بيبل

انتقادات للسلوكيات الرقمية.. مشاهير يشجعون على الانحلال باسم “الشهرة”

انتقادات للسلوكيات الرقمية.. مشاهير يشجعون على الانحلال باسم “الشهرة”

انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة مجموعة من السلوكيات التي لا تعكس قيم المجتمع المغربي، في ظل تزايد مظاهر التطبيع مع الخطأ، بين من يشجعها ومن يرفضها.

وتشارك مجموعة من المشاهير، الذين يتابعهم مئات الآلاف وأحيانا ملايين الأشخاص، محتويات تعد قدوة سلبية للجمهور الناشئ، خصوصا فئة المراهقين الذين يتصفحون منصات الويب بشكل يومي.

ولا يقتصر تأثير هذه الشخصيات على من يتابعهم مباشرة، إذ تُسهم العديد من الصفحات في إعادة نشر محتواهم، ما يجعل تفاصيل حياتهم اليومية متداولة بشكل واسع، ويصفه البعض بأنه “غسيل علني” لحياتهم الخاصة.

وقد أثار زوجان سابقان، كانا عرضة للجدل بسبب صراعات وأزمات علنية انتهت بالطلاق، موجة من الانتقادات بعد “ارتباطهما” مجددا خارج إطار الزواج، إذ ظهرا على مواقع التواصل وهما يصوران حياتهما الجديدة المشتركة كأنها مثالية، ما اعتبره البعض ترويجا غير مباشر لـ”المساكنة” والتطبيع مع “العلاقات خارج مؤسسة الزواج”، وتشجيعا على “الانحلال الأخلاقي”.

وسبق لشخصية معروفة تقيم حاليا خارج المغرب أن فجرت جدلا مماثلا بعد نشرها لمحتوى يتناول علاقاته الخاصة بعد الطلاق، خارج إطار الزواج، مقدما الزواج كمؤسسة مليئة بالمشاكل، في مقابل الترويج لفكرة أن العلاقات غير الرسمية أكثر راحة واستقرارا.

وتنشر شخصيات ذات قاعدة جماهيرية واسعة على الإنترنت تفاصيل حياتية لا تعكس قيم الأسر المغربية المحافظة، وتوحي بأن طريق الشهرة والمال يمر عبر التخلي عن المبادئ والقيم الأخلاقية.

وأصبحت هذه المنصات فضاء مفتوحا أمام الجميع، في ظل غياب رقابة فعالة على المحتوى، تعرض محتويات لا تخضع لأي معيار تربوي أو أخلاقي، إذ إن التفاعل القوي وحصد نسب مشاهدات عالية، يجعل من هذه التصرفات تتحول من مجرد فرجة إلى نماذج يحتذى بها.

ورغم الانتقادات المستمرة التي تلاحق هذه الفئة من المؤثرين، إلا أن محتواهم يحصد ملايين المشاهدات، في مفارقة واضحة بين الرفض العلني والإقبال الكثيف.

وأرجع خبراء في علم النفس هذه الظاهرة، في تصريحات سابقة لجريدة “مدار21″، إلى “الفضول”، معتبرين أنه المحرك الأساسي خلف المتابعة، وهو ما يُسهم من دون قصد في رفع نسب المشاهدة وزيادة الانتشار.

وتتعالى الأصوات المنادية بضرورة تدخل الجهات المختصة لتنظيم المحتوى الرقمي، من خلال فرض قوانين صارمة تحد من نشر المحتويات المسيئة أو غير الأخلاقية، مع تعزيز التربية الرقمية في المؤسسات التعليمية، حتى يتمكن الجيل الجديد من التفاعل الواعي مع ما يستهلكه من محتوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News