”، ليل الأحد الإثنين، على فرض منطقة حظر طيران فوق بلاده، معتبرا أن التمنع عن ذلك سيؤدي إلى سقوط “الصواريخ الروسية على أراضيكم، على أراضي الناتو”.

في هذا السياق، استؤنف الحوار بين الوفدين الأوكراني والروسي الساعة الثامنة و20 دقيقة صباح اليوم عبر الفيديو.

وقبل استئناف المفاوضات بوقت قصير، أشار رئيس المفاوضين الأوكرانيين، ميخايلو بودولياك، إلى أن مطالبه ما زالت “الوقف الفوري لإطلاق النار وانسحاب جميع القوات الروسية”.

وقال في مقطع فيديو على تويتر “بعد ذلك فقط يمكننا التحدث عن علاقات الجوار وخلافاتنا السياسية”.

إلا أن هذه المرة هناك بارقة أمل، بعدما فشلت الجلسات الثلاث الأولى من المحادثات التي عقدت في بيلاروس ثم اللقاء بين وزيري الخارجية، الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا في تركيا الخميس المقبل.

ومساء أمس الأحد، تحدث مفاوض روسي عن إحراز “تقدم كبير” في المفاوضات مع أوكرانيا. وقال المفاوض ليونيد سلوتسكي وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية: “توق عاتي الشخصية هي أن يتوصل هذا التقدم قريبا جدا إلى موقف مشترك بين الوفدين وإلى وثائق لتوقيعها”.

بعد وقت قصير، أشار بودولياك عبر تويتر إلى أن موسكو توق فت عن تحديد “مهل نهائية” في كييف وبدأت “ت صغي بانتباه إلى اقتراحاتنا”.

وردد تصريحات مماثلة أدلى بها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجمعة الماضي، بعدما تحدث بوتين عن “تقدم إيجابي” في المفاوضات.

وسبق أن أشار زيلينسكي يوم أمس إلى أن وفده لديه “مهمّة واضحة: القيام بكل شيء لعقد لقاء بين الرئيسين”.

وفي انتظار حدوث اختراق في المحادثات، ما زال الجميع يتخوّف من خطر اتساع نطاق الصراع.

وأطلق الناتو في النرويج اليوم الإثنين تمارين “Cold Response 2022″، المرتقبة منذ وقت طويل والتي يُفترض أن تسمح بتقييم قدرة أعضائه على تقديم المساعدة لبعضهم البعض. ويشارك في التدريبات هذا العام نحو 30 ألف عسكري و200 طائرة وحوالي 50 بارجة من 27 دولة، في المنطقة القطبية الشمالية.

ومساء الأحد، أعرب الغرب مجدّدا عن دعمه لكييف. فأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لنظيره الأوكراني كوليبا “التضامن الثابت للولايات المتحدة مع أوكرانيا للدفاع عنها”، وفق ما أعلن الناطق باسمه نيد برايس.

وفي مواجهة العقوبات التي جمدت حوالى 300 مليار دولار من الاحتياطات الروسية في الخارج، اتهمت موسكو الغرب بالسعي للتسبب بتخلف “مصطنع” عن سداد مستحقاتها. وقالت وزارة المال الروسية في بيان إن “التصريحات التي تقول إن روسيا لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها في ما يتعلق بدينها العام، لا تتوافق مع الواقع”.

وتضع العقوبات روسيا أمام احتمال عدم الإيفاء بالعديد من المواعيد النهائية لسداد الديون بالعملات الأجنبية خلال الفترة الممتدة من مارس إلى أبريل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News