تكنولوجيا

تهتك الأستار وتفضح الأسرار..5 عصابات تحول الإنترنت إلى جحيم

تهتك الأستار وتفضح الأسرار..5 عصابات تحول الإنترنت إلى جحيم

نشرت مجلة “ذا كونفورسايشن” مقالة حول أخطر مجموعات القرصنة الرقمية المختصة في هجمات الفدية (ransomware attacks) تفاعلا مع الهجمات الرقمية الأخيرة التي شلّت حركة سلسلة من الشركات العالمية الكبرى معيدة إلى سطح الأحداث نشاط هذه العصابات السيبرانية. الهجمات خلّفت أيضا توترات سياسية قديمة حديثة باتهام وكالات الأمن الأمريكية  روسيا بالوقوف وراءها، وبتهديد  أمن شركاتها واستثمارات حلفائها بأوربا. فمن يكون هؤلاء القراصنة الذين حيّروا أعتى وكالات الاستخبارات وأقوى شركات المعلوميات بالعالم؟

دارك سايد DarkSide

تقف هذه العصابة وراء الهجوم بفيروسات فدية على شركة “كولونيال بايب لاين” النفطية الأمريكية في ماي الماضي. وقد ظهرت هذه المجموعة من القراصنة في غشت من العام الماضي. وتستهدف شركات كبرى لا تحتمل أي تشويش أو اربتاك  في الخدمات التي تقدمها، ومن ثم تكون أكثر جاهزية لأداء فدية لحل الارتباك.

ويقوم النموذج الاقتصادي ل”دارك سايد” على تقديم قدراتها في قيادة هجمات فدية للراغبين في ذلك. وبمعنى آخر فهي تقود هجمات فديمة نيابة عن منفذين مستترين. وتشرف المجموعة على منتديات رقمية تقدم فيها دعما  للراغبين في تطوير مهاراتهم في الجريمة الرقمية عبر تداريب وأساليب جديدة.

وتتضمن هذه التداريب التعريف بكيفية المزاوجة بين هجمات حجب الخدمات (تعطيل مواقع الانترنت) وهجمات الفدية لزيادة الضغوط على الضحية للتسليم أمام مطالب القراصنة. فمثلا، فيما يمنع هجوم الفدية الشركات من معالجة الطلبيات القديمة والجارية، يمنع هجوم حجب الخدمات الشركة من استقبال أي خدمات جديدة. وترى واشنطن أن دارك سايد تحظى برعاية روسية.

آر إيفل REvil

هذه هي مجموعة القراصنة التي برزت في عناوين الأخبار مؤخرا بسبب هجومها الكاسح على شركة “كاسيا” الأميركية المختصة بخدمات إدارة تكنولوجيا المعلومات وهجوم آخر على شركة “جي بي إس” أكبر شركة لمعالجة اللحوم في العالم. وتعود بدايات نشاط هؤلاء القراصنة ل2020 و2021.

وفي أبريل الماضي، استولت آرإيفل على معلومات تقنية حول منتجات لم تكشف عنها شركة “آبل” بعد من خلال شركة مناولة تايوانية تشتغل مع العملاق الأمريكي في صناعة الحواسيب. وطلب قراصنة المجموعة فدية بقيمة 50 مليون دولار أمريكي مقابل عدم إفشاء الأسرار التجارية التي حصلوا عليها. في الأخير لم يتم كشف هذه المعلومات ولا يعرف إن كان عدم نشر المعلومات راجع إلى خضوع آبل لشرط القراصنة أم لا.

كلوب Clop

يختص قراصنة “كلوب”  بهجمات الفدية وبدؤوا نشاطهم عام 2019 مدعومين طرف عصابة رقمية استولت على ما يقارب نصف مليار دولار أمريكي بطريق الابتزاز.

وتتخصص كلوب في “الابتزاز المزدوج” والذي يعني إغلاق قواعد البيانات الخاصة بالمنظمات والشركات والمطالبة بافتدائها بمبالغ مالية محددة، ثم، بعد الحصول على الفدية (المال) ، تعاود “كلوب” طلب فدية ثانية هذه المرّة مقابل التزامها بعدم نشر كل تلك البيانات والمعطيات للعموم.

وتشير بعض السوابق إلى أن المنظمات التي تقبل بأداء الفدية في المرة الأولى تقبل بذلك مرات عديدة في المستقبل ما يجعل القراصنة يعيدون استهدافها مرات عديدة أيضا.

الجيش الإلكتروني السوري

ظل الجيش الإلكتروني السوري يطلق هجمات منذ 2011 بغرض الدعاية السياسية. وقد جعل هذا الأمر البعض يعتبره مجموعة تستخدم القرصنة في النضال السياسي (هاكتيفيست).

ورغم روابط المجموعة مع نظام بشار الأسد، فمن الراجح أنها مشكلة من متحمسين للاشتغال كأذرع إعلامية للجيش السوري.

ويتمثل أسلوب الجيش في توزيع الأخبار الزائفة عبر مصادر ذات مصداقية. ففي 2013، تسببت تغريدة قام الجيش ببثها عبر الحساب الرسمي لوكالة “أسوشييتد بريس” الإخبارية بخسارة ملايير الدولارات من سوق تداول الأسهم. وجاء في التغريدة الكاذبة : “عاجل : انفجاران بالبيت الأبيض وإصابة أوباما”.

“إف آي إن” 7 FIN

هذه هي أخطر مجموعة في هذه اللائحة. إف آي إن 7 ، التي تنفذ هجماتها انطلاقا من روسيا، هي بلا شك أكثر منظمة إجرامية نجاحا على مر التاريخ. وقد صارت هذه المنظمة التي بدأت نشاطها منذ 2012 تشتغل مثل شركة تقريبا.

كثير من العمليات التي نفذتها ظلت غير مرصودة لسنوات. ويقوم أسلوبها على الهجمات الشاملة التي يؤدي فيها الاختراق غايات متعددة. مثلا، يمكنها أن تقوم بابتزاز الضحية وطلب فدية وفي الوقت ذاته استعمال المعطيات ضد الضحية نفسها بطرق مختلفة.

بداية عام 2017، اتُهمت المجموعة بالوقوف وراء هجمات استهدفت شركات أمريكية وحصلت عبرها على معطيات تجارية حساسة استغلتها في الحصول على فديات استثمرتها في ما بعد بالبورصة لتجني أموال طائلة أخرى.

وقد حققت المجموعة عائدات كبرى من الاتجار بالمعلومات السرية واستثمار المعلومة عموما. فالمعلومة سلاح. بهذا الشكل، ساعدها الاضطلاع على  الأسرار التجارية التي حصلت عليها عبر اختراق قواعد وبرامج تدبير شركات عدة في امتلاك نظرة استباقية لتحركات الأسهم والأموال في السوق والاتجاهات المستقبلية داخل الشركات في ما يخص الاستثمارات (يعرف هذا الأسلوب بinsider trading) محققة من كل ذلك أرباح تقدر بمليار دولار.

ترجمة وتحرير  عصام واعيس بتصرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News